روابط

الأحاديث وجها لوجه مع عمدة مدينة فانكوفر المشلول

   2008-09-10 11:00:18    cri

لقد أفتتحت دورة بكين الأولمبية للمعوقين بكل جلال ومهابة وفخر في موعدها يوم السبت الماضي في الملعب الوطني الصيني "عش الطيور"، ويقوم حاليا الرياضيون المعوقون من مختلف الدول بالمنافسات الرياضية المختلفة بكل ما في وسعهم لتحقيق البطولات الأولمبية. وبهذه المناسبة ، جاء إلى الصين عدد كبير من الضيوف والأصدقاء الأجانب للمشاركة في أولمبياد بكين للمعوقين خصيصا، منهم السيد سام سوليفان عمدة مدينة فانكوفر الكندية ، وهو العمدة الذي يجلس على كرسي متحرك بسبب الشلل ، غير أنه مبتسم الوجه دائما أينما يحل وينزل ، وتفاؤله الكبير يثير إعجاب الجميع . قبل أيام ، أجرى مراسلنا مقابلة إذاعية معه أجراه مراسلنا بمركز الإذاعة الدولية الخاص لأولمبياد بكين للمعوقين.

جاء السيد سام سوليفان إلى بكين ليس لمشاهدة السباقات الأولمبية للمعوقين فقط، بل لأنه أحد الحاملين لشعلة أولمبياد المعوقين في مدينة بكين نظرا لإسهامه الكبير في دفع تطور قضية المعوقين، وبصفته عمدة لمدينة فانكوفر التي ستستضيف الألعاب الأولمبية الشتوية والألعاب الأولمبية الشتوية للمعوقين عام 2010. قال للمراسل إنه لم يكن يتصور أنه معروف بين المواطنين الصينيين. وأضاف :

"عندما رآني المواطنون البكينيون أثناء تجوالي في شوارع بكين قالوا : هالوا ! عمدة مدينة فانكوفر ! شعرت بإعجاب كبير . وكذلك الحال في الأماكن الكثيرة الأخرى بالصين التي قد زرتها . إنهم يعرفونني ويقتربون مني أحيانا لأخذ صور جماعية معي . ذلك لم يخطر ببالي أبدا ويسعدني كثيرا ."

كان السيد سام سوليفان رجلا سليما ونشيطا ، وقد أصيب بشلل أربعة أعضاء في جسمه إثر حادث خلال التزلق على الثلج عندما بلغ عمره 19 سنة . وفي بداية إصابته، كان مكتئبا دائما، ومعنوياته منهارة حتى فكر في الإنتحار. وأخيرا، أنقذته النشاطات الرياضية وشجعته على الاستمرار في الحياة من جديد . وقال للمراسل:

"كانت نقطة تحول هامة في حياتي هي بعد مشاركتي في مباراة كرة الركبي على الكراسي المتحركة ، ومع أنني غير قوي في تلك المباراة ، إلا أن مشاركتي فيها قد شجعتني تشجيعا كبيرا واكتشفت فيها أنني أستطيع المشاركة في الألعاب الرياضية بشكل طبيعي مثل الناس الأصحاء، أو بعبارة أخرى الرياضة غيرت موقفي القديم في الحياة من العبوس والتجهم إلى الانبساط والانشراح."

ومنذ ذلك الوقت ، بدأ السيد سام سوليفان يمارس من جديد حياته كالمعتاد، ويضع أهدافا لتحقيقها واحدا تلو الآخر. وأضاف قائلا: "الأمر عجيب، بعد أن قررت بدء الحياة الجديدة، أصبحت فجأة مرتاحا ومنشرح القلب، وتخلصت من التوتر والتشاؤم واليأس. كنت أتطلع دائما إلى الحياة الحرة والمستقبل المشرق، وحددت لنفسي بعض الأهداف التي كتبتها على الأوراق لترتيبها وتحقيقها واحدا تلو الآخر."

كان الهدف الأول للسيد سام سوليفان هو التدريب على لبس الجورب والحذاء بنفسه. وهكذا ، ومنذ ذلك الوقت ، بدأ سوليفان يحقق أهدافه المحددة على التوالي ، ولم يكن هدفه فقط الاعتماد على نفسه في قضاء كل الشؤون الحياتية اليومية ، بل أكمل دراسات الماجستير في الإدارة الصناعية والتجارية وأنشأ عدة جمعيات خيرية لمساعدة المعوقين وخدمتهم . وبالإضافة إلى ذلك، أبدع أنواعا من الأدوات الخاصة لصالح المعوقين بما فيها زورق سياحي يستطيع المعوق قيادته على سطح المياه . وتقديرا له لمساهماته البارزة في مساعدة المعوقين، منحته الحكومة الكندية "وسام كندا " أعلى وسام شرف للمواطنين الكنديين . قال السيد سام سوليفان للمراسل: "ظللت أعمل هكذا منذ سنوات عديدة ، أي أحدد هدفا جديدا وأحققه بالجهود المتواصلة . وأخيرا ، وجدت أنني قد أصبحت عمدة مدينة فانكوفر ."

ومع أن السيد سام سوليفان لم يفكر قط في أن يكون سياسيا ، ولكن تجربته الجميلة وصبره المتواصل على مدى ال12 عاما أثناء شغله منصب عضو برلماني لمدينة فانكوفر ، كانت كافية تكفيه لأن ينتخب عمدة مدينة فانكوفر عام 2005 ، وهو أول عمدة معوق يجلس على كرسي متحرك في التاريخ الكندي. أما السيد سوليفان فله رأيه الخاص بصفته عمدة للمدينة وقال: "يقول الناس مازحين إن مدينة فانكوفر تقدم التسهيلات الواضحة والكافية لحياة المواطنين المحليين، وذلك بفضل تواجد عمدة معوق يصعب عليه التحرك . ولكنني أقول : إن الأمر ليس هكذا، بل العكس، فلكون مدينة فانكوفر هي مدينة جميلة وسهلة أصلا في كل المجالات، من الممكن أن يكون شخص معوق يتحرك بصعوبة عمدة لها."

ويسر السيد سوليفان أيضا بأن بكين شهدت تطورات سريعة في بناء المنشآت الأساسية دون العوائق في الأماكن المختلفة ، مما جعله يشعر بسهولة الحركة أكثر فأكثر. قال للمراسل: "زرت بكين قبل 11 عاما، ومرة أخرى قبل 6 أعوام، وجئت اليوم مرة جديدة. أنا معجب جدا بما شهدته المدينة من التغير والتطور خلال السنوات الأخيرة . أتذكر أنه في المرة الأولى التي زرت فيها بكين، كان تحركي صعبا، والكرسي ثقيل جدا، وغالبا ما أعتمد على مساعدة الآخرين، وكنت أتفادى إزعاجهم. أما الآن ، فهناك في كل مكان طريق خاص دون عوائق للمعوقين مثل ما في القصر الامبراطوري، حيث يوجد أيضا مصعد كهربائي خاص للمعوقين. كل هذا يعجبني كثيرا . كما وجدت في شوارع بكين سيارات الأجرة الخاصة للمعوقين التي لم أجدها في كندا. وهذا يدل على أن الصين ومدينة بكين قد أحرزت نتائج كبيرة فعلا في مسيرة تطورها."

كلامه صحيح، إن بناء المنشآت الأساسية دون عوائق للمعوقين بدأ يكتمل تدريجيا في بكين والمدن الأخرى في الصين. وباستخدامها حقق السيد سوليفان حلمه الذي ظل يراوده وهو قد صعد سور الصين العظيم المشهور إضافة إلى زيارة بعض المدن الصينية الأخرى. قال العمدة سوليفان بسعادة غامرة: "زرت هذه المرة بعض المدن الصينية القديمة مثل مدن شيآن ولو يانغ وتشينغ تشو وباو دينغ وغيرها ، إنها رحلة جميلة مريحة . وأعجبني أيضا أن الأخبار حول ألعاب بكين الأولمبية للمعوقين تبث وتنشر في أي وقت من الأوقات من محطات التلفزيون والإذاعة والصحف. ومن البديهي أن بكين والصين تستضيف أولمبياد بكين للمعوقين بحماسة كبيرة."

قال السيد سام سوليفان أخيرا إن مدينة فانكوفر ستتابع بحرص تام روح شعلة أولمبياد بكين وأولمبياد بكين للمعوقين، وتستفيد من الأفكار والتجارب الناجحة لأولمبياد بكين وأولمبياد بكين للمعوقين سعيا لإضافة تراث أولمبي جديد ووافر للجميع.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China