v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
إن أنغولا بلد مزقته الحروب الأهلية منذ سنوات طويلة، ولم تترك هذه الحروب اصابات جسدية مختلفة في أجسام المواطنين فحسب بل نتجت عنها آلام ومعانات نفسية لن تنمحي من أعماقهم. وبعد عام 2002 حيث انتهت الحرب الطويلة بدأت في هذا البلد عملية اعادة الاعمار التي تزامن معها مشروع اعادة اعمار آخر، فما هو هذا المشروع ؟ وكيف يجري الآن ؟ وللإجابة على هذا السؤال نقدم لكم فيما يلي تقريرا كتبه مراسل إذاعتنا بعد زيارته للسيد أنطونيو. دا . لوز/ مسؤول اللجنة الاولمبية للمعاقين بأنغولا.
يتولى السيد أنطونيو دا لوز حاليا منصب السكرتير العام للجنة الاولمبية للمعاقين بأنغولا. ويترأس حاليا الوفد الرياضي الانغولي للمعاقين للمشاركة في دورة بكين البارالمبية التي تجري فعالياتها حاليا على قدم وساق. وتأسست اللجنة الاولمبية الانغولية للمعاقين في عام 1994، ومؤسسها هو أنطونيو دا لوز بالذات. وقال في حديثه عن الأعمال الرياضية في بلده إن الحروب التي دامت سنوات طويلة في أنغولا قد تركت اصابات وعاهات متنوعة للكثير من المواطنين. ولقيت معاناتهم ومشاكلهم اهتماما من قبل الحكومة. وأصبحت اعادة ثقتهم بالحياة وهمتهم وحيويتهم اليهم قضية تهتم بها الحكومة وتعتبرها احدى أهم مهامها الحالية. ويرى السيد أنطونيو أن الرياضة هى أفضل طريقة لمعالجة هذه القضية وعلاج اصابات المعاقين وتخفيف معاناتهم، وقال هذا المسؤول:
" في ظل الدعم الحكومي قمنا باختيار بعض المعوقين ليتلقوا التدريبات الرياضية، وأثار ذلك رد فعل ايجابيا من قبل مختلف منظمات المعاقين داخل البلاد حيث أرسلت المزيد من المعوقين المؤهلين الينا، كما شجعت المزيد من نظرائهم على الاندماج في المجتمع للمشاركة في الانشطة الاجتماعية ..... "
الفعاليات الرياضية تعطي المعوقين آمالا في حياتهم. وقدم السيد أنطونيو لنا مثالا على ذلك، هو أن الرياضي المعوق الأنغولي جوزيه سايوفو الذي فاز بثلاث ميداليات ذهبية في سباقات العدو لمائة متر ومائتي متروأربعمائة متر خلال دورة أثينا البارالمبية عام 2004، وسجل في الوقت نفسه أرقاما عالمية جديدة لكل هذه المنافسات الثلاث، وعندما عاد الى البلاد، وقف عشرات الآلاف من المواطنين على جانبي الطرق ترحيبا به، فأصبح بفوزه بطلا وطنيا. إلا أنه كان يعيش في الماضي عيشة يائسة قبل ممارسة الألعاب الرياضية :
" كان موقفه ازاء الحياة متشائما للغاية، لأن عائلته كانت فقيرة تعيش معتمدة على معاش قليل خصص لأبيه المسرّح من الجيش. أما بعد ممارسته الرياضة وخاصة بعد حصوله على فرصة المشاركة في الدورة البارالمبية، حقق انتصارا كبيرا لم يتوقعه في السابق. وأصبح هذا الانتصار اليوم قوة دافعة في حياته الحالية ..."
قال انطونيو إن نجاح سايوفو شجّع المزيد من المعوقين داخل البلاد، كما وشجع أيضا الحكومة على بذل المزيد من جهودها لتطوير أعمال الرياضة للمعوقين، وأضاف أنطونيو أن الرياضة لم تساعد المعوقين على اعادة تأهيل أجسادهم المعاقة فحسب بل ساعدتهم أيضا على معافاة جروحهم النفسية. وحاليا تتطور أعمال الرياضة للمعوقين تطورا سريعا وخاصة في ألعاب القوى، كما تم تأسيس أربعة عشر فريقا لكرة السلة للمعاقين على الكراسي المتحركة، وقد أقيمت حتى الأن أربع دورات بطولة وطنية لمسابقات كرة السلة لهؤلاء المعوقين.
وجدير بالذكر أنه إثر انتهاء الحروب الأهلية في هذا البلد عام 2002، كانت الألغام المدفونة تحت أرض مختلف مناطق البلاد كثيرة ولم تطهّر بالكامل. الأمر الذي جعل بعض الأطفال الصغار يتعرضون لاصابات شديدة بعد انفجاراتها، وأصبحوا بذلك معاقين جدد مبتوري الأطراف الجسدية. ومن أجل مساعدتهم أطلقت الحكومة مؤخرا" البرنامج الخاص لمساعدة المعوقين الصغار" الذي يهدف الى تخفيف وعلاج المعانات الجسدية والنفسية لهؤلاء الاطفال الصغار بواسطة قيام كل طفل سليم بمد يد العون الى طفل معاق لمساعدته على التخلص من معاناته وصعوباته، وليشارك في المستقبل في الانشطة الاجتماعية بسهولة وسلاسة، وتحدث أنطونيو عن هذا البرنامج قائلا:
" مثلا نخصص طفلا أو بنتا يتراوح عمرهما بين العاشرة والثانية عشرة ليكون الأخ الكبير أوالأخت الكبيرة لطفل معاق في السنة السادسة أو السابعة ليمنحه الرعاية والاحترام وخاصة يساعده على التغلب على صعوباته ومشاكله في حياته اليومية."
في أنغولا لم تكن الحكومة المركزية مهتمة بأعمال الرياضة للمعاقين فحسب بل تولي مختلف الحكومات المحلية اهتماما كبيرا لهذه القضية أيضا. وتضم أنغولا حاليا ثماني عشرة محافظة، أقيم في كل منها مكتب تابع للجنة الاولمبية للمعاقين، يعمل على ابلاغ آخر تطورات الأعمال الرياضية للمعاقين الى القيادة العليا. والى جانب ذلك، هناك الكثير من الرياضيين الأسوياء يعملون بعد اعتزالهم عن المنافسات الميدانية كمدربين أو مرشدين للرياضيين المعاقين. وقال السيد أنطونيو: رغم أن فريق بلده لم يحقق نتائج بارزة في دورة بكين البارالمبية. إلا أن جميع الرياضيين المعوقين سيثابرون على تدريباتهم وكفاحهم باستمرار من أجل تحقيق أحلامهم في المستقبل،
وفي حديثه عن بارالمبياد بكين قال أنطونيو إنه قد شارك في دورات بارالمبية عديدة إلا أن دورة بكين قد تركت له إنطباعات عميقة جدا في ذهنه سواء في المنشآت الرياضية أو الخدمات الممتازة من قبل المتطوعين. وقال لمراسلنا إنه على ثقة تامة بأن بارالمبياد بكين سيحقق نجاحا كاملا:
" إننا نشكر اللجنتين البارالمبيتين الصينية والدولية على جهودهما الجبارة لتنظيم هذه الدورة الرياضية الحافلة. ونأمل في أن يبدع كل رياضي من كل بلد ويظهر مواهبه وقدراته في المنافسات. ونرى أن الانتصارات ليست للفائزين فحسب بل إنها لجميع الرياضيين المشاركين في المنافسات .... "
رغم أن الرياضة لا تستطيع ازالة العاهات والاصابات الجسدية من أجسام المعاقين إلا أنها تستطيع أن تساعدهم على التغلب على الكثير من مشاكلهم وصعوباتهم النفسية، واظهار امكانياتهم الكامنة. وقال أنطونيو لمراسلنا في ختام المقابلة إن الرياضيين الأنغوليين المعاقين سيشاركون في مختلف المنافسات الرياضية الدولية الكبرى التي ستقام في المستقبل، أما هو فسيخصص المزيد من الأوقات لرعاية الأعمال الرياضية للمعوقين في بلده.