الحركة واحدة والمكاسب مختلفة

إحتشدت أول أمس الإثنين مجموعة من الرياضيين المعاقين من مختلف دول العالم في صالة سباق الدراجات الهوائية بمنطقة لاو شان غربي مدينة بكين استعدادا لخوض منافسات قوية تجذب أنظار الكثير من المتابعين. وهنا يسأل الكثيرون: ما هى الفوائد والمكاسب التي يحصل عليها هؤلاء الرياضيون المعاقون من حركة الدراجات الهوائية ؟ ومن التقرير التالي الذي كتبه مراسل إذاعتنا قد نعرف الجواب.

جرت أمس داخل الصالة المذكورة أعلاه منافسات الدراجات الهوائية لمسافة خمسمائة متر للسيدات المعوقات. وبعد اعلان نتائج السباق شعرت الدرّاجة الصينية تشو جو فانغ التي فازت بالذهبية في دورة أثينا البارالمبية لهذه اللعبة شعرت بشئ من خيبة الأمل، لأنها لم تقتنص البطولة هذه المرة، بل حصلت على المركز الرابع فقط، إلا أنها لم تفقد الهمة والثقة بالنفس بعد السباق، بل عبرت لمراسلنا عن أنها ستضاعف الجهود في الاستعداد لخوض مباراتين جديدتين لتفوز فيهما، وقالت إن سباق الدراجات الهوائية جعلها تشعر أكثر فأكثر بشدة المنافسات الرياضية بين الأقوياء:

" كنت رياضية لألعاب القوى حيث لم أقابل في السابق مثل هذه الكثرة من الخصوم الأقوياء والبارزين في لعبة سباق الدراجات الهوائية. أما الأن فقد أدركت المعنى الحقيقي للمواجهة الشديدة في المباريات الحامية ..... "

كانت تشو جو فانغ عداءة للمسافات المتوسطة والطويلة. وذات مرة وأثناء تدربها على العدو. جذبت حركاتها اهتمام احد مدربي سباق الدراجات الهوائية الذي أخذها بعد ذلك لتمارس رياضة الدراجات الهوائية. ولكن لسوء الحظ سقطت أثناء احد التدريبات على الأرض، وكسرت عظام يدها اليسرى. ورغم العلاج الفوري بعد الحادث لكنها أصيبت للأسف بعوق. رغم هذه الاصابة الشديدة إلا أن تشو جي فانغ لم تتخل عن حبها وعزيمتها ومثابرتها على مواصلة رياضة الدراجات الهوائية. وعادت بسرعة الى التدريب باستخدام الدراجات الخاصة للمعاقين. وبشجاعتها وصمودها، فازت بعد ذلك بعدة بطولات في مباريات دولية كبرى.

بالمقارنة مع تشو جو فانغ تبدو الرياضية النيوزيلاندية تيسوريرو محظوظة نسبيا. إذ فازت أمس بالميدالية الذهبية في سباق خمسمائة متر للسيدات. وعبرت بعد فوزها بأول بطولة عالمية لها عن أن جهودها المبذولة الكبيرة خلال سنة كاملة لم تذهب هدرا، ورغم ان التدريبات كانت شاقة للغاية إلا أنها ثابرت عليها بصمود وصبر، وفي الوقت نفسه إستفادت أشياء كثيرة من رياضة الدراجات الهوائية. الأمر الذي دفعها الى ممارسة هذه الرياضة بلا انقطاع :

" أثناء مشاركتي في هذه الفعالية، وجدت فرصة لاستعراض مواهبي وقدراتي. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أتاحت لي هذه الرياضة فرصة المشاركة في المنافسات مع خصوم أقوياء من مختلف دول العالم، واثناء هذه المنافسات استفدت منهم كثيرا أيضا .... "

الدرّاجة الأمريكية شوبلي حصلت أيضا على الميدالية الذهبية في سباق آخر لمسافة خمسمائة متر للسيدات، وجدير بالذكر أنها تعمل في بلدها مهندسة، وبعد فوزها بهذه البطولة قالت إنها تشعر بعد المقارنة بأن أعمال الرياضيين أصعب من أعمال المهندسين. ذلك لأن العوامل غير المعروفة من خلال المنافسات الشديدة كثيرة، ورغم ذلك شعرت بأن الحركة الرياضية لم تكن ممتعة فحسب بل تعلمت منها أشياء مفيدة كثيرة، وقالت هذه السيدة :

" أحد الأسباب التي جعلتني أحب ممارسة رياضة الدراجات الهوائية هو أنها تعطيني دائما إلهاما مفيدا رائعا. مثلا أفكر حاليا كثيرا في كيفية تصميم وتصنيع دراجة هوائية أفضل ..... "

الفعاليات الرياضية هى واحدة إلا أن المكاسب والفوائد التي حصل عليها هؤلاء الرياضيون متنوعة. ونرى أن الألعاب الرياضية لم توفّر لهؤلاء الرياضيين المعوقين احساسا وافرا بمضامين الحياة الوافرة فحسب بل إنها تعتبر خير تشجيع لهم في مسيرتهم وكفاحهم لتحقيق الانتصار، وبناء مستقبل مشرق.