اولمبياد برجل واحد

في ليلة ال6 من سبتمبر الجاري، أقيمت مراسم افتتاح دورة بكين الاولمبية للمعوقين في الملعب الوطني الصيني المعروف ب" عش الطيور"، حيث تجمع فيه أكثر من 4000 رياضي معوق من 147 دولة ومنطقة في العالم، وبتصفيق حار، عبر أكثر من 90 ألف متفرج عن ترحيبهم بهؤلاء الرياضيين المثابرين على الكفاح، أما البعثات الرياضية التي تتكون من شخص واحد أو أعضاء قليلين، فحظيت بترحيب أحر.

شارك بعض البعثات الرياضية في هذه الدورة الأولمبية للمعوقين برياضي واحد فقط، وكل رياضي من هؤلاء يمثل لوحده بلاده بأكملها، أجرى مراسل اذاعتنا لقاءات مع بعض هؤلاء الرياضيين الذين يمثلون وحدهم بلادهم ويكافحون في ملاعب اولمبياد بكين للمعوقين من أجل سمعة بلدانهم.

سيشارك الرياضي التنزاني ارنيست جوستيني نيابالالي الذي يبلغ ال40 من عمره هذا العام في مسابقات رمي الكرة الحديدية لدورة بكين الاولمبية للمعوقين، وهو الرياضي الوحيد الذي يمثل تنزانيا، واعتبر اولمبياد بكين للمعوقين مسرحا لتغيير مستقبله وتحقيق حلمه، حيث قال:

"كنت مسرورا جدا عندما عرفت أننى سأمثل وطني للمشاركة في اولمبياد بكين للمعوقين، ومن أجل هذا الشرف، ثابرت على التدريبات في ظل ظروف صعبة، لكن جهودى لم تذهب سدى، سيتغير كل شي باتجاه الأفضل والأجمل، لقد غير اولمبياد المعوقين حياتي وحقق حلمي. "

هناك رياضي أفريقي آخر يشعر بفرح غامر بسبب مشاركته في اولمبياد بكين للمعوقين، وهو الرياضي الأوغندي الرباع بيلي سينغيندو المعروف بالرياضي المطرب، وهو الآخر يمثل وطنه للمشاركة في هذه الدورة الاولمبية للمعوقين، وأعرب عن سعادته لاستطاعته الحصول على فرصة المشاركة في هذه الدورة البارالمبية، اذ قال:

"أحب الرياضة، ويسرنى كثيرا التنافس في ملعب أولمبي واحد مع الرباعين الذين سبق لهم أن شاركوا في دورة ألعاب الكومنولث التي أقيمت في مدينة مانشستر البريطانية. "

وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، لم يقدم الجهاز الرياضي الأوغندي دعما ماليا للبعثة الرياضية المشاركة في اولمبياد بكين للمعوقين، فتكفلت اللجنة الاولمبية الدولية للمعوقين بتقديم كافة نفقات البعثة الأوغندية. وبالرغم من أن بلاده لم تقدم له أى دعم مالي، غير أن بيلي بصفته الرياضي الأوغندي الوحيد المشارك في اولمبياد بكين للمعوقين، قال أنه سيبذل أقصى جهوده من أجل سمعة وطنه، ها هو يقول:

"أتمنى الحصول على ميدالية، انه حلمي، لم أصل إلى هنا من أجل المال أو لغرض آخر، بل من أجل إحراز ميدالية لوطني، لذلك، سأركز جهودي واهتمامي على المسابقات."

جدير بالذكر أنه بالنسبة للرياضيين الذين يعيشون في الدول أو المناطق التي تشهد دائما حروبا أو اشتباكات أو تتعرض كثيرا للكوارث الطبيعية، فمن الصعب أن يجدوا ملعب تدريب معياريا هادئا، ناهيك عن الملاعب وأجهزة التدريب الملائمة للرياضيين المعوقين. وربما لهذه الأسباب، يشعر رياضيو هذه الدول أو المناطق بفخر كبير لتمثيلهم بلدانهم للمشاركة في البارالمبياد.

ان محمد فاهم احمدي هو الرياضي الوحيد الذي أرسلته افغانستان للمشاركة في اولمبياد بكين للمعوقين، وشعر فاهم باعتزاز وفخر بالغين بذلك، وقال لمراسلنا:

" انا فخور جدا بتمثيلي جميع المعوقين الأفغان للمشاركة في دورة بكين الأولمبية للمعوقين، رفعت أنا العلم الوطني الأفغاني في قرية المعوقين الاولمبية، وآمل في تحقيق نتيجة ممتازة خلال هذه الدورة الاولمبية."

وبالرغم من أن هؤلاء الرياضيين يشاركون لوحدهم في البارالمبياد ويواجهون تحديات كبيرة، غير أن ذلك لم يثني عزيمتهم للحصول على ميداليات من أجل بلدانهم. ان زاكاري امادو هو أيضا الرياضي النيجري المعاق الوحيد الذي شارك في اولمبياد بكين للمعوقين، وهذه هى المرة الاولى أيضا التي يشارك فيها بالبارالمبياد، ويتمنى أن يحقق نتيجة ممتازة خلال مسابقات رفع الأثقال الاولمبية، الأمر الذي سيشرف الشعب النيجري بأجمعه.

كما علقت مدربته راماتو يامبوتو أملا كبيرا عليه في أن يحرز ميدالية بارالمبية ثمينة لوطنه، اذ قالت:

"كل رياضي مشارك في اولمبياد بكين للمعوقين يتطلع إلى إحراز ميدالية ذهبية، وهذا هو السبب الذي دفعهم إلى القدوم إلى بكين، بالطبع نأمل أيضا في الحصول على هذا الشرف، يتمتع امادو فعلا بقوة تنافسية!"

ولأسباب عديدة، لم تستطع اللجنة الاولمبية النيجرية للمعوقين سوى إرسال رياضي واحد، وفي هذا الصدد، قالت المدربة يامبوتو:

"خلال السنوات الأخيرة، بذلنا جهودا كبيرة استعدادا للمشاركة في اولمبياد بكين للمعوقين، كان امادو بارزا من بين الرياضيين المعوقين، وأخيرا اخترناه للمشاركة في اولمبياد بكين للمعوقين ليكون ممثلا للرياضيين النيجريين المعوقين، وذلك لا يعنى أن الرياضيين الآخرين غير ممتازين، بل ليست هناك فرص كثيرة. "

كما قالت هذه المدربة إن هؤلاء الرياضيين لا يشاركون وحدهم في اولمبياد بكين للمعوقين، بل وراءهم عدد لا يحصى من مواطني بلدانهم، انهم يكافحون من أجل كرامة أمتهم وشرف بلدانهم.