روابط

الخطط الحربية: التراخي في مطاردة العدو لضمان القبض عليه في النهاية

   2008-09-16 10:03:39    cri

خطة " التراخى في مطاردة العدو لضمان القبض عليه في النهاية " على حد تعبيرها تعني التظاهر بتراخي الانتباه مع منح التسامح أثناء مطاردة العدو ليتراخى حذره ويقظته ثم إلقاء القبض عليه أو القضاء عليه في النهاية.

ويبدو أن " التراخى في متابعة العدو " و" القبض عليه " شيئان متناقضان إلا أن الأول هو الوسيلة، والأخير هو الغاية. وفي الصين القديمة كلام يقول: لا تحاصر النمر الجريح. لأن النمر الجريح وخاصة بعد هروبه الى طريق مسدود قد يركز كل قوته للهجوم على الصياد. وأمام هذا الوضع يجب على الصياد اتخاذ خطة تجعل عزيمته ومعنويته وحذره ويقظته ترتخي تدريجيا باعتبار ذلك فرصة ينتهزها لإلقاء القبض عليه أو القضاء عليه في النهاية. وهناك قصة حقيقية لتطبيق هذه الخطة حدثت في الصين القديمة عنوانها: القبض على مون هو ثم اطلاق سراحه سبع مرات. وتحكي القصة كما يلي:

في عام 225 الميلادي حيث كانت الصين في عهد الممالك الثلاث المتحاربة، قاد تشو قه ليانغ/ كبير وزراء مملكة شو الجيش الملكي الجليل ليزحف نحو الجنوب لتعزيز الحراسة في الحدود الجنوبية. وبعد انتهاء المهمة وأثناء انسحابه من المنطقة الحدودية تعرض لهجوم من رجال العصابات القبلية من قومية يي بزعامة القائد الذي يُعرف باسم مون هو. فقاد تشو قه ليانغ جنوده لمحاربة مون هو. وانتصر أخيرا عليه وأسر في المعركة. وأمام هذا الوضع يمكن أن يواصل تشو قه ليانغ مطاردة رجال العصابات المتبقين حتى القضاء عليهم بكاملهم إلا أنه عرف أن مون هو قائد ذو شعبية واسعة وسمعة حميدة في المنطقة. وإذا نجح في اقناعه ليستسلم فسيساعده ذلك على تهدئة الاوضاع وتحقيق السلام الدائم في المنطقة الحدودية كلها. وإذا قتله فقد يثير ذلك إضطرابات كبيرة في المنطقة وحتى تنتشر هذه الاضطرابات في المناطق المجاورة الأخرى. فقرر تشو قه ليانغ اطلاق سراح مو هو ليعود الى معسكره.

بعد عودة مون هو الى قاعدته قاد رجاله في شن هجوم جديد على جيش تشو قه ليانغ. إلا أنه فشل وأسر مرة ثانية في يد تشو قوه ليانغ الذي أطلقه بعد ذلك سراحه مرة ثانية، ولكن مون لم يعترف بفشله معتقدا بأن الفشل يرجع الى أسباب أخرى وليس بسبب قدرته. وبعد عودته نظم عدة هجمات على تشو قه ليانغ إلا أنه فشل وأسر في كل مرة. وفي المرة الأخيرة بعد أسره إعترف بفشله وبقدرته الضعيفة في ادارة الاعمال العسكرية بالمقارنة مع تشو قه ليانغ فاستسلم له مع التعبير عن شكره الكبير لتشو لعدم اعدامه بعد أسره في كل مرة. ثم أقسم أمامه بأنه سيكون خاضعا لقيادته كما سيقنع زعماء القبائل الأخرى في المنطقة على مساعدة تشو قه ليانغ والملك شو للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة الحدودية. ومنذ ذلك الوقت هدأت الاوضاع فعلا في المنطقة. وباستخدام هذه الخطة أي خطة " التراخى في مطاردة العدو لضمان القبض عليه في النهاية " نجح تشو قه ليانغ في تحقيق السلام والاستقرار في حدود المملكة.

لدى الكثير من صيادي الأسماك تجربة أنه إذا أمسكت صنارة الصيد بسمكة كبيرة فيجب الا يسحبوا الخيط بسرعة وبقوة كبيرة، ذلك لأن السمكة ستحاول بكل قوتها للتخلص من الصنارة. وصحيح أنه يجب على الصيادين أمام هذا الوضع أن يمددوا الخيط أكثر لتتخبط السمكة وسط المياه لاستنفاد قوتها، بينما يشد الخيط ويمده بين حين وآخر. وبعد تكرار هذه الحركة لفترة في حين أن السمكة أصبحت في حالة واهنة وضعفت قوتها يسحبون الخيط لإخراج السمكة من المياه. وهذه العملية خير تطبيق لخطة " التراخي في مطاردة العدو لضمان القبض عليه في النهاية " لأن الصيادين إذا قاموا بسحب الخيط بسرعة مكافحين تخبّط السمكة العالقة بالصنارة فقد تكون نتيجة ذلك أن السمكة قد تتخلص من الصنارة أو انكسار عصا الصيد لعدم تحمله القوة الشديدة، وانتهاء عملية الصيد بخسارة له.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China