v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
عندما انطفأت شعلة بارالمبياد بكين 2008 ليل الاربعاء، لم يسدل الستار فقط على المهرجان الرياضى الذى استمر 12 يوما لنخبة الرياضيين المعاقين فى العالم، لكنه مثل ايضا ختاما رسميا لـ "موسم اولمبى" للدولة المضيفة.
ومما لا شك فيه ان هذا الموسم الرائع والعظيم الذى استمر 40 يوما منذ الافتتاح الكبير لاولمبياد بكين مساء 8 اغسطس الماضى، سيظل للابد فى ذاكرة التاريخ - ليس فقط لانه جزء منه، بل لانه صنعه بصور شتى.
مئات الارقام القياسية ومشاركة غير مسبوقة واهتمام اعلامى وامجاد شخصية ليوساين بولت ومايكل فيلبس و اوسكار بيستوريوس -- كل تلك الاحداث صنعت تاريخ الاولمبياد وانضمت الى صفوف العظمة الخالدة. لكن هناك المزيد من الانجازات التاريخية التى تحققت انطلاقا من المواقع الاولمبية.
فلقد وضعت هذه الالعاب علامات فارقة للحركتين الاولمبية والبارالمبية. فبمجيئها الى هذه الدولة الاكبر تعدادا والاسرع نموا فى العالم، كسبت الاولمبياد الحديثة التى يعود تاريخها الى 112 عاما قلوب 1.3 مليار شخص احتضنوا الروح الاولمبية المتمثلة فى "التضامن والسلام والصداقة".
وللمرة الاولى فى تاريخها الممتد على مدار 48 عاما، شهدت البارالمبياد دولة مضيفة تتعهد باقامة "دورتى العاب بروعة متكافئة" وتمضى نحو "التفوق والتكامل والمساواة" للمعاقين.
وجعلت هذه الالعاب الشعب الصينى يفكر بطريقة مختلفة. فمنذ ان تقدموا بطلب استضافة الالعاب ليحققوا حلما عمره قرنا من الزمان اجتهدوا وتعبوا على مدار سبع سنوات واعتنوا بكل التفاصيل لضمان النجاح التام للالعاب. بيد انه عندما انتهت الالعاب بنجاح تام وجدوا انها ليست النتيجة بل الطريقة التى جلبت لهم اعظم شرف واكبر ثقة.
وبعد معايشة سلسلة من الكوارث الطبيعة والاضطرابات غير المتوقعة منذ بداية هذا العام، ادرك الصينيون انه ليس هناك صعوبة لا يستطيعون التغلب عليها طالما انهم متحدون ومؤمنون بذاتهم. كما تعلموا تقبل ان يكونوا تحت انظار العالم الخارجى وان يبقوا هادئين فى وجه الثناء والانتقاد.
وعملت هذه الاولمبياد على تحسين صورة الصين ودورها العالمى.وذكرت بعض وسائل الاعلام ان "الصين اقتحمت المسرح العالمى" باستضافة الالعاب، كما ان حضور اكثر من 200 من القادة الاجانب لحفلات الافتتاح والختام دليل على ذلك.
وساعدت هذه الالعاب العالم على ان يفهم الصين وشعبها بصورة افضل. وهذا الفهم ينطلق من حفاوة واهتمام 17 مليون مواطن يمثلون سكان بكين و 1.7 مليون متطوع للاولمبياد وكذلك وفاء بكين التام بالتزامها باقامة "اولمبياد شعبية، واولمبياد فائقة التكنولوجيا واولمبياد خضراء" ومن سلسلة التغيرات الملفتة والتى تشمل التغطية الاخبارية المجانية بالصين لوسائل الاعلام الاجنبية والاماكن العامة فى حدائق بكين.
كما تعرف العالم بشكل افضل على الصين من خلال شعار "عالم واحد، حلم واحد" لكل من الدورتين. هذا الحلم الواحد كما ترجمه الرئيس الصينى هو جين تاو يتمثل فى حاجة البشرية الماسة الى مستقبل افضل يشكل جوهره التناغم -- بين الامم والشعوب وبين الانسان والطبيعة.
ومع تحقيق التعاطف والمجد وتوهج الاحلام والامال، شهدت الايام الاربعين الماضية ايضا حروبا متواصلة وصراعات وعنف واراقة للدماء في بعض اجزاء العالم. لكن هذه الحقيقة المزعجة كانت بالفعل الامر الذي جعل موضوع الالعاب اكثر مواءمة وجعلت تراث الالعاب اكثر قوة.
قد يكون من المبكر جدا قياس تأثير العاب بكين 2008 ، التي يعتقد كثيرون انها ستؤثر في الصين وباقي انحاء العالم لسنوات عدة مقبلة. غير ان هناك امر واحد مؤكد --ان اولئك الذين شاركوا او شهدوا هذه الالعاب، بأي صورة كانت، سيكونون قادرين على ان يعلنوا بكل فخر " لقد شهدت تاريخا يصنع " .