v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
إنه بطل شجاع ومعوق بشلل أعلى. وكانت آلام المرض قد أفقدت شجاعته في مواصلة الحياة، ولكن رياضة الركبي بالكرسي المتحرك أعادت له الشعور بالركض وجعلته يبدأ مسيرته الجديدة على طريق الحياة. ها هو تشن جيون الرقم الثالث في الفريق الوطني الصيني للركبي بالكراسي المتحركة. اليوم لنقترب من حياة تشن جيون لنستمع إلى قصة سرية وراء نجاحه.
"سيداتي وسادتي، يبدأ الآن سباق الركبي بالكراسي المتحركة لبارالمبياد بكين بين الفريقين الأمريكي والصيني، ويدخل الحكام والرياضيون....."
كان هذا السباق الأول لسباقات الركبي بالكراسي المتحركة لأولمبياد بكين للمعوقين، كما هي المرة الأولى التي يطأ فيها تشن جيون بقدميه على إستاد الركبي بالكراسي المتحركة للبارالمبياد. وأمام الفريق الأمريكي القوي، لم يحصل تشن جيون على ثاني أعلى الدرجات للفريق فحسب، بل أدى 11 مرة من مساعدة الهجوم مسجلا الرقم القياسي خلال هذا السباق. ومن خلال هذه الرياضة باعتبارها أقوى رياضة بارالمبية من حيث شدة التنافس وقوة الاتصال الجسدي وأكملها انسجاما بين القوة والسرعة، وجد تشن جيون مسرحه الذاتي.
"أحب كثيرا هذا الإحساس، وأعتقد أنني مناسب جدا لهذه اللعبة."
وعندما تحدث تشن جيون كان مبتسما ومفعما بالثقة، كان من الصعب على المراسل أن يتصور أن هذا الشاب القوي الشجاع كان قد مر بفترة قاتمة جدا في حياته.
" في يوم سبت خلال فترة العطلة، خرجت من المدرسة في الساعة التاسعة صباحا، ورأيت سبعة إلى ثمانية شباب يهددون زملائي، ولأنني كنت عضوا في فريق حراسة المدرسة، وبسبب عدم وجود حراس داخل المدرسة في تلك الفترة، تقدمت نحوهم ومنعتهم، وجرحت بسكين في رقبتي، وفقدت الوعي فورا."
وفور وقوع الحادث أوصل تشن جيون الذي أصيب بستة إلى سبعة جروح خطيرة إلى المستشفى، ولكن بسبب إصابة واحدة من هذه الجروح بفقراته العنقية، أعلن الطبيب أنه سيكون مشلولا أعلى، وذلك يعني أنه باستثناء المخ، لن يملك تشن جيون أي جزء آخر في جسمه. وحينذاك كان تشن جيون في ال17 من عمره. ولكن بسبب نموه مع أمه فقط منذ صغره، أصبح أكثر نضجا من الذين في نفس عمره، ولقد بدأ يصمم على الحياة في قلبه مبكرا.
"بعد طلاق أبي وأمي، بدأت أعيش مع أمي، وبسبب عدم وجود مسكن، أضطرنا إلى التنقل بين حين وآخر، وكنت أرغب في امتلاك أسرة حقيقية. وكان أكبر أمل لدي هو شراء مسكن كبير لأسكن مع أمي سويا."
ولعل أن هذا الحادث المفاجئ حطم حلم تشن جيون الجميل إزاء مستقبل حياته.
"بعد معرفتي أنني لن أستطيع المشي أبدا في المستقبل، شعرت بأن العالم كله يبتعد عني، حتى خطرت في بالي فكرة جادة في الانتحار، لأنني اذا رقدت على السرير مثل الميت، فمن الأفضل أن أخفف الأعباء عن أمي لتعيش عيشة سعيدة."
وجعلت مرافقة أمه وتشجيعها تشن جيون يعتزم أن يعيش بصورة جيدة ويجد أسلوب حياة جيدا. وحينها دخلت رياضة الركبي بالكرسي المتحرك حياته.
" في البداية لم أعرف وجود هذا النوع من الرياضة، وعرفني أحد المرضى في مركز البحوث الصيني لإعادة التأهيل بهذه الرياضة وأكد أنني مناسب لممارسة هذه الرياضة. وبفضل مساعدته، أتصلت أخيرا بالمدربة ون يان التي استدعتني إلى فريق بكين."
استعراضا لتجارب معرفته رياضة الركبي بالكرسي المتحرك، قال تشن جيون:
"مثلما يحاصر شخص في مكان صغير، ويرى فجأة بصيصا من الضوء، ثم يتوجه خطوة بعد خطوة نحو هذا الضوء."
وخلال فترة تدربه في فريق بكين، فاز تشن جيون مع زملائه بالميدالية الذهبية في الألعاب الوطنية الصينية للمعوقين. وبسبب تفوقه، انضم إلى الفريق الوطني ودخل مع زملائه معا ملاعب سباقات بارالمبياد بكين. وبفضل التدريبات التي استغرقت أكثر من ثلاث سنوات ، ازدادت سرعة شفاء تشن جيون بشكل ملحوظ، حيث تحسنت قوة طرفيه العلويين إلى الطبيعى تماما وأصبحت أقوى من الأصحاء. استعراضا لأوقات رقوده على سرير المريض، قال تشن جيون بتأثر:
"حينما كنت أرقد على السرير وأنظر إلى السقف كل يوم مثل ميت حي، حيث لم أستطع التحرك وينحصر نطاق بصري على الجدران المجاورة وكنت ضعيفا جدا ودائما ما أصاب بالزكام. ولكن بعد مشاركتي في هذه الرياضة، تحسنت مناعتي وغيرها. ومقارنة مع سرير المرض، أصبحت رؤيتي أوسع وأنا مفعم بالمزيد من الثقة، كما يتقوى جسمي. ولا يمكن الحصول على هذه التدريبات في البيت."
ومن خلال المشاركة في تدريبات وسباقات رياضة الركبي بالكراسي المتحركة، يتسارع شفاء الرياضيين المعوقين جسديا ونفسيا بينما يتصلون بالمزيد من الناس ويلمسون مجالات أوسع من العالم. وقالت ون يان مدربة تشن جيون للمراسل:
"الأهم هو الشفاء النفسي، اذ من مركب النقص والإنغلاق الذاتي إلى الثقة بالنفس والتوجه إلى العالم ومواجهة جميع الناس، أعتقد أن ذلك أكثر الأمور استحقاقا بالاحتفال."
واعتمادا على أدائه الممتاز في هذه الدورة البارالمبية، جذب تشن جيون أنظار المدربين الأمريكيين والكنديين، وقد يلعب في دوري سباقات الركبي المحترف بالكراسي المتحركة في أمريكا الشمالية ليبدأ رحلة جديدة من طريق حياته.