v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
فى برنامجنا اليوم، نعرفكم بالفلاح المسن الفرحان تشين قون دونغ ، وأطلق عليه الناس دائما الشيخ تشين الذي يبلغ عمرها حاليا 63 سنة . كلما يحل يوم الراحة من الأسبوع ، يأتي إلى مركز النشاطات الجماهيرية تحت إدارة الحي السكني مبكرا لتعليم الهواة على أداء قصص كواي بان نوع من التمثيليات الفنية الجماهيرية ، إنه أداء فني شعبي مقبول لدى الجماهير الغفيرة ، وهناك يروي الممثل بعض القصص الشعبية أو الحوادث المعروفة والأمور المضحكة على نغمات تحريك الألواح البامبوية المترتبة في كلتا يديه أمام المشاهدين . ولكن، إجادة تحريك الألواح البامبوية في اليدين بشكل جيد ومتوازن هو أمر غير سهل.
دخل المراسل غرفة التدريب، وجد فيها مسنا نحيفا قصير القامة ، يقوم بأداء فعاليات قصص كواي بان، وكان يحرك الألواح البامبوية بيديه الماهرتين ، وتبدو تعابير وجهه نشيطة متغيرة، بينما يتكلم الكلمات المازحة مع حركات جسمه المبالغة ، وكل ذلك يثير الضحكات الكبيرة بين حين و آخر.
ولد الشيخ تشين في أسرة فلاح عادي عاشت في إحدى القرى الواقعة على ضواحي مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة ، كان ولدا ذكيا أحب التمثيليات الشعبية منذ صغره، وبدأ دراسة أداء قصص كواي بان حينما بلغ عمره 9 سنة . ومنذ ذلك الوقت ، لم ينقطع تدريبه وأدائه أثناء عشرات السنين من حياته، وأخيرا ، أجاد هذا الفن الشعبي إجادة ممتازة . كما أن تعابيره اللغوية عند وصفه للقصص خلال الأداء الفني بسيطة وظريفة وفيها النكتة . وجدير بالذكر أن البرامج والقصص التي كان يؤديها أمام الجماهير معظمها من تأليفه شخصيا وعلى أساس الأمور التي قد حدثت في حياة المواطنين المحليين، وأخبر مراسلنا أن الحياة الرغيدة والتغيرات الجديدة في المجتمع وتقدم البلاد في كل المجالات هو أهم الموضوعات التمثيلية في برامجه التمثيلية . عندما سئل عن حياته الذاتية السعيدة ، قال للمراسل بفرح كبير :
"أعيش الآن عيشة سعيدة ، وخاصة بعد أن إنتقل بيتي من المسكن الريفي الأرضي إلى العمارة الجديدة البناء. نستخدم الآن الغاز الطبيعي في طبخ الوجبات اليومية ونشرب المياه من الحنفية ، حياتنا الآن سهلة وبسيطة . ولا نحتاج إلى إعداد الفحم الخام بأنفسنا لتدفئة الغرفة كلما حل فصل الشتاء وإخراج الماء من البئر وغيرها من الأعمال اللازمة المتعبة في القرية . "
كلامه صحيح، ومنذ عام 2003، قامت مدينة ينتشوان بتوسيع حجم المدينة ، وأصبح بعض القرى التي وقعت على ضواحي المدينة تابعا إلى تحت إدارة المدينة بعد أن استغلت الحكومة جزءا من الأراضي المزروعة من القرويين . ومن أجل ضمان حياتهم الطبيعية، خصصت الإدارة المحلية أموالا لاستخدامها في بناء العمارات السكنية الخاصة لهم إضافة إلى توزيع علاوات معيشية شهرية لهم. وهكذا، ورغم أنهم لا يمتلكون الآن الأراضي والحقول، إلا أنهم يعيشون حاليا عيشة جديدة ومستقرة كالمدنيين الآخرين. أضاف الشيخ تشين قائلا:
"في بداية استغلال الحكومة للأراضي ، كانت زوجتى تبكي في الحقول حزينة جدا . ولكن، نحن بصفتنا مواطنين صينيين يجب علينا أن نؤيد بناء الدولة وتنفيذ الخطة التنموية. وبفضل رعاية الحكومة والدولة ، لا نعمل شيئا الآن، ولدينا الأموال الكافية للحياة . ونحن سعداء حقا ."
كان الشيخ تشين دائما يشارك في بعض الأعمال المؤقتة لكسب المال الإضافي للحياة قبل تحويله من فلاح إلى أحد المدنيين . والآن ، لا يعمل أكثر ، لأن حياته مطمئنة بفضل دعم الحكومة. وفي ظل هذا الوضع، بدأ يركز قوته في تطوير هوايته وهي أداء قصص كواي بان الفني الشعبي الذي يحبه كثيرا ويجيده جيدا للترفيه والإمتاع . وإعتبر هذا العمل كأهم شيء في حياته. حيث كتب وألف كثيرا من البرامج التي تشمل الموضوعات الوفيرة مثل البرنامج (( المشاعر في العودة إلى مسقط الرأس)) الذي يصف العادات والتقاليد للمسلمين الصينيين من قومية هوي ، والبرنامج (( التغيرات الجديدة في المدن والأرياف )) الذي يجسد تغيرات حياة أبناء الشعب في المدن وأرياف الصين في آن واحد خلال السنوات الأخيرة بعد تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج، والبرنامج الخاص (( عناية الحزب لصحة الفلاحين )) بمناسبة نشر وتنفيذ السياسات الطبية الجديدة على مستوى منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لضمان صحة الفلاحين على خير وجه وإلخ . قام الشيخ تشين بتأليف البرامج بنفسه بنشاط كبير، ثم يمثلها أمام الجماهير بأكبر قوة . إستمعوا ! ها صوت تسجيل ميداني لعرضه الفني .
كان الشيخ تشين غير مكتف بعمله كمعلم فقط لتعليم أداء قصص كواي بان في الحي السكني ، بل ينزل دائما في عمق الأرياف خارج مدية ينتشوان لتسلية الناس وإسعاد القرويين الآخرين . كان في البداية يركب الدراجة للقيام بذلك في الماضي، أما الآن ، فيقود الدراجة النارية في تجواله بين القرى المختلفة. وقال للمراسل بتأثر كبير :
" كنت اشتريت دراجة قديمة ب90 يوانا صينيا فقط ، وهي رافقتني على مدى عشرين سنة . ثم بدلتها بالدراجة النارية، ثم تحولت الدراجات النارية المتنوعة . ولدي الآن دراجة نارية بعلامة ياماها اليابانية ثمنها أكثر من 8000 يوان ."
إن الشيخ تشين رجل نشيط يحب دراسة كل شيء من الجديد . وفي بداية هذه السنة، طلب فجأة دراسة استخدام الكمبيوتر . الأمر الذي أثار دهشة أفراد الأسرة لأنه لا يعرف جيدا استخدام جهاز التحكم من بعد للتلفزيون، ناهيك عن استخدام الكمبيوتر ؟ أخبر الشيخ تشين أفراد الأسرة أنه يريد كتابة البرامج باستخدام جهاز الكمبيوتر ، ثم يسجلها وينشرها عبر شبكة الانترنت على نطاق أوسع ، وذلك لتعميم هذا الفن الجماهيري ليحبه المزيد .
عمل ما قال ، جد واجتهد، وزرع وحصد . وبعد مضى ثلاثة أشهر، أجاد الشيخ تشين طبع الكلمات على الكمبيوتر وتسجيلها . وجرب ذلك أمام المراسل ببالغ الفرح والسرور ووصف مشاعره قائلا:
" دراسة شيء جديد صعب حقا بالنسبة إلي وأنا معمر ومنخفض المستوى الثقافي، وفي بداية الأمر، طبعت الحروف بإصبع واحد وبسرعة بطيئة جدا. لم تفتر عزيمتي، وتعلمت من إبني وإبنتي وحتى حفيدي، وبجهودي المتواصلة كل يوم استطيع الآن أن أطبع الكلمات باكلتا يدي بسرعة طبيعية. وهذا يسرني بالغ السرور ويشجعني كثيرا ."
بعد إجادة طبع الكلمات على الكمبيوتر، بدأ الشيخ تشين ينهمك في الإبداعات الفنية بأكثر قوة ، حيث كتب مجموعة كبيرة من القصص المأخوذة من الأمور والحقائق التي حدثت في حياته الواقعية ، منها قصة حول سائق التاكس ليو الذي رد ما نسيه الراكب في سيارته من أموال كثيرة ، وقصة حول الشاب شياو ما الذي لا يتردد في النضال ضد الأشرار لمساعدة الضعفاء، وقصة حول السيدة لي التي تعمل بكل ما في وسعها لتربية ورعاية أولادها الثلاثة حتى تم إلتحاقهم جميعا بالجامعات وغيرها . وكل هذه القصص معروفة لدى المقيمين المحليين في الحي السكني ، وأعمال أبطالها تجسد الأخلاق الانسانية السامية والحضارة الحديثة. ويقولون إن برامج الشيخ تشين الفنية مثل الملح والشاي لا غنى للناس عنهما في الحياة. قال شيخ آخر في نفس الحي السكني للمراسل:
"كل عرض من تمثيل الشيخ تشين الرائع في أداء قصص كواي بان في الحي السكني يحظى بالترحيب الحار من الجماهير ، لأن تلك القصص التي يقصها في برامجه كلها تتحدث عن الأمور والحقائق من حولنا . إنه يعبر عما في قلوبنا ."
صار الشيخ تشين حاليا معروفا لدى الجميع في المنطقة، ومشغول دائما للمشاركة في العروض المتنوعة بعد أن فاز ببعض بالجوائز في المسابقات المختلفة . قالت زوجته للمراسل:
"أنا قلقة دائما على صحته ، لأنه ضعيف في شريان القلب. ولكن ، كلما رأيته فرحانا في أعماله ، قلت لنفسي : لا تزعجيه، ليعمل ما يحبه ويحافظ على الصدر المنشرح وهذا أهم شيء له ."
يواجه الشيخ تشين المتفائل أحيانا أمرا مزعجا ، وهو كيف يورث فن أداء كواي بان الشعبي إلى جيل جديد ؟ لأن الشباب في الوقت الحالي لا يحبون الأشياء التقليدية ، ومعظمهم يحبون فقط دراسة عزف البيانو والكمان. وسره أخيرا أن حفيده الأكبر تشين جيا هاو يعبر عن إعجابه لأداء قصص كواي بان الشعبي ، هو طفل شاطر قوي الذاكرة. وبعد تدريبه لمدة نصف سنة ، استطاع أن يرافق الجد في العرض على خشبة المسرح نفسها .
أخبر الحفيد تشين جيا هاو المراسل قائلا :
"أحب هذا الفن الجماهيري جما جما، لأنه يسرني ويعجبني كثيرا ، كلما يأتي المهرجان الفني في مدرستنا، أقدم فيه برنامج كواي بان الممتع الذي لا بد أن يثير الضحكات والتصفيق من قبل الزملاء والأساتذة."
والآن يأتي الكثير من الأطفال إلى الشيخ تشين طلبا لتعليم أداء قصص كواي بان الشعبي ، ولم يعد الشيخ تشين قلقا على عدم وجود الوارثين لهذا الفن الشعبي.
قال الشيخ تشينغ قونغ دونغ إنه يأمل في أن يتمتع المزيد من الناس بالحياة السعيدة ويتمتعون بالفرح والغبطة من أدائه لقصص كواي بان الشعبي .