v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لتأسيس منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي وكذلك الذكرى الثلاثين لتنفيذ الصين سياسات الإصلاح والانفتاح. وخلال هذه السنوات وخاصة خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، شهدت الصين تغيرات عظيمة، منها التغيرات التي طرأت على حياة أكثر من مليون و900 ألف مواطن مسلم في منطقة نينغشيا. ومراسلو إذاعتنا زاروا مؤخرا منطقة نينغشيا غربي الصين. لذلك فاعتبارا من اليوم، سنقدم لكم سلسلة برامج تتعلق بحياة مواطني منطقة نينغشيا المسلمة، حيث سنحكي لكم قصصا شهدت في أربع أسر مسلمة عادية في منطقة نينغشيا خلال السنوات الأخيرة. وفي حلقة اليوم، نقدم لكم إحدى هذه الأسر بعنوان: الحياة السعيدة في أسرة نا المسلمة.
مثلما شهدت الكثير من الأسر المسلمة في منطقة نينغشيا، شهدت أسرة نا ديان فو في مدينة ييتشوان حاضرة منطقة نينغشيا خلال السنوات الأخيرة تغيرات كبيرة. بفضل سياسات الإصلاح والانفتاح التي تنفذها الصين، واعتمادا على السياسات التفضيلية التي تنفذها منطقة نينغشيا لتشجيع مواطني الأقليات القومية على فتح مجالات تنموية جديدة، أصبح نا ديان فو الذي كان فلاحا عاديا أصبح مديرا لشركة تأجير السيارات. وفي الوقت الحالي، تحسنت أعمال شركته أكثر فأكثر. وبعد أن تحول حاله وأصبح من الأغنياء، اشترى بناية من طابقين وأثاثا وأجهزة كهربائية منزلية جديدة. وقال نا ديا فو لمراسلنا:
"اشتريت هذا البيت، إن عدد أفراد أسرتنا كبير، ومساحة هذا البيت تزيد عن 180 مترا مربعا، إننا نعيش حياة جميلة هنا."
تسكن أسرة نا ديان فو في البناية ذات الطابقين التي تقع في وسط مدينة يينتشوان. إن البيئة المحيطة بمنزلهم جميلة، حيث توجد الورود داخل الدار. وبالنسبة للغرف، فإنها تجمع بين الأسلوبين الإسلامي والحديث.
وحكي نا ديان فو لمراسلنا التغيرات التي طرأت على أسرته، والتي كان سببها سياسات الإصلاح والانفتاح. بعد تنفيذ الصين هذه السياسات، أصدرت الحكومة المحلية في منطقة نينغشيا العديد من السياسات التفضيلية الخاصة بتشجيع مواطني الأقليات القومية على فتح مجالات تنموية جديدة، مثل تقديم قروض صغيرة لهم والإعفاء من الرسوم. وهكذا، اعتبارا من ثمانينات القرن الماضي، بدأ نا ديان فو مع إبنه العمل في المدينة. وفي البداية، اشتغل نا ديان فو كعامل بناء، وبعد أن اكتسب الخبر ووفر بعض الأموال، جمع نا ديان فو بعض العاملين، وبدأ يقاول ببناء المشاريع الصغيرة. بعد فترة، فتح نا ديان فو شركة تأجير السيارات، قال لمراسلنا:
قبل تنفيذ سياسات الإصلاح والانفتاح، لم يكن لدينا أي دخل، وكان من المستحيل أن يتوفر لنا أي فائض. في ذلك الحين، كنا نصنع الأحذية بأنفسنا، لأنه لم يكن لدينا مال. أما الآن، ففي بعض الأحيان، يبلغ دخل أسرتنا السنوي أكثر من 500 ألف يوان صيني بما يعادل أكثر من 80 ألف دولار أمريكي. وفي بعض الأحيان، يتراوح دخلنا السنوي بين 100 و200 ألف يوان صيني أي ما يعادل 30 ألف دولار أمريكي تقريبا."
مع تحسن وارتفاع مستوى المعيشة، أراد نا ديان فو مساعدة أبيه في تحقيق رغبة له، وهي الرحيل إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. وفي عام 1997، تحققت هذه الأمنية، قال المسن المسلم نا تشانغ جين أبو نا ديان فو لمراسلنا:
"عندما وصلت إلى مكة المكرمة عام 1997، فوجئت بما رأيته هناك. كان عدد الحجاج يتجاوز مليونين و800 ألف نسمة، بينهم الرجل الأبيض والأسود. ونظرا على خاطري فكرة إذا لم تنفذ سياسات الإصلاح والانفتاح في بلادنا، كيف كان لي أن أصل إلى هنا، وكيف سافرت إلى هنا بطائرة، إن كان ذلك أمرا فوق توقعاتي. كنت متأثرا ومسرورا جدا."
تجدر الإشارة إلى أنه قبل عشر سنوات، لم يكن هناك طيران مباشر بين مدينة يينتشوان والسعودية. ولكن خلال السنوات الأخيرة، وبفضل جهود الأجهزة المحلية المعنية، أصبح هناك طيران مباشر من مدينة يينتشوان إلى مكة المكرمة بطائرات خاصة حتى يؤدي المسلمون فريضة الحج. وفي عام 2007، حققت دينغ شيو مي زوجة نا ديان فو أمنيتها بزيارة مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، قالت:
"في العام الماضي، ركبنا الطائرة مباشرة من مطار يينتشوان إلى مكة المكرمة، واستغرقت زيارتنا أكثر من 30 يوما ذهابا وإيابا، وكان مع فريقنا أطباء ومترجمون وكذلك أئمة من مختلف مساجد منطقتنا."
لم تتوقع هذه الإمرأة الريفية التي لم تسافر إلى مكان بعيد سابقا لم تتوقع أنها يمكن أن تزور مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ولكن أمنيتها تحققت. وترى دينغ شيو مي أن كل ذلك يعتمد على تنفيذ سياسات الإصلاح والانفتاح في الصين، حيث قالت:
"لم أتوقع أن أزور مكة المكرمة لأداء فريضة الحج يوما ما. ولكن استطعت ذلك بعد تحسن مستوى المعيشة. وعندما وصلت هناك، عمرتني سعادة كبيرة."
يمكننا القول إن تحقيق رغبة المزيد من المسلمين الصينيين في الحج والذهاب إلى مكة المكرمة يترجم التغيرات التي طرأت على حياتهم. وعلى صعيد آخر، فإن احتفالاتهم بالأعياد تعكس التحسن الكبير الذي طرأ على حياتهم. زار مراسلنا أسرة نا في اليوم الثاني من شهر رمضان، حيث ارتدى كل أفراد الأسرة ملابس جديدة وأشرقت الابتسامة على وجوههم. قال أفراد الأسرة إنه مع تحسن مستوى المعيشة، بدأ المسلمون يولون المزيد من الاهتمام أثناء احتفالاتهم بالأعياد مقارنة بما كان عليه الأمر في السابق. قبل العيد بعشرة أيام، يبدأ كل أفراد أسرة نا الاستعادادات للعيد، حيث ينظفون البيت، ويشترون ملابس جديدة وأطعمة متنوعة. قالت زوجة نا تشانغ جين المسنة المسلمة ما يو تشين التي يبلغ عمرها أكثر من 70 عاما:
"في السابق، كان الاحتفال بالأعياد ضعيفا، حتى الطعام لم نكن نستطيع أن نطبخ منه الكثير اللحم إلا أنواعا من الخبز."
وفي هذا الصدد، قال نا ديان فو إن الظروف الصعبة التي كانت تواجههم في السابق قللت من إحساسهم بحلاوة الأعياد، لكن مشاعر المسلمين أثناء الأعياد الدينية تختلف الآن، حيث قال
"أفضل ما كان في عيد بالنسبة إلينا هو تناول الفطور صباحا، سواءا كان الفطور جيدا أو ليس على المستوى، لكننا كنا راضين. أما شراء الملابس الجديدة والأطعمة اللذيذة، فكانت من رابع المستحيلات. لذلك فإن إنطباعاتنا على الأعياد في تلك الفترة كانت غير حماسية. وفي الوقت الحالي، يمكن القول إن كل المسلمين سعداء جدا باستقبال الأعياد."
في الوقت الحالي، وبالنسبة للأسر المسلمة العادية مثل أسرة نا، فإن كل بيت مسلم يمتلي في شهر رمضان بسعادة وفرح، حيث قال المسن نا تشانغ جين:
"أمس، كان المسجد ممتلئا بالناس وتم ذبح بقر كبير، وأكلنا جميعا ونحن في منتهي السعادة. قبل تنفيذ سياسات الإصلاح والانفتاح، كان من المستحيل أن نأكل مثل هذا الأكل الجماعي اللذيذ. وأمس، حمل مسؤولو حينا إلى المسجد 20 كيسا من الرز و20 كيسا من القمح، وكذلك 3 كيلوغرامات من الزيت."
تعتبر أسرة نا صورة مصغرة لكافة الأسر الصينية، وفي المناطق الصينية المأهولة بالمسلمين، وفي الصين الحالية، يتمتع المواطنون مهما كانوا من أية قومية يتمتعون بثمار تنفيذ سياسات الإصلاح والانفتاح.