فرحة فى فندق المزارعين الصغير لاسرة وانغ هونغ لين

استمعتم قبل قليل الى أغنية شعبية شائعة فى منطقة نينغشياه الذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة والتى تقع فى شمال غربى الصين. ها هى تقول كلماتها : شمال غربى الصين ، هى منطقة وفيرة الموارد الطبيعية وشاسعة الاراضى فى مجرى النهر الاصفر ، وإن الابناء هنا مجتهدون ..... يا شمال غربى الصين ، شمال غربى الصين ، آمال موجودة فى هضبة التراب الاصفر.......هذه الاغنية غنتها السيدة ماى شيو هواى . وفى حلقة اليوم ، نتحدث لكم عن قصة أسرة ماى شيو هواى وفندق المزراعين الصغير لها.

إنطلقنا من مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشياه الذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة الى جنوبها ، واستغرقنا حوالى نصف ساعة فى الرحلة حتى وصلنا الى صفوف من المبانى البيضاء الجدران والحمراء السقوف . ها هو فندق المزارعين الصغير لاسرة وانغ هونغ لين وزوجته ماى شيو هواى .

أعد السيد وانغ هونغ لين صاحب هذا فندق المزارعين الصغير للضيوف شاى " قاي وان " المشهور لدى ابناء قومية هوى المسلمة ، أما زوجته ما شيو هواى ، فأحضرت لنا الحلويات المغلية بزيوت الاطعمة بإسم " يوه شيانغ " . كما أعد الزوجان لنا الاطباق من الاطعمة الشهية اللذيذة المتميزة لفندق أسرتهما الصغير. وقالت السيدة ماى شيو هواى :

" الاطعمة المتميزة فى فندق أسرتنا الصغير هى الاطعمة المتميزة لدى قومية هوى المسلمة مثل يوه شيانغ وسان زى وشاى قاى وان . ويأتى الضيوف الى فندقنا الصغير خاصة لتذوق هذه الاطعمة . حيث يقولون إن هذه الاطعمة شهية ولذيذة ورخيصة أيضا. ودائما ما يأتى الينا عدد كبير من الزوار مرة أخرى بعد تذوق هذه الاطمعة ."

وقال السيد وانغ هونغ لين لمراسل اذاعتنا إن جميع افراد أسرته يبذلون حاليا جهودهم فى شؤون فندق المزارعين الصغير لاسرته. لانه يمثل آملهم وحياته السعيدة ، مؤكدا أن هذا بفضل تأهيلات وتدريبات مهنية مجانية قدمتها لهم الحكومة .

السيد وانغ هونغ لين فلاح يعيش فى قرية تاى تشياو بحى شينغ تشينغ بمدينة ينتشوانغ حاضرة منطقة نينغشياه الذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة . وكان يكسب الزرق إعتمادا على زراعة الارض. وبدأ محاولته فى تربية الاسماك عام 1994 تلبية لدعوة الحكومة الصينية الى تنويع الادارة و إلاعتماد على الاعمال المجتهدة . ولكن بسبب عدم اتقان المعلومات والتقنية المتعلقة بتربية الاسماك ، تحول حلمهم الجميل الى كابوس . و قال السيد وانغ لى جون أبن وانغ هونغ لين والذى كان عمره 12 عاما حينذاك قال إن المشهد القاسى فى الماضى ما زال حيا فى ذاكرته .

" تذكرت أنه فى يوم ما من ذلك العام ، كنت أنام ظهرا فى البيت ، سمعت فجأة أن أحواض الاسماك ينقصها الاكسجين. فلا تستطيع الاسماك التنفس . لا حول ولا قوة الا أن نجلس بجانب الاحواض ونشاهد الاسماك تموت. هذا الامر مخيف للغاية . "

كان السيد وانغ هونغ لين يشعر بحزن ويأس شديدين . لان ما انفقه فى تربية الاسماك البالغ 30 الف يوان صينى ذهب سدى . فبدأ وانغ هونغ لين أعماله خارج مسقط رأسه لاكثر من 10 سنوات . وكان يمارس أعمالا شاقة وعوائده منخفضة للغاية . رغم ذلك الا أن رؤيته للعالم توسعت ، كما تغيرت أساليب التفكير ايضا. وبعد عودته الى قرية تاى تشياو ، شارك فى وفد إستقصاء خاص للتأهيل والتدريب لفندق المزارعين الصغير. وقال وانغ هونغ لين.

"شاهدت من التلفزيون أن صيد الاسماك فى فنادق المزارعين الصغيرة شائعة حاليا ، والفوائد مقبولة . فنظمت قريتنا رحلات الى أماكن أخرى للاستفادة من خبرات الآخرين مثل مقاطعة شاندونغ . وبعد الزيارة ، نعتقد أن فندق المزارعين الصغير هو طريق جيد لكسب الاموال. "

ونالت فكرة وانغ هونغ لين بدعم من زوجته ماى شيو هواى . حيث قالت :

" بعد زيارتنا فنادق المزارعين الصغيرة ، قررنا بناء واحد لانفسنا. حيث يمكن للزوار أن يأخذوا الراحة ويتذوقوا الاطعمة المتميزة والترفيه وصيد الاسماك ، لان الهواء هنا نقى ."

هذه المرة ، قرر وانغ هونغ لين دراسة التكولوجيا المهنية أولا . فدخل الى دورات تدريب مجانية أقامتها القرية رغم أنه قد بلغ 40 عاما من عمره ، ليصبح العضو ألاكبر سنا فيها . وبهذا الصدد ، قال وانغ هونغ لين:

"كنت أعرف قليلا عن الطبخ . وبعد مشاركتى فى دورات التدريب، تعلمت منها أنواعا مختلفة لاعداد الاطباق . وأصبحت اطباق فندقنا الصغير متميزة بفضل دمج أساليبى مع ما تعلمت من دورة التدريب. وتحدونى ثقة فى ادارة فندق أسرتنا. "

السيدة ما شيو هواى مشغولة أيضا فى معرفة المعلومات المتعلقة بتربية الاسماك وبناء غرفة الضيافة لاستقبال الضيوف .

وبدأ فندق المزارعين الصغير لاسرة وانغ هونغ لين ومطعمه الاسلامى عملهما رسميا فى شهر إبريل عام 2007 . وبعد إطلاع قادة القرية وفلاحيها ، زاروه جميعا للتعبير عن تهانيهم . وهذا يشكل دعما معنويا لاسرة وانغ هونغ لين . وقالت ما شيو هواى :

" عبر أبناء القرية عن تأييدهم لنا ، فتحدونا ثقة فى إدارة فندقنا الصغير."

ومن أجل تحسين الخدمات ، وضع السيد وانغ هونغ لين عددا من الكراسى الهزازة و أجهزة " كرا أو كى " و منضدة للعبة السنوكر داخل ساحة الفندق لسد متطلبات الضيوف . السيد وو شينغ لين ضيف دائمى بالنسبة لاسرة وانغ هونغ لين . وقد زار فندقهما عدة مرات . وأشاد بخدمات هذا الفندق الصغير حيث قال :

" زرت هذا الفندق الصغير مرات مع أصدقائى وزملائى فى نهاية الاسبوع للراحة وصيادة الاسماك وتذوق الاطعمة المتميزة . شعرنا باننا عدنا الى الطبيعة . "

جدير بالذكر أن جميع أفراد أسرة وانغ هونغ لين مشغولين للغاية كل يوم . ولكن الامر يستحق هذا التعب ، لان محفظتهم أصبحت مليئة بالنقود يوما بعد يوم. وقال السيد وانغ هونغ لين إن الدخل اليومى حوالى الف يوان تقريبا ، وبحلول نهاية هذا العام ، ستشترى أسرته سيارة صالون فاخرة. مقارنة مع الحياة فى الماضى ، قال بصورة متأثرة :

" نشعر أننا نعيش حاليا حياة سعيدة ، فى الفردوس على حد تعبيرنا . بيوتنا جميلة مثلما فى المدن . نستطيع أكل اللحم والسمك كل يوم حتى أحيانا نرغب فى أكل الخضروات فقط . "

قال السيد وانغ هونغ لين لمراسل اذاعتنا إنه بعد سنتين، سيسلم هذا الفندق الصغير الى إبنه للادارة . أمام تطلع أبيه ، شعر وانغ لى جون أبن وانغ هونغ جونغ بضغوط كبير عليه ، مشيرا الى ان هناك أشياء كثيرة تحتاج الى التعلم . وتحدث عن مستقبل فندق أسرته ، قال وانغ لى جون إنه يود تجربة مشروع صيد الجمبرى الصغير وذلك من أجل الحفاظ على خصائص فندقه المتميزة .

"تتميز أطباق شمال غربى الصين عادة بمختلف الاذواق المتمثلة فى اللذة والبهارات الحارة وغيرهما . ونرغب فى تجربة مشروع جديد لصيد الجمبرى الصغير وطبخه بمختلف الاساليب فى فندقنا ، وهذا سيكون فريدا فى منطقتنا وحتى فى شمال غربى الصين . "