v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
"يا ماما، لماذا البطيخ هنا حلو هكذا؟ يبدو أنه مختلف عما آكله سابقا."
ها هو شعور الطفلة البكينية دو سو نا بعد تذوقها لبطيخ شيشا الذي ينتج فقط في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي. لم يتذوقه السياح في منطقة نينغشيا ويعجبوا به فقط، بل تذوقه المسؤولون والرياضيون المشاركون في أولمبياد بكين وأولمبياد بكين للمعوقين أيضا.
ومدح رئيس الوفد الاوغندي لأولمبياد المعوقين بطيخ شيشا كثيرا، حيث قال:
"إن البطيخ الذي أكلناه أثناء أولمبياد بكين للمعوقين حلو جدا، وهو ألذ من البطيخ في أوغندا، يعجبني كثيرا."
لماذا حظى هذا البطيخ بمثل هذا الثناء؟ لماذا اختير لتقديمه للمشاركين في أولمبياد المعوقين؟ في حلقة اليوم، نذهب سويا إلى منطقة نينغشيا لكشف أسرار بطيخ شيشا.
في الحقيقة ووفقا لأسلوب زراعته، يجب أن يسمى بطيخ شيشا ببطيخ ياشا الذي يعني البطيخ الذي ينمو من الشقوق بين الأحجار. اذن، لماذا يزرع البطيخ تحت الأحجار؟ عرفنا بذلك لو تشانغ تساي رئيس معهد بحوث بطيخ ياشا في مدينة تشونغوي بمنطقة نينغشيا قائلا إن أسلوب الزراعة هذا لا ينفصل عن الموقع الجغرافي الخاص لمنطقة شيانغشان بمدينة تشونغوي، حيث أن هذه المنطقة تقع في المنطقة الجافة بوسط منطقة نينغشيا، والجو هناك حار وجاف جدا طوال السنة، وكمية الأمطار السنوية أقل من 200 مليمتر، لكن كمية التبخر السنوية أكثر من 2000 مليمتر، ويكاد لا ينمو أي نوع من المزروعات على الأرض هناك. وبعد سنوات طويلة من التجارب والبحوث، وجد المواطنون المحليون أن تغطية الأرض بالحصى الرملي مفيد لنمو البطيخ، هكذا أصبح الجو الجاف موردا ثمينا، حيث انتشرت تقنية زراعة بطيخ ياشا تدريجيا. وشرح رئيس معهد بحوث بطيخ ياشا بمدينة تشونغوي السيد لو هذه التقنية قائلا:
"هذه المنطقة جافة جدا، ودائما ما تكون كمية الأمطار السنوية أقل من 200 مليمتر، ومن الصعب أن ينمو أي نوع من المزروعات في مثل هذه الظروف، لكن لماذا البطيخ فقط؟ ذلك لأنه يغطي على الأرض 13 سنتيمترا من الحصى الرملي والأحجار. وبعد تغطية الحصى الرملي، يمكن الحفاظ على مياه الأمطار بعد تسربها في الأرض. بالإضافة إلى ذلك، تتبخر المياه دائما عبر الأنابيب الشعرية في الأرض، إلا أنه لا توجد مثل هذه الأنابيب الشعرية في الحصى الرملي، لذلك لا تتبخر المياه. رغم أن كمية الأمطار 200 مليمتر فقط، لكن هذه المياه تستغل بصورة كافية، وتلعب دورا هاما."
بفضل تقنية تغطية الأرض بالحصى الرملي أصبحت الأراضي الرملية الجافة التي كانت لا قيمة لها سابقا أصبحت كنزا لزراعة البطيخ، خاصة أن الفرق الكبير في درجة الحرارة بين الليل والنهار في المنطقة يضفي على بطيخ ياشا طعما لذيذا. وقال السيد لو تشانغ تساي إن منطقة شيانغشان ترتفع عن سطح البحر بحوالي 2000 متر، وفي موسم النمو يتجاوز وقت سطوع الشمس 1000 ساعة ويبلغ فرق الحرارة بين الليل والنهار 12 حتى 16 درجة مئوية وأن وقت سطوع الشمس الطويل وفرق الحرارة الكبير بين الليل والنهار يساعدان كثيرا في تخزين السكر داخل البطيخ.
"إن فرق الحرارة الكبير بين الليل والنهار مفيد جدا لتخزين السكر. دائما ما تكون كمية السكر في البطيخ العادي حوالي 8-9%، أما بطيخ شيشا، فكمية السكر فيه تبلغ 11-13%، وتكون هذه النسبة أعلى بكثير من المعدل المتوسط على مستوى الدولة."
يشتهر بطيخ شيشا باللب الأحمر والعصير الكثير والطراوة والحلاوة. وعلم مراسلنا من عدة سياح أنه من بين أهدافهم المشتركة لزيارة منطقة نينغشيا تذوق بطيخ شيشا المشهور، حيث قالت السيدة شينغ نينغ التي جاءت من مقاطعة خهبي:
"هدفنا الرئيسي للمجئ إلى نينغشيا هذه المرة بطيخ شيشا، وبعد التذوق، وجدنا أن شهرته مستحقة، إنه حلو ولذيذ جدا جدا! سمعت أن هذا النوع من البطيخ يحتوي على العنصر النزر سلنيوم، وهو مفيد جدا لصحة الإنسان، هذه الفاكهة لا تخفف حرارة الانسان وتطفئ العطش فحسب، بل تضيف العنصر المفيد على الجسم، انه شيء جميل."
كما قالت السيدة شينغ نينغ، يحتوى بطيخ شيشا على عنصر السلنيوم الضروري لجسم الانسان، وهو سبب تسمية بطيخ شيشا بهذا الاسم حيث ينطق السلنيوم في اللغة الصينية شي، أما الحصى والأحجار الصغيرة التي تكسو الأرض فهى أسرار بطيخ شيشا الفريد. قال رئيس شركة شيانغشان المحدودة للفواكه بمدينة تشونغوي السيد يانغ في:
"الأحجار التي وضعناها على الأرض هى من الشقوق الجبلية وقد تعرضت للتعرية لعشرات آلاف السنين، وتحتوى على العديد من العوامل المفيدة مثل السلنيوم والزنك والكالسيوم والفوسفور وغيرها. لا نسمد الأرض، ولكن من أين تأتي المواد المغذية؟ الجواب هو من هذه الأحجار."
وحسب فحص الدوائر المعنية بوزارة الزراعة، يحتوى هذا البطيخ الذي ينمو من بين الأحجار على 18 نوعا من الحوامض الأمينية والعديد من العناصر النزرة المفيدة لصحة الانسان مثل السلنيوم والحديد والزنك والكالسيوم والبوتاسيوم، خاصة أن نسبة السلنيوم وصلت إلى 5.6 mg/g. حول فوائد السلنيوم لصحة الانسان، قال خبير الأغذية بالمستشفى ال301 التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني السيد رونغ جين ليانغ:
"إن السلنيوم عنصر نزر ضروري لجسم الانسان، ويساعد في إبطاء أو تأخير الشيخوخة والضعف ويقوي المناعة. حيث يستطيع السلنيوم تصفية وإزالة الكثير من السموم والنفايات في جسم الانسان والوقاية من التصلب الشرياني وارتفاع ضغط الدم ومرض القلب التاجي وغيرها من أمراض القلب. كما يرتبط السلنيوم بشكل وثيق بنسبة الإصابات بالسرطان، إذا انخفضت كمية السلنيوم في الأرض والأغذية والخضروات والمياه في منطقة ما، ترتفع نسبة الإصابات بالسرطان في تلك المنطقة."
إلى جانب السلنيوم، فإن كمية الكالسيوم في بطيخ شيشا كبيرة أيضا، وهو من الأطعمة القلوية، هذا مهم جدا للحفاظ على التوازن بين الحوامض والقلويات في جسم الانسان. وقال رئيس معهد بحوث بطيخ ياشا السيد لو تشانغ تساي:
"يساعد هذا البطيخ في تعديل التوازن بين النسب الحمضية والقلوية في جسم الانسان. إذا مالت سوائل الجسم إلى الحمضية، ضعفت قدرة الانسان على مقاومة الأمراض، وبالتالي من السهل أن يصاب الانسان بالأمراض. وفي حالة التوازن بين الحمضية والقلوية، أصبحت قدرة الانسان على مقاومة الأمراض قوية، والمناعة قوية أيضا. يتحول البطيخ بعد دخوله إلى جسم الانسان إلى طعام قلوي، ثم يتعادل مع الطعام الحمضي، هكذا تتوازن الحمضية والقلوية في جسم الانسان، وبالتالي، يقوي مناعة الانسان لكي لا يصاب بالأمراض بسهولة.
بالإضافة إلى العناصر النزرة الضرورية في جسم الانسان، لا تستخدم المبيدات في زراعة بطيخ شيشا لأن منطقته موجودة في المنطقة الصحراوية والبعيدة عن المدن والصناعة، لذلك فإنه يتفق مع مساعي الناس في العصر الحديث إلى الأطعمة الخضراء، ويلقي إقبالا كبيرا بين الناس.
حاليا يباع بطيخ شيشا من مدينة تشونغوي بمنطقة نينغشيا في 36 مدينة كبيرة ومتوسطة في كافة أنحاء البلاد مثل بكين وشانغهاي وتشونغتشينغ وقوانغتشو وشنتشن، ودخل إلى الأسواق في هونغ كونغ ومنغوليا وروسيا ودول الشرق الأوسط، ولقي إقبالا كبيرا من المستهلكين. وبعد مرور بضعة أيام فقط في شهر أغسطس السابق، تم تخصيص 30 ألف طن من البطيخ لأولمبياد بكين، وتم بيع مليون ومائة وسبعين ألف طن من بطيخ شيشا بسرعة. من هنا نلاحظ أن إقبال الناس على بطيخ شيشا هو بسبب لذته وفائدته وخلوه من أية أضرار على الجسم وعلى البيئة.