v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
عندما زار مراسل إذاعتنا المدارس في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بشمال غربي الصين، جذبت الطفلات اللاتي يلبسن الأزياء القومية لقومية هوي نظر مراسلنا بشكل خاص. وعلم أنه مع تقدم أعمال إزالة الرسوم الدراسية خلال فترة التعليم الإلزامي التي تدوم 9 سنوات في كل أنحاء البلاد، زادت منطقة نينغشيا استثماراتها في التعليم في الأرياف وخاصة تعليم الفتيات من قومية هوي الأمر الذي رفع نسبة دخول المدارس لفتيات قومية هوي إلى حد كبير. ولم تعد الدراسة في المدارس حلما صعب التحقيق لهؤلاء الفتيات.
وبسبب الصعوبات الاقتصادية والأفكار الدينية التقليدية، ظل تعليم الفتيات الصغيرات من قومية هوي في منطقة نينغشيا على مستوى منخفض نسبيا. وعندما زار مراسلنا الأرياف في نينغشيا، رأى أن النساء اللاتي تجاوز عمرهن 40 سنة تخرجن من المدارس الابتدائية فقط، حتى إن بعضهن لم يدخلن المدارس أبدا. وتعلمت أولائك النسوة اللاتي قد أصبحن أمهات درسا من تجاربهن الذاتية. وقالت أم لي تشون مي الطالبة في الصف السادس في المدرسة الابتدائية لأبناء قومية هوي بمحافظة شيجي بمدينة قويوان:
"لم أدرس في المدارس، لذلك، أعيش الآن حياة صعبة. والآن، نتمتع بالسياسات الجيدة وتولي المدرسة اهتماما كبيرا لطفلتي. لذلك، أريد أن تدرس طفلتي أكثر مني ولا تعيش حياتها مثل ما أعيشها."
واعتبارا من ربيع عام 2006، أصبحت منطقة نينغشيا منطقة نموذجية لإزالة كافة الرسوم الدراسية خلال فترة التعليم الإلزامي الأمر الذي أتاح فرصا للكثير من الأطفال من الأسر الفقيرة وخاصة الفتيات لمواصلة تلقي التعليم. وإن لي تشون مي إحدى المستفيدين من ذلك.
وعندما زار مراسلنا بيت لي تشون مي، وجد أن أسرتها فقيرة جدا. حيث يكسب أبوها دخلا ضئيلا بالعمل خارج المحافظة وبدأت أختاها الكبيرتان العمل في المطاعم بعد تخرجهما من المدارس الابتدائية. وقالت لي تشون مي لمراسلنا:
" لم تنفذ سياسة إزالة الرسوم الدراسية عندما كانت أختاي تدرسان في المدارس، فكنا لا نستطيع دفع الرسوم. أما الآن فلا داعي أن أدفع الرسوم الدراسية سوى نفقات بعض الكتب الدراسية القليلة. لذلك، يجب علي أن أدرس بجد واجتهاد لرعاية والديّ في المستقبل."
وبدأ السيد جيانغ مدير المدرسة الابتدائية لأبناء قومية هوي بمحافظة شيجي تولي منصبه هذا منذ عام 1986، وهو متأثر بتطور تعليم الطفلات خلال أكثر من 20 سنة مضت. حيث قال:
" في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، كان التعليم للأقليات القومية متخلفا نسبيا. حيث كان الكثير من الآباء لا يهتمون بتعليم الأطفال وخاصة البنات ويرون أنه لا داعي لالتحاقهن بالمدارس. ومن خلال الإعلام الحكومي والتوعية بأهمية المدارس، ومع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، تغيرت وجهة نظر الناس للتعليم. وأصبح بإمكان الفتيات دخول المدارس لتلقي التعليم الإلزامي مثل الأطفال وحتى الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات. وحاليا، تساوي نسبة الطالبات نسبة الطلاب في مدرستنا من حيث الأساس."
لكن بسبب أن سياسة إزالة الرسوم الدراسية تنفذ خلال فترة التعليم الإلزامي فقط، ما زالت الأسر الفقيرة تعاني صعوبات دفع الرسوم الدراسية في المدارس الثانوية والجامعات. لذلك، عززت منطقة نينغشيا استثماراتها في التعليم ودعت المجتمع إلى دعم الطلاب الفقراء من أجل تلقي كل الطلاب التعليم الذي يستحقونه. وبالإضافة إلى ذلك، زادت منطقة نينغشيا استثماراتها أيضا في التعليم المهني لزيادة الوسائل الدراسية للطفلات. وتدرس ما يا هونغ من قويوان جنوبي نينغشيا والبالغة من العمر 20 سنة حاليا تصميم التزيين المعماري في مدرسة مهنية بمدينة يينتشوان. وهي تتطلع إلى التخلص من الفقر من خلال جهودها الذاتية. وقالت:
"مسقط رأسي في قويوان. وعندي أخوة وأخوات كثيرون. ووالداي فلاحان. وكنت أعمل في بلدتي. وسمعت أن الحكومة تقدم دعما ماليا للطلاب الذين يدرسون في المدارس المهنية. وأدفع 300 يوان صيني فقط. وبعد التخرج من المدرسة، ستساعدني الحكومة في إيجاد العمل. ولا أريد الانتظار في البيت حتى الزواج وأريد العمل لكسب الأموال لمساعدة أسرتي. وبعد إكمالي الدراسة، يمكنني إعالة نفسي، ولا داعي للاعتماد على الآخرين."
وهناك كثير من الشابات اللواتي يتلقين التعليم المهني مثل ما يا هونغ. ويعتبر العمل بالاعتماد على المهارات الذاتية طريقة مناسبة توفر الأموال للفتيات من الأسر الفقيرة. اتخذت الدوائر المعنية بمنطقة نينغشيا سياسات تفضيلية خاصة بهؤلاء الفتيات. وعرف يانغ زه تينغ مدير قسم إدارة التعليم بمصلحة التعليم والتربية بمدينة يينتشوان بهذه السياسات قائلا:
" لم نضع حدودا للعمر لتعليم وتدريب الشابات من قومية هوي المسلمة. ويمكنهن اختيار الاختصاص والمدرسة بحرية. وبالنسبة لشابات قومية هوي، سننظم مشروعا لتقديم الدعم المالي أو إزالة الرسوم الدراسية لهن الأمر الذي ساعدهن على تلقي التعليم بدون عوائق."
وتسير المزيد من الشابات وخاصة شابات قومية هوي في منطقة نينغشيا على طرق مختلفة عن أمهاتهن. حيث يمكنهن إكمال الدراسة في المدارس وخلق مستقبل مشرق بما يتعلمنه. وقالت وانغ يون نونغ الطالبة في الصف الثالث في المدرسة الثانوية الأولى لأبناء قومية هواي بقويوان إنها حققت حلمها للدراسة بفضل سياسة الحكومة ومساعدات المجتمع. وأضافت:
"دخلت المدرسة بفضل السياسة التفضيلية التي تنفذها الحكومة ومساعدات الأشخاص ذوي القلوب الرحيمة. وسأرد الجميل للمجتمع ولهؤلاء الأشخاص بما أتعلمه. لا يمكنني تحقيق حلم الدراسة إلا بهذه المساعدات الكبيرة! وسأدرس بجد واجتهاد للالتحاق بالجامعة."
إن قول وان يون نونغ يمثل أحلام فتيات قومية هوي من جيلها. والتقي مراسلنا خلال زيارته لمنطقة نينغشيا الكثير من الفتيات مثل وانغ يون نونغ وهن يعززن فرص الدراسة ويدرسن بجد واجتهاد من أجل خلق مستقبل مشرق.