الأمن الغذائي العالمي يواجه تحديات جديدة

يصادف اليوم ( 16 أكتوبر) الذكرى ال28 ليوم الغذاء العالمي. وقد تبنى برنامج الغذاء العالمي شعار هذا العام وهو الأمن الغذائي العالمي والتحديات الناتجة عن تغير المناخ واستخدام الوقود الأحيائي وهذا الشعار يهدف إلى إثارة المزيد من الانتباه للتحديات التي تواجه الأمن الغذائي والتى نتجت عن تغير المناخ واستخدام الوقود الأحيائي في بعض الدول.

التغيرات المناخية تؤثر على جميع الناس خاصة الفلاحين والصيادين والذين يعيشون على حصيلة الغابات. أما الفيضانات وظروف القحط والمناخ السيئ التي تحدث بسبب تغير المناخ فهى لا تؤثر سلبيا فقط على الانتاج الزراعي بل تشكل أيضا تحديات تواجه الأمن الغذائي العالمي. ويرى برنامج الغذاء العالمي أن الزراعة لها دور مزدوج خلال تغير المناخ. إذ إنها تتسبب في تغير المناخ بانبعاثاتها المسببة للاحتباس الحراري هذا من جهة ومن جهة أخرى يمكن أن يكون لها دور في تقليل هذه الانبعاثات إذا تم استخدام وسائل الإنتاج الصديقة للبيئة مثل الإقلال من مذابح الأشجار والاهتمام بحماية الغابات والمراعي.

وخلال السنوات الأخيرة شهدت صناعة الوقود الأحيائي تطورا سريعا. واستخدمت بعض الدول الوقود الأحيائي كطاقة تبديلة وذلك من أجل تقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وحتى لا تكون أسيرة للدول المنتجة للنفط. الأمر الذى يشكل تحديا للأمن الغذائي العالمي. لذلك عقد ممثلو 181 دولة وعشرات المنظمات الدولية وأقطاب 43 دولة في يونيو هذا العام اجتماعا رفيع المستوى لبحث هذا الموضوع.

وجاء في تقرير نشره برنامج الغذاء العالمي مؤخرا عن أحوال الزراعة والغذاء لعام 2008 أنه من أجل الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي وحماية الفلاحين الفقراء ودفع التنمية الشاملة في الأرياف وضمان التنمية المستدامة للبيئة فإنه يجب إعادة مراجعة سياسة الوقود الأحيائي. وذكر التقرير أنه في الفترة ما بين عام 2000 وعام 2007 إزدادت كميات إنتاج الوقود الأحيائي الذى يستخدم من المنتجات الزراعية 3 أضعاف ممثلة 2% من وقود النقل العالمي وستزداد هذه الكميات باستمرار في المستقبل. ورغم أن الوقود الأحيائي له دور بسيط في تغيير نمط الطاقة المستخمة في العالم حاليا. إلا أن الحاجة لاستخراجه من المنتجات الزراعية ستزداد باستمرار خلال السنوات العشر المقبلة. لذلك فإن ازدياد كميات الوقود الأحيائي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار منتجات الزراعية. لذلك فإن أي قرار خاص بتطوير صناعة الوقود الأحيائي عليه أن يضع في الاعتبار قضية الأمن الغذائي وموارد التربة والمياه.

اليوم الغذائي العالمي هذا العام يأتي إبان تفاقم وتفجر الأزمة المالية العالمية. وإن اضطراب الأسواق المالية العالمية يجعل البشر هككذا يحسون بالقلق على أسعار الحبوب والوقود. ويمكن القول إن الأزمة المالية العالمية تمثل تحديا آخر أمام الأمن الغذائي في العالم هذا بالإضافة إلى تغير المناخ والوقود الأحيائي. قال مدير منظمة الزراعة والأغذية العالمية جاك ضيوف في مناسبة ذكرى يوم الغذائ العالمي هذا العام إن الأزمة المالية تشكل بالطبع صدمة لاقتصاديات الدول النامية وستكون لها تأثيرات سلبية على الزراعة والأمن الغذائي. وأكد على ضرورة عدم إهمال الأزمة الغذائية عند مواجهة الأزمة المالية الحالية وضرورة الاهتمام بالزراعة للقضاء على المجاعات والفقر.