روابط

تطور معاهد كنفوشيوس يعزز القوى الناعمة للصين

   2008-11-03 09:15:38    xinhuanet.com

في خريف عام 2003, قدم طالب في جامعة جزيرة روهودى بالولايات المتحدة التماسا للجامعة لاقامة فصول للغة الصينية, ووقع نحو 300 طالب الالتماس.

وبعد اربع سنوات عندما زار شو لين وهو مسؤول تعليمي صينى كبير, نيويورك, قاد رئيس جامعة جزيرة روهودى, روبرت ال كاروثيرس, السيارة لساعات الى فندق نزل فيه شو وطلب الاجتماع به.

وكان الرئيس قد اعد كافة الوثائق وأمل في اقناع شو بالتوقيع فورا هناك على الوثائق لاقامة معهد كنفوشيوس, وهو معهد لدراسة اللغة الصينية والثقافة الصينية, بجامعته.

وسأله شو "هل تريد ان تعرف شروطنا؟".

فاجاب كاروثيرس "لا, درسناها بالفعل مرات كثيرة ونوافق تماما على شروطكم."

وانتهى الاجتماع بابرام عقد حول المشروع, وكانت هذه قصة اقامة معهد كنفوشيوس فى هذه الجامعة الامريكية.

وتمثل هذه القصة فقط لمحة عن الشعبية المتصاعدة لمعهد كنفوشيوس في الولايات المتحدة وانحاء اخرى في العالم.

وقبل سبعينات القرن الماضى, اقتصر تعليم اللغة الصينية في الولايات المتحدة على المدن والمجتمعات الصينية في انحاء البلاد.

ورغم ذلك, فمنذ تبني الصين سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج في عام 1978 واقامة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة في عام 1979, هناك طلب متزايد على دراسة الثقافة واللغة الصينية في الولايات المتحدة بعد عزلة طويلة بين البلدين.

وساعد على ذلك التطور السريع لمعهد كنفوشيوس الذي يتخذ من بكين مقرا له في الولايات المتحدة.

ولم يقدم المعهد الذي يتخذ من بكين مقرا له ويرعاه المكتب الوطني الصيني لتعليم الصينية للاجانب, مكانا للامريكيين ليدرسوا الصينية فحسب, بل يعمل ايضا كمنبر لمساعدة الشعبين على تعزيز التفاهم المتبادل.

ومنذ افتتاح معهد كنفوشيوس الاول فى جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة عام 2004, تم اقامة اكثر من 40 معهدا من هذا النوع فى انحاء الولايات المتحدة.

ويخصص معهد كنفوشيوس فى نيويورك فصلا للاطفال قبل المدرسة بينما يقدم المعهد فى شيكاغو جلسات تعليم خاصة للاطفال الصينيين الذين تبناهم مواطنون امريكيون.

واخترع يونغ تشاو, مدير معهد كنفوشيوس فى جامعة ولاية ميتشيجان لعبة على شبكة الانترنت لطلابه من اجل تعلم اللغة الصينية, الامر الذي جذب كثيرا من المتعلمين الشباب.

ولمساعدة الاطفال الذين يعيشون فى مناطق جبلية بعيدة على تعلم الصينية, اقام معهد كنفوشيوس فى جامعة كانساس فصلا للتعليم عن بعد.

وصرح بعض المدنيين هناك لوسائل الاعلام انه بدون معهد كنفوشيوس, لكان من الصعب لطفل امريكي يعيش فى هذه المناطق الجبلية ان يحصل على فرصة لتعلم الصينية.

وقالوا ان المعهد يعمل بنجاح على تضييق الفجوة بين الصين والاطفال الامريكيين.

ومع تنافس المزيد والمزيد من الجامعات الامريكية لافتتاح معاهد كنفوشيوس فى جامعاتهم, انضم العلماء والمسؤولون الحكوميون الى ابناء الشعب لدراسة اللغة والثقافة الصينية.

وصرح ليو تشوان شن, مدير معهد كنفوشيوس فى جامعة ميريلاند لوكالة ((شينخوا)) ان كثيرا من الطلاب فى معهده من موظفي الحكومة.

وقال العالم الامريكى جوزيف نيي الذى ابتكر فكرة "القوة الناعمة" ان تطور معهد كنفوشيوس يشير الى نهوض القوة الناعمة للصين منذ انفتاحها على العالم الخارجى.

واشار مراقبون هنا الى ان التنمية الصينية خلال العقود الثلاثة الماضية قد تكون احد انجح قصص التنمية فى التاريخ مع تجاوز انجازاتها للنطاق الاقتصادى.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China