الرئيس الصيني يدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون لمواجهة الأزمة المالية

دعا الرئيس الصيني هو جين تاو أمس السبت (15 نوفمبر) بواشنطن المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون لمواجهة الأزمة المالية بشكل فعال.

وقال هو جين تاو في كلمة ألقاها خلال قمة مجموعة العشرين حول سوق المال والاقتصاد العالمي إن مهمة الساعة أمام المجتمع الدولي هي اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة باستعادة الثقة بالسوق في أسرع وقت ممكن وكبح انتشار الأزمة المالية وتفشيها، مؤكدا ضرورة أن تتحرك دول العالم بصورة مشتركة لتحقيق استقرار الأسواق الدولية وتفادي الحماية التجارية والاستثمارية بكل أشكالها.

وأشار الرئيس الصيني إلى ضرورة أن يلتزم إصلاح النظام المالي العالمي بمبادئ الشمول والتوازن والتدرج والفعالية، ويركز على تعزيز التعاون في مجال الرقابة المالية ودفع إصلاح الأجهزة المالية العالمية وتفعيل التعاون المالي الإقليمي وتحسين نظام صندوق النقد الدولي.

وأكد هو جين تاو أنه أثناء مواجهة الأزمة المالية، ينبغي مراعاة تداعيات الأزمة على الدول النامية خاصة الدول الأقل نموا والسعي إلى تخفيفها إلى أدنى حد ممكن، وتقديم مساعدات ملموسة إلى الدول النامية للمحافظة على الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي.

وتعهد الرئيس الصيني في كلمته خلال القمة المالية العالمية بأن الصين ستواصل مشاركتها المسئولة في التعاون الدولي لحماية الاستقرار المالي ودفع النمو الاقتصادي، وستدعم الأجهزة المالية الدولية لتعزيز قدرة استقطاب الأموال وزيادة الدعم للدول النامية المتأثرة بالأزمة المالية.

هذا، وكانت قمة مجموعة العشرين حول سوق المال والاقتصاد العالمي قد عقد أمس بواشنطن بحضور قادة الدول الأعضاء بالمجموعة وممثلي المنظمات الدولية المعنية. وتم خلال القمة إقرار خطة عمل لمواجهة المشاكل المالية والاقتصادية التي يواجهها العالم، تشمل رفع شفافية سوق المال واستكمال نظام المسئولية وتعزيز الرقابة وإصلاح الأجهزة المالية العالمية وغيرها من المجالات.

وصدر عن القمة //إعلان واشنطن//، أعرب فيه قادة دول مجموعة العشرين عن عزمهم على تعزيز التعاون في ظل الأزمة المالية، وبذل جهود مشتركة لاستئناف النمو الاقتصادي في العالم، وإدخال إصلاحات لازمة على النظام المالي العالمي، معبرين عن ثقتهم في تجاوز الأزمة واستعادة الاقتصاد العالمي لاستقراره وازدهاره بفضل الاستمرار في الشراكة والتعاون والالتزام بالتعددية.

وخلال مؤتمر صحفي عقد بعد اختتام القمة، وصف الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش القمة بأنها ناجحة: "أخبركم بأن هذه القمة ناجحة. استعرضنا خلالها الإجراءات التي اتخذتها دول العالم مؤخرا لمواجهة الأزمة المالية، وتحدثنا أيضا عن إصلاحات على نطاق أوسع لمنع تكرار حدوث مثل هذه الأزمة. "

وأوضح بوش أن قادة الدول اتفقوا خلال القمة على تعزيز عدالة السوق، وضرورة إعادة مختلف الدول نظرها في قوانينها المتعلقة بالرقابة على السوق لحماية مصالح المستثمرين بشكل فعلي، مضيفا أن إحدى الثمار الرئيسية للقمة تتمثل في أن المشاركين اتفقوا على ضرورة إصلاح صندوق النقد والبنك الدوليين بما يجعلهما يواكبان تطورات العصر.

ورحب رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو بنتائج القمة المالية العالمية، معربا عن أمله في تعزيز التعاون الدولي بشكل فعلي لمواجهة الأزمة الحالية: "أعتقد بأن ما هو مطلوب الآن ليس تحركا منفردا، وإنما العمل المشترك للاضطلاع بمهمة واحدة. وينبغي جعل العالم كله، وليس أوروبا فقط، أن يثق في قدرتنا على إنعاش الاقتصاد العالمي مرة أخرى من خلال التجارة والمساعدات والتنمية وإجراءات أخرى. ويمكننا اتخاذ إجراءات مختلفة باختلاف ظروف الدول، وتكاتف الجهود لإنجاح العمل المشترك وتحقيق الأهداف المشتركة".

هذا وقد اتفق المجتمعون على عقد قمة أخرى لمجموعة العشرين قبل ال30 من إبريل المقبل، للنظر في أحوال تطبيق مبادئ قمة واشنطن وتنفيذ قراراتها.