v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
غادر فريق البحوث الصيني الخامس والعشرون للقطب الجنوبي مدينة شانغهاي شرق الصين في العشرين من أكتوبر الماضي متوجها إلى القارة القطبية الجنوبية،
وخلال رحلته التي ستستمر نصف سنة سيقوم ببناء المحطة الصينية الثالثة للبحوث العلمية في القطب الجنوبي والمسماة ب"محطة كونلون"، وهى أو محطة صينية داخل البر القطبي الجنوبي. وإن بناءها يرمز إلى قفزة كبيرة للبحوث الصينية التي تتطور من حافة هذه القارة إلى باطنها. أيها الأصدقاء، نقدم لكم فيما يلي تقريرا لإلقاء الضوء على هذا الموضوع.
لقد تم بناء 53 محطة بحوث علمية لثمان وعشرين دولة في القطب الجنوبي، إلا أن معظمها بُنيت على حافة القارة القطبية الجنوبية ما عدا الولايات المتحدة وروسيا واليابان وغيرها من ست دول. وأكد السيد لي هاي تشينغ المتحدث باسم مصلحة الدولة الصينية للبحار أن محطة البحوث التي ستقوم الصين ببنائها ستقع في منطقة القبة ? التي تعتبر القمة الأعلى للغطاء الثلجي في القارة القطبية الجنوبية، وستكون الأعلى بين محطات البحوث العلمية لمختلف الدول داخل هذه القارة، حيث قال:
"تم تحديد موقع محطة البحوث الصينية داخل القارة القطبية الجنوبية في 80 درجة و25 دقيقة و01 ثانية جنوبا على خط العرض، و77 درجة و06 دقائق و58 ثانية شرقا على خط الطول، أما ارتفاعها فسيصل إلى 4087 مترا، وتبعد 7.3 كيلومتر عن القمة الأعلى القبة? في جنوب غربيها."
إن اختيار منطقة القبة?- القمة الأعلى للغطاء الثلجي في القارة القطبية الجنوبية كموقع للمحطة جاء نتيجة للنظر الشامل في العوامل العديدة. وشرح السيد تشوي تان تشو نائب رئيس مكتب البحوث القطبية لمصلحة الدولة للبحار قائلا إن هذه المنطقة منبسطة نسبيا وسماكة الغطاء الثلجي كبيرة، وإلى جانب ذلك، يمكن الحصول على المعطيات الخاصة للكرة الأرضية منذ أكثر من مليون سنة من خلال التنقيب في جوف الثلج في منطقة القبة ?، مما يساعد الناس في التعرف على تغيرات ظروف الكرة الأرضية ومسألة التغيرات المناخية التي تجذب اهتمام العالم.
"لا يمكن إتمام التنقيب في باطن الطبقة الثلجية في وقت قصير، بل يحتاج إلى دعم من محطة بحوث، لن نحصل على المعلومات الثمينة عن جوف الثلج إلا بعد إجراء التنقيب على مدى طويل وبشكل مستمر."
بالإضافة إلى ذلك، أكد العلماء أن منطقة القبة ? أفضل موقع للرصد الفلكي على سطح الكرة الأرضية، حيث أن نتائج الرصد هناك تقرب مما تحصل عليه المحطات الفضائية.
يعلم أن مساحة محطة كونلون ستبلغ أكثر من خمسمائة متر مربع، وستجهز بمعدات توليد الكهرباء ومعالجة المياه إضافة إلى مرافق المرور والاتصالات والتي تسد احتياجات 24 باحثا في الحياة والعمل هناك.
السيد لي يوان شنغ رئيس مكتب الجليديات بمركز البحوث القطبية الصيني وهو رئيس فريق البحوث الصيني للقطب الجنوبي هذه المرة، وقال للمراسل إنه نظرا لدرجة الحرارة المنخفضة جدا في القارة القطبية الجنوبية، سيُستخدم الهيكل الفولاذي الخاص لبناء محطة كونلون:
"تبلغ سماكة الغطاء الثلجي هنا 100 متر. وأوضحت المعطيات التي حصلنا عليها من محطات الرصد الجوي التلقائي أن درجة الحرارة الصغرى هناك هى 82 درجة تحت الصفر، لذلك لا بد أن تتحمل مواد البناء اختبارات هذه الدرجة المنخفضة."
الجدير بالذكر أن الصين قد أكملت بناء محطتي تشانغتشنغ وتشونغشان عامي 1985 و1989 على حافة القارة القطبية الجنوبية. وبعد إنجاز محطة تشانغتشنغ، تجري الصين نشاطات بحوث علمية للقطب الجنوبي كل سنة، وحققت منجزات كبيرة في مجالات المناخ والأرصاد الجوية في القطب الجنوبي والثلوج القطبية والأحياء في الظروف الباردة والكيمياء والفيزياء البحرية، وخاصة البحوث الخاصة بالنيازك القطبية، فقد وصلت الصين في هذا المجال إلى المستوى المتقدم في العالم.
وأعلمنا السيد تشوي تان تشو نائب رئيس مكتب البحوث القطبية لمصلحة الدولة الصينية للبحار أنه بعد التطورات على مدى سنوات عديدة، أصبحت للصين قدرة على إجراء البحوث داخل القارة القطبية الجنوبية، ورغم ذلك، ما زال أمام أعضاء فريق البحوث صعوبات كثيرة لإنجاز بناء محطة كونلون.
"إن أكبر التحديات هى البرودة القاسية ونقصان الأوكسيجين، لأن محطة كونلون ستبنى في مكان ارتفاعه أكثر من أربعة آلاف متر عن سطح البحر، والظروف هناك مثلما في المناطق التي يبلغ ارتفاعها خمسة آلاف متر في الصين، وكمية الأوكسيجين في الهواء ضئيلة جدا."
وذكر السيد تشوي أنه حسب الخطة المحددة سيُنجز بناء محطة كونلون قبل نهاية يناير المقبل، وأن بناءها يرمز إلى قفزة كبيرة للبحوث الصينية في القطب الجنوبي التي كانت قاصرة على حافة القارة القطبية الجنوبية، مشيرا إلى أن محطة كونلون في بداية الأمر تعمل في الصيف فقط، وستعمل الصين على إكمال وتحسينها خلال السنوات المقبلة حتى تتمتع بالقدرة على العمل الطبيعي طوال السنة.
"سنشغل محطة كونلون في البداية في موسم الصيف فقط، حيث لا تستطيع العمل طوال السنة، وهى في حاجة إلى تحسين ظروفها في مجالات تخزين الطاقة وإمداد المواد المختلفة والضمان والإغاثة والنقل وغيرها. حتى تكون قادرة على العمل في الشتاء وطوال السنة."