v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
جاءت خطة " الاعتداء على الجار بخدعة العبور من أرضه " أصلا من قصة حقيقية حدثت في عهد الممارك المتحاربة بالصين القديمة والموافق القرن السابع قبل الميلاد، حيث كان في خارطة الصين حينذاك عدة ممالك يحارب بعضها البعض خلال سنوات طويلة. ومن بين هذه الممالك مملكة جين القوية اقتصاديا وعسكريا. وكان ملك جين يفكر دائما في ضم مملكتي يوي وقوه الصغيرتين المجاورتين لها. ولكنه قلق من مواجهة دفاعهما المشترك إذا شن هجوما على أي منهما. وإذا هاجم مملكة قوه فلا بد أن يعبر جيشه أرض مملكة يوي التي سوف ترفض طلبه هذا بلا شك. فسأل الملك وزراءه ومستشاريه لبحث حل لهذه القضية.
قدم شون شي/أحد وزرائه الى الملك واقترح عليه تقديم رشوة الى ملك يوي، وهى عبارة عن الحسناء والجياد، ويطلب منه مرور جيش مملكة جين من على أرض مملكته للتوجه الى مملكة قوه. إلا أن ملك جين قال بعد أن سمع اقتراحه هذا: إن الحسناء والجياد من أفضل الأشياء المحبوبة لدىّ، ولا أريد إهداءها لغيري، فقال شون شي له: يا مولاى إن هذه الأشياء نادرة ومحبوبة لديك فعلا، ولكن إذا قدمتها لملك يوي فكأنما وضعتها محفوظة داخل بيتك أنت شخصيا. ذلك لأننا بعد أن ننتصر على مملكة قوه، سنعود الي مملكة يوي لمحاربتها واحتلالها. وبعد الانتصار عليها ستعود هذه الأشياء اليك مع الحصول على المزيد من الأشياء والكنوز النادرة الجديدة من هذه المملكة. وما رأيك بهذه الحيلة يا مولاى! " فهم الملك خطته هذه من خلال شرحه كل الفهم، ووافق على تطبيقها، فأرسل مبعوثه لزيارة الملك يوي.
بعد أن أوضح المبعوث أمام الملك يوي طلب ملكه تلقى معارضة شديدة من جميع وزراء مملكة يوي حيث قالوا للملك يوي إن هذه هى خدعة تستهدف انتهاز أرض مملكة يوي لمهاجمة مملكة قوه، وسيتبع ذلك شن الجهوم على مملكة يوي والاستيلاء عليها في النهاية. إلا أن الملك يوي لم يستمع الى آرائهم هذه بل سال لعابُه للحسناء والجياد والرشوة الأخرى التي سيقدمها الملك جين له، فوافق على طلب الملك جين وسمح بعبور جيشه من أرض مملكته لمهاجمة مملكة قوه. إلا أنه لم يخطر باله إن جيش مملكة جين بعد الاستيلاء على مملكة قوه سيعود الي مملكته فعلا ويشن الحرب عليها ويحتل كل آراضيها. ويسقط حكمه في النهاية.
خطة " الاعتداء على الجار بخدعة العبور من أرضه " تستهدف الانتصار على العدو أو المنافس الضعيف نسبيا بواسطة تشويش فكرته أولا وإغرائه بجميل بسيط أو نعمة صغيرة حتى تنطلي عليه الحيلة، ثم القيام بالهجوم الخفي والسريع عليه والانتصار عليه. هناك قصة أخرى تم فيها تطبيق هذه الحيلة.
شهدت الصين في القرن الثاني الميلادي حروبا مستمرة بين مختلف أمراء الحرب. ومن بينهم ليو تشانغ/ حاكم مدينة جين تشو – احدى مدن منطقة سيتشوآن الحالية، وتشانغ لو وليو بي اللذين ذكرناهما في الحلقات السابقة. ومن أجل ضم المزيد من الآراضي طلب ليو تشانغ من ليو بي أن يساعده على محاربة تشانغ لو بشرط منحه الكثير من محاصيل الحبوب والامدادات العسكرية. ولكن ليو بي بعد حصوله على هذه الامدادات لم يرسل جيشه لمساعدة ليو تشانغ بينما أبلغه بأنه تعرض لهجوم من مملكة أخرى مع طلب المزيد من الامدادات والتعزيزات العسكرية منه. بعد أن عرف ليو تشانغ هذا الأمر لم يرسل سوى أربعة آلاف جندي لمساعدة ليو بي لصد الهجوم المعادي المزعوم. فاستاء ليو بي ونشر هذا الخبر بين ضباطه وجنوده مما أثار استياءا شاملا بينهم. وقتلوا أخيرا القائد الوافد اليهم من ليو تشانغ وأسروا جنوده المتبقين وضموهم الى جيشهم. وبعد أن عرف ليو تشانغ هذا الخبر غضب غاية الغضب لتصرفات ليو بي الغادرة، فشن في اليوم الثاني هجوما عليه إلا أنه لم يدبر خطة تكتيكية جيدة، وفشل أخيرا في المعارك التي دارت بينه وبين ليو بي. وبعد فترة غير طويلة تراجع ليو تشانغ مع جيشه الى قاعدته بمدينة جين تشو/ مدينة تشنغدو حاليا فقام جيش ليو بي بمحاصرة المدينة ثم الهجوم والاستيلاء عليها أخيرا. أما ليو تشانغ فسلم نفسه لليو بي، وبعد ذلك أصبح ليو بي ملكا في مملكة شو/ احدى الممالك الثلاث الكبرى في الصين القديمة حينذاك.
في هذه الحرب كان الملك ليو تشانغ قويا في البداية حيث امتلك الظروف المتفوقة، إلا أنه أخطأ في التحليل وفي وضع خطة عسكرية خاطئة أيضا بحيث استدعى ليو بي الذي أصبح أخيرا عدوا له لمساعدته على محاربة عدوه. أما ليو بي فقد استخدم خطة " الاعتداء على الجار بخدعة العبور من أرضه " وانتصر على خصمه ليو تشانغ، وحقق هدفه الاستراتيجي بحيلته في النهاية.