قادة الابيك يتعهدون ب"التزام جديد" لتنمية آسيا-الباسيفيك

اختتمت القمة الـ16 لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (ابيك) يوم الاحد (23 نوفمبر) فى العاصمة البيروفية، حيث تعهد الزعماء ب"التزام جديد" للعمل المشترك على مواجهة الازمة المالية العالمية وتحقيق التكامل الاقتصادي الاقليمي وتحمل المسؤوليات الاجتماعية للشركات.

-- الأزمة المالية

اصدر قادة الابيك بيانا خاصا بشأن الأزمة المالية يوم السبت، متعهدين باتخاذ تدابير "فردية وجماعية" لاستعادة الثقة فى اقتصاداتهم ودفع المنطقة باتجاه مسار التنمية طويلة الامد.

وقال البيان "اننا قد اتخذنا خطوات عاجلة وخاصة لترسيخ قطاعاتنا المالية وتوطيد التنمية الاقتصادية وتعزيز الاستثمار والاستهلاك".

واضاف "اننا سنواصل اتخاذ مثل هذه الخطوات والعمل بشكل وثيق، بطريقة منسقة وشاملة، لتنفيذ عمليات مستقبلية لتسوية هذه الأزمة".

وتعهد الزعماء بشكل خاص بدعم الجهود المبذولة من قبل وكالات ائتمان التصدير والمؤسسات المالية الدولية والبنوك الخاصة لضمان توفير اموال كافية للشركات، بما فيها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ولضمان تدفق الاستثمار والتجارة فى المنطقة.

كما رحب الزعماء بمواصلة التنمية والاصلاح فى القطاع المالي، بينما دعوا لمزيد من آليات التنظيم والمراقبة الفعالة، حيث اصبحت الانظمة المالية اكثر تعقيدا.

واعرب زعماء الابيك ايضا عن دعمهم لـ"اعلان واشنطن" التى تم تبنيه خلال قمة مجموعة الـ20 فى وقت سابق من الشهر الجاري، والمبادئ المشتركة التى ستقود "خطة العمل" لاصلاح الاسواق المالية.

وبصفتها احدى الكتل الاقليمية الاكبر فى العالم التى تتمتع بامتداد جغرافي واسع وتنوع كبير بين اعضائها، ارسلت الابيك رسالة قوية مفادها ان الاقتصادات العالمية مستعدة لعمل كل ما فى وسعها لتسوية الأزمة واستعادة الثقة بالاسواق، حسبما قال محللون.

-- تحرير التجارة

أكد قادة الابيك خلال الاجتماع على ضرورة منع اى تصاعد للحمائية التى من شأنها زيادة حدة الازمة وتفاقم الوضع الاقتصادى الحالى.

وشدد القادة مجددا على "ثقتهم الحازمة بأن مبادئ تحرير السوق وانظمة فتح التجارة والاستثمار ستستمر فى دفع النمو العالمى وخفض البطالة والفقر".

وتعهد القادة يوم السبت بعدم اقامة حواجز جديدة للاستثمار والتجارة فى غضون الاشهر الـ12 المقبلة.

وقال البيان "نحن سنكف خلال الاشهر الـ12 القادمة عن اقامة حواجز جديدة للاستثمار او التجارة فى السلع والخدمات وفرض قيود جديدة على الصادرات او تنفيذ اجراءات تخالف منظمة التجارية العالمية فى جميع الميادين بما فيها تلك التى تحفز الصادرات."

وحول جولة الدوحة لمفاوضات التجارة الحرة، اعرب القادة عن املهم فى الوصول الى "نهاية طموحة ومتوازنة" لارساء قاعدة للنمو الاقتصادى والرخاء فى المنطقة.

واضاف القادة "نحن متعهدون بالوصول الى اتفاق حول سبل التسوية فى الشهر القادم على اساس التقدم الذى تحقق حتى الان".

ويشير النداء القوى من جانب القادة لتحرير التجارة ورفض الحمائية الى ان اقتصادات العالم مصممة على منع تكرار الركود الكبير فى الثلاثينيات عندما تم تبنى "نهج خاطئ"، على حد قول ممثلة التجارة الامريكية سوزان شواب.

-- المسؤولية الاجتماعية للشركات

وكان احد العناوين الرئيسية لاسبوع قادة الابيك الذى عقد من 16 الى 23 نوف مبر الجاري، هو جهود القادة لاستكشاف البعد الاجتماعي للابيك وخاصة المسؤولية الاجتماعية للشركات وسط الأزمة.

وقال البيان "ان الازمة تؤكد ايضا الحاجة الى تنمية مزيد من المعايير الفعالة لحكم الشركات وادارة المخاطر بالاضافة الى أهمية المسؤولية الاجتماعية في القطاع المالي."

وحث الزعماء الشركات على دمج المسؤولية الاجتماعية فى استراتيجياتها للاعمال لتأخذ في الاعتبار الشواغل الاجتماعية والبيئية والعمالية.

ومن المحتمل ان يعزز مثل هذا التحرك الثقة بين المستثمرين والمستهلكين الذين اتهموا بعض الشركات بالسعي العشوائى نحو الارباح مما تسبب فى الانهيار المالى، حسبما قال محللون.

ورغم ذلك، يتبقى معرفة كيف ستدفع الشركات في انحاء العالم هذا الاجراء "على اساس تلقائي" كما ذكر في اعلان ليما الصادر يوم الاحد.

وقال منتقدون ان مزيدا من الاجراءات الصارمة ضرورية للوقاية من تكرار الانهيار الاقتصادى.

وذكر محللون انه على اقتصادات العالم ان تبقى حذرة للغاية من العاصفة المالية الجارية التي قد تتدهور قبل ان تتحسن، اذ ان قادة الابيك امتنعوا عن الدخول فى تفاصيل التدابير التى تعهدوا بها قبل تولى الرئيس الامريكي الجديد منصبه في يناير القادم.