v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
لقد أصبحت الهواتف المحمولة وسيلة لا غنى عنه في حياة الصينيين اليومية. ولكن قبل ثلاثين سنة، لم تعمم الهواتف الثابتة في العديد من المناطق الصينية، وكان الوسيلة الرئيسية لاتصال الصينيين بأصدقائهم وأقربائهم البعيدين هي إرسال البرقيات. وبعد ثلاثين سنة من التقدم، تتطورت صناعة الاتصالات في الصين تطورا سريعا جدا. وفي حلقة اليوم،هيا بنا لنرى من خلال تجربة مواطن يقيم في مدينة قوانغتشو السيد تشانغ جي جيون في استخدام الهواتف ما هي مسيرة تطور صناعة الاتصالات الصينية خلال الثلاثين سنة الماضية.
السيد تشانغ جي جيون البالغ من العمر خمسة وخمسين عاما هو أحد مواطني مدينة قوانغتشو. رغم أن قوانغتشو مجاورة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، غير أن سهولة اتصالاتها لا يمكن المقارنة مع هونغ كونغ. ووصف السيد تشانغ أوضاع الاتصالات في تلك الفترة بأنها "غير سهلة".
"علينا نحن البحارة أن نعمل في كل الأماكن، ولكن ما دمنا نصل إلى أي ميناء داخلي، نود أن نتصل هاتفيا بالبيت لإبلاغ أفراد الأسرة بسلامتنا. ولكن لم يكن لدى البيت هاتف في ذلك الوقت وعلينا أن نتصل من مكتب الاتصالات بوحدات عمل أفراد الأسرة ، فدائما ما جلست في مكتب الاتصالات بميناء تشانجيانغ لنصف ساعة من أجل هذا الاتصال البعيد المسافة."
مثلما قاله السيد تشانغ، وقبل تنفيذ الصين لسياسة الإصلاح والانفتاح، كان تطور صناعة الاتصالات في مقاطعة قوانغدونغ والصين كلها متخلفا جدا. حيث بلغ إجمالي سعة المقاسم الهاتفية في مدن وأرياف المقاطعة أكثر مائتي ألف ولم يصل هذا الرقم سدس إجمالي سعة المقاسم الهاتفية في هونغ كونغ، وكان هناك أكثر من مائة ألف مستخدم للهواتف الثابتة.
ومن أجل تطور صناعة الاتصالات، قررت الحكومة الصينية في أوائل ثمانينات القرن الماضي فرض "رسم التركيب الأولي" على مستخدمي الهواتف لاستخدام مبالغ هذه الرسوم من خلال صندوق حكومي في بناء شبكات الاتصال. وتجاوز هذا الرسم 400 يوان صيني، ولكن معدل الراتب الشهري لعامل عادي في ذلك الوقت أكثر من 100 يوان صيني فقط.
وعرقلت موارد الاتصال الشحيحة ورسم التركيب الأولي الغالي أبناء الشعب الصينيين في استخدام الهواتف وتركيبها حتى عزف معظمهم عن الهواتف المنزلية. وقال السيد تشانغ إن أسرته لم تركب الهاتف إلا بعد خمس سنوات من طلبه في الثمانينات.
أيها الأصدقاء، تعتبر الفترة ما بين عام 1991 وعام 1995 أسرع فترة لنمو اقتصاد مقاطعة قوانغدونغ حيث تجاوز معدل النمو الاقتصادي السنوي ثلاثين بالمائة. وأرسى النمو الاقتصادي في المقاطعة أساسا متينا لتطور صناعة الاتصالات فيها. وفي نهاية عام 1990 وصل إجمالي سعة المقاسم الهاتفية في مدن وأرياف المقاطعة 1.8 مليون هاتف وعدد مستخدمي الهاتف وصل إلى 11.3 مليون مستخدم متجاوزين هذين الرقمين في منطقة هونغ كونغ. أما هاتف أسرة تشانغ، فإنه تم تركيبه في هذه الفترة.
"فشلت أسرتي في تركيب الهاتف عندما سكنا في طريق بين جيانغ، وبعد انتقالنا إلى منطقة شياو بي، تم التركيب بعد ثلاث إلى أربع سنوات من الطلب أي خلال عام 92 أو 93. بينما ازداد عدد مستخدمي الهاتف، ودائما ما تساءلنا أفراد أسرتي وجيراننا في بداية انتقالنا إلى هذا المبنى عما اذا كان بيتك قد جهز بالهاتف أم لا."
بدأت مدينة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ في نوفمبر عام 1987 تفتح أولا في الصين الشبكة المشتركة للاتصالات الخلوية المتنقلة ، وظهر أول هاتف محمول في تاريخ الصين. وفي ديسمبر نفس العام، وقعت مقاطعة قوانغدونغ مع منطقة هونغ كونغ على اتفاقية بدء أعمال التجول الاصطناعي للهواتف المحمولة بين المنطقتين، مما شكل أول شبكة تجول للهواتف المحمولة بين بر الصين الرئيسي وهونغ كونغ. وقال تشانغ جي جيون للمراسل إن الناس كانوا يسمون هذا النوع من الهواتف المحمولة "دا قه دا"، وإن معظم مستخدميها كانوا من التجار.
"بسبب احتياجات العمل، أمدتني الشركة بهاتف محمول عام 1993. وبدأت أملك الهاتف المحمول الشخصي في عام 1997 تقريبا، الأمر الذي يعد أمرا أسعد في ذلك الوقت، اذ كلفتني جميع النفقات بما فيها سعر الهاتف ورسم اختيار الرقم ورسم دخول الشبكة كلفتني عشرة آلاف يوان صيني."
وفي المرحلة الأولى من تطور قطاع الاتصالات المتنقلة، كانت الطرفية المحمولة ورسوم دخول الشبكة غالية وفوق قدرة تحمل أبناء الشعب. ولكن بحلول أكتوبر عام 1994، بدأت دلتا نهر اللؤلؤ أولا تشغيل شبكة رقمية للهواتف المحمولة للاختبارات التجارية في الصين الأمر الذي أدخل الهواتف المحمولة إلى بيوت أبناء الشعب. وبعد عام 2000، ازداد عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في مقاطعة قوانغدونغ والبلاد كلها بسرعة، وكاد يمتلك كل بالغ في المدن هاتفا محمولا واحدا.
وحسب إحصاءات مصلحة الاتصالات بمقاطعة قوانغدونغ، فإنه حتى أغسطس من عام 2008، وصل عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في المقاطعة إلى أكثر من 80 مليونا متجاوزا بقدر كبير عدد مستخدمي الهواتف الثابتة البالغ أكثر من 30 مليونا، وقد تحولت الهواتف المحمولة من السلع الرفيعة المستوى إلى السلع العامة. وفي الوقت نفسه، لم تنحصر وظائف الهواتف المحمولة على الاتصال هاتفيا، بل تمتد إلى وظائف التصوير والتصوير بالفيديو والاستماع إلى الموسيقى ودخول شبكة الانترنت وقراءة الصحف وغيرها. في هذا الصدد قال تشانغ جي جيون:
"كان الناس يستخدمون الهواتف المحمولة من أجل الاتصال هاتفيا فقط، ثم يمكنهم بعث الرسائل القصيرة، والآن يمكنهم دخول شبكة الإنترنت وإرسال الرسائل الملونة والصور والأغاني وغيرها. وباختصار فإن وظائف الهواتف المحمولة توسعت توسعا كبيرا. أما أنا، فإنني حجزت صحيفة الهاتف اليومية ومضامينها وفيرة حيث أتصفحها بسهولة بدلا من شراء الصحيفة كل يوم."
مثلما قال تشانغ جي جيون، لقد انتقلت الهواتف المحمولة من "عصر الأذن" إلى "عصر العين". من قبل ما إن رن الهاتف المحمول، حتى وضعه الناس على أذنيهم للاستماع إليه، أما الآن، فعندما يرن، دائما ما يضعه الناس أمام عيونهم لرؤيته. لأن الهواتف المحمولة في الوقت الحالي لا تستخدم للاتصال هاتفيا فحسب، بل تستخدم لمشاهدة التلفزيون ودخول الشبكة وشراء البضائع وما إلى ذلك، وأصبحت الهواتف المحمولة آلات معلوماتية تجمع مختلف الوظائف.
وعلاوة على ذلك، تطورت الهواتف المحمولة في الصين إلى مرحلة 3G، أي الجيل الثالث من تطور الاتصالات المتنقلة. وعلم أن شركة موبايل الصين بدأت هذا العام الاختبارات التجارية بمعيار 3G الصيني الخاص وتوزع أرقام الهاتف أمام المجتمع ابتداء من إبريل الماضي. وبخصوص هذا الشيء باعتباره أحدث أسلوب للاتصالات المتنقلة، عبر تشانغ جي جيون عن إعجابه به.
"بالنسبة لهاتف الفيديو، فقدمت طلبا لتجربته، ولكن لم يتم اختياري بعد، وإنه ما زال في مرحلة التجربة ولم يعمم بين أبناء الشعب، لذلك لم أحصل على هذا الهاتف."
استعراضا للتطور السريع لقضية الاتصالات في مقاطعة قوانغدونغ، وصف تشانغ جي جيون بأنها تجاوزت تصوره بالكثير وعبر عن تطلعه إلى ظهور أحدث أسلوب إتصال في المستقبل.