v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
اليوم الخامس والعشرون من نوفمبر وأهل بكين بدأوا الآن ترتعد من شدة البرودة، فالشتاء في العاصمة بكين على الأبواب ، أردنا مقارنة بين الجو في بكين ومقاطعة قوانغ دونغ، فالجو هنا هذه الأيام خريفي أو تعبير أدق يميل إلى الربيعي، الآن الأشجار ما زالت مخضرة والورود في كل مكان ما زالت يانعة ناضرة ويكاد الجميع هنا لا يستخدمون إلا الملابس الخفيفة، أردنا بهذه الوقفة القصيرة أن نعرفكم على ظروف الطقس التي تعتبر مثالية هنا.
وقفنا بكم أمس عند الحديث عن بلدة تشانغآن، وبلدة في الصين تعني القرية التي أخذت بأسباب التحضر والتمدين وانتقلت من الحياة الزراعية إلى عالم آخر يزخر بكل متطلبات المدينة وارتفاع مستويات المعيشة من شظف العيش وخشونته إلى نعومة الحياة ورفاهيتها. وقد يتبادر سؤال كبير بحجم الدهشة على شفاه الكثيرين وهو هل يمكن تحويل حياة الفلاح من تعاملاته اليومية مع المواشي والمحراث والأدوات الزراعية الأخرى والنوم على سرير من الخشب إن وجد ورائحة المواشي في حظائرها إلخ... هل يمكن تحويل حياته إلى ما أتحدث عنه وفي زمن لا يتعدى أكثر من عشرين إلى ثلاثين عاما؟ كما قلت هو سؤال إجابته تعجيزية وفي حكم المستحيل. ولو أجابني أحد في هذا الكون بالإيجاب لوصفته بمسيلمة الكذاب. ولكن هذا ما أقوله لكم وقد حدث في الصين وما زال يحدث ولمسته بأم عيني في بلدة تشانغآن التابعة لمدينة دونغ قوان بمقاطعة قوانغ دونغ.
تحرك الوفد الإذاعي إلى البلدة التي تبعد عن مقر إقامتنا ببلدة هومين بحوالي ربع ساعة فقط. واستقبلنا المسؤولون وتحدثوا ما تحدثوا والسؤال معلق في الهواء وحائر على شفتي كيف حققوا هذه المعجزة ؟
قالوا أمامكم الأدلة على البعد من وقفتنا خارج المبنى، شاهدنا فيلات رائعة من الخارج ذات ثلاثة طوابق، قالوا إن عددها ثلاثمائة، وبداخلها يعيش الفلاحون. تصورت أننا حينما ندخل إحداها نجد الدواجن المنزلية تجري هنا وهناك والأدوات الزراعية ملقاة في الأركان إلخ... طرقنا باب إحدى هذه الفيلات واستقبلتنا سيدة يدور عمرها حول الستين وهي ترتدي أحدث الملابس وتصبغ شعرها إلا شعرات قليلة لم تستطع الصبغة أن تحولها إلى لون آخر شعرات بيضاء تثور وتصرخ وتبوح بعمرها الحقيقي، تفحصنا المكان أولا بأعيننا الثاقبة والمنبهرة الأرضيات من البورسلين ديكور الجدران. كأنك في قصر، الأثاث على أحدث ما يمكن أن تتصوره عيني، تريات من الكريستال، المائدة كاملة والمطبخ كذلك والسلالم الخشبية الرائعة تؤدي إلى الطابق الثاني بغرف النوم. وهكذا إنهالت أسئلة الزملاء والزميلات على السيدة الفلاحة التي كانت تجيب بكل ثقة وابتسامة. لم تستطع أن تخفي تجاعيد زمن الشقاء والتعب والمعاناة والعرق من على وجهها. فقد كانت تجاعيد واقعية محفورة لم يبخل الزمن في حفرها بكل إخلاص.
وكان سؤالي سيدتي هل تشتاقين إلى حياتك السابقة الزراعية الشاقة والأرضية الصخرية والترابية أم تفضلين السير على هذه الأرضيات البورسلين وقد تتزحلقين في أي وقت وأعتقد أن ذلك حدث؟ لخصت السيدة الفلاحة المتمدنة إجابتها قائلة: "حدث أن تزحلقت فعلا ولم أصب بسوء، وقد احتاجت الأمور مني إلى تكييف في البداية، وكنت دائمة الصراخ في البداية لأعود إلى قريتي وبهائمي وحقلي، ولكنني أفضل ما أنا فيه الآن. وداعا للفقر يا ولدي!"