روابط

حتى في الصين الكريم لا يضام

   2008-12-03 14:12:48    cri

صباح الثامن والعشرين توجهنا في التاسع والنصف إلى حي من أحياء قوانغتشو، ولماذا هذا الحي الفقير بالذات؟ الإجابة لأنه الحي النموذج الذي يتصف بسمة هامة جدا وهي التناغم مع البيئة والتكافل والاجتماعي والعطاء. المزيد الآن للوهلة الأولى حينما تنظر من الخارج إلى سوف تكتشف علامات البؤس والشقاء من خلال البيوت التي على مرأى منك. دخل الفريق الإذاعي إلى حيث استقبلنا مسؤولو الحي، قابلنا أول ما قابلنا رجلا وسيدة يتجاوزان السبعين ويضعان على أذرعهما إشارات ويرصعان صدرهما ببعض أوسمة التشريف. أما صحتهما فواضح أنهما يتمتعان بصحة أكثر من جيدة، تحدثا معنا وفهمنا أنهما نموذجان مثاليان لأعمال الخير في الحي ومنها تنظيف الأماكن القريبة منهما والاشتراك في الدوريات الليلية التي تجوب الحي للحراسة، فرغم أن الحي متواضع المستوى إلا أن جرائم السرقة لا تعرف حدود الأماكن أو الفقر.

زرنا بعد ذلك مركز رعاية ذوي الاحتياجات الخصة حيث قاموا بتحيتنا بطريقتهم الخاصة، وشرحت لنا المشرفة الأعمال التي يقومون بها خاصة أن هؤلاء المعوقين يأتون يوميا للمركز صباحا ويعودون مساءا إلى بيوت أسرهم. ومن الأنشطة تدريبهم على التمثيل والرسم والحياكة بل أن سيدة مصابة بمرض الرعاش الدائم جلبوا لها طباخا ليعلمها كيف تطبخ رغم ظروف اهتزاز جسمها وخاصة يديها.

أما المسرح الخاص بالحي، فقد أعجبنا به جدا حيث وصلنا وهواة التمثيل من أبناء الحي يقدمون مسرحية بالملابس الكاملة الخاصة بالمسرحية حيث يضع الممثلون الماسكات الملونة على وجوههم انتظارا لتقديم المشاهد التالية، أما المسرح فغاص بالجمهور خاصة كبار السن.

دار الرعاية الاجتماعية تمثل حجر الزاوية في الحي، وتقع في مبنى أنيق جدا مكونة ثلاثة طوابق أنشئ منذ عشر سنوات، قمة النظافة والتنظيم ويتلقى المسؤولون بالدار المعونات سواء أ كانت حكومية أو مساعدات أفراد أغنياء يعيشون في الحي المتاخم في عمارات تصل أدوارها إلى الأربعين وزيادة. دار الرعاية الاجتماعية تقدم كل الخدمات الصحية والرياضية والرعاية الاجتماعية لأبناء الحي الذي يقطنه المطحونون الذين يبلغ عددهم حوالي 65 ألف يعيشون في شقق أو عشش، أما الشقق فتتكون الواحدة من حجرة واحدة أو إثنتين على الأكثر. دار الرعاية تقدم خدمات مادية خاصة لكبار السن. وتضم فرقا تطوعية تذهب لكبار السن الطاعنين الغير قادرين على الحركة وربما يوميا لتقديم الطعام وتنظيف المكان لهم، وكل كبار السن عندهم جرس يضربونه في حالة الضرورة متصل بغرفة عمليات المركز أو دار الرعاية ليسارع المتطوعون لتقديم خدماتهم لهؤلاء الكلام كثير وكثير ويتدفق من فمي. لو لا أن الوقت قاتل لنا جميعا الملخوطة الهامة التي جذبتنا بالدرجة الأولى هي رغم فقر المكان والسكان، رغم الأزقة والحواى الضيقة جدا، رغم كذا وكذا وكذا ورغم أن 20% من سكان الحي كبار السن. لا تجد ورقة واحدة ملقاة ولا عقب سيجارة ولا نقطة مياة قذرة، المكان كله نظيف، وكأنهم أي أهل الحي يخرجون لسانهم لكل الأفكار التي تدعو إلى استخدام شركات نظافة لتنظيف أي مكان أو مدينة في بلادنا العربية الحبيبة. وعاشت الإرادة والعزيمة والتواضع والحماس والنوايا الطيبة والرضا بالقليل. قد تتاح لنا فرص أخرى للقاء وبصراحة الكلام كثير وكثير لكن الوقت أقوى وأقوى.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China