روابط

ليبيا تنجح في تحقيق إختراق سياسي ودبلوماسي فى علاقاتها مع الغرب خلال عام 2008

   2008-12-04 09:58:36    xinhuanet.com

نجحت ليبيا خلال عام 2008 في تحقيق الإختراق السياسي والدبلوماسي في علاقاتها مع الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

وفى هذا الصدد، يصف خبراء الإختراق السياسى والدبلوماسى الذى حققته ليبيا بأنه سريع الإيقاع، ومتعدد العناصر والتطلعات بعد أن أضحت ليبيا في نظر العديد من القوى الإقليمية والدولية، دولة مؤثرة في القارة الإفريقية، وسوقا واعدة في كل المجالات.

وعلى الصعيد السياسى، تمكنت ليبيا خلال عام 2008 من تحقيق إندماج فعلي في المجموعة الدولية بعد عزلة دامت لعدة سنوات عرفت خلالها أزمات متنوعة.

ويتجلى أبرز هذه النجاحات في زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس لطرابلس فى أوائل سبتمبر الماضى، في إشارة واضحة إلى عودة الدفء للعلاقات الليبية الأمريكية، وزيارة الرئيس الروسى السابق فلاديمير بوتين لليبيا فى أبريل الماضى ثم زيارة الزعيم الليبى معمر القذافي إلى موسكو فى أوائل نوفمبر الماضى.

وإذا كانت زيارة القذافي إلى موسكو رغم أهميتها جاءت ردا لزيارة قام بها الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين إلى طرابلس، فإن زيارة رايس لليبيا تحمل في طياتها أكثر من معنى ودلالة سياسية بالنظر إلى النتائج السياسية والإقتصادية التي أسفرت عنها.

من ناحية أخرى، تعكس زيارة رايس إلى طرابلس التي تعتبر الأولى من نوعها لمسئول أمريكي رفيع منذ نصف القرن، أن التطبيع بين الولايات المتحدة وليبيا أصبح كاملا، وأن الطريق بات مفتوحا لإقامة علاقات تقوم على أساس المصالح المشتركة.

فقد جاءت هذه الزيارة التي وصفت بالتاريخية، عقب التوقيع على إتفاق (تسوية المطالب) الشامل في طرابلس بين ليبيا والولايات المتحدة، كان بمثابة الإعلان عن بداية جديدة ليس فقط للعلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا، بل أيضا للعلاقات بين ليبيا وبقية العالم.

ونص الإتفاق على تعويض ضحايا حادثة لوكيربي عام 1988، وملهى (لابيل) في برلين عام 1986، وكذلك أيضا ضحايا الإعتداء الجوي الأمريكي الذي إستهدف عام 1986 العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي.

وكان من نتائج زيارة رايس لليبيا ليس فقط عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى سالف عهدها، وإنما ساهمت أيضا في عودة الشركات النفطية الأمريكية مثل (اوكسيدونتال وشيفرون) للإستكشاف والتنقيب عن النفط في ليبيا، إلى جانب تطوير البنى التحتية لقطاع النفط الليبي التي تضررت كثيرا بسبب الحصار والعقوبات الدولية.

وإستطاعت الشركات النفطية الأمريكية إنتزاع نحو 11 ترخيصا حتى الان تتعلق بالتنقيب وإستكشاف وإنتاج النفط، بينما تأمل طرابلس فى مساهمة فعلية لهذه الشركات في رفع مستوى إنتاجها النفطي لما تمتلكه من معدات متطورة وتكنولوجيا متقدمة.

ولاشك أن هذا التطور الذي طرأ على العلاقات الليبية الأمريكية، ساهم أيضا في تطبيع العلاقات الليبية الأوروبية على نحو عكس تحولا واضحا في المواقف السياسية والدبلوماسية الغربية بشكل عام.

وفى السياق ذاته، بدأت المحادثات الرسمية بين ليبيا والإتحاد الأوروبي فى نوفمبر الماضى لإبرام الإتفاق الإطاري للشراكة الأوروبية الليبية في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في شهر يوليو 2007.

وعقدت الجولة الأولى من هذه المحادثات بمقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، وضمت أمين الشئون الأوروبية والعربية باللجنة الشعبية العامة الليبية للإتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية) ومفوضة العلاقات الخارجية بالمفوضية الأوروبية وخبراء فنيين من الجانبين الليبي والأوروبي.

يذكر أن مذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان الليبى والأوروبى بطرابلس في الثالث والعشرين من شهر يوليو 2007 لتعزيز وتطوير العلاقات بينهما بالعمل على إقامة هذه الشراكة في العديد من المجالات.

ويبدو أن نجاح ليبيا في إختراق الكتلة الغربية، لم يمنعها من النظر إلى بقية الشركاء الفاعلين على الساحة الدولية، مثل روسيا، حيث جاءت في هذا السياق زيارة القذافي لموسكو التي تعتبر الأولى له منذ عام 1985.

من جانبهم، رأى مراقبون أن هذه الزيارة وإن بدت في ظاهرها ردا على زيارة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين لطرابلس في أبريل الماضي، فإنها في الجوهر تعكس رغبة ليبيا في تحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية بين الغرب والشرق.

على صعيد متصل، أكد المراقبون أن زيارة القذافي لموسكو أعطت دفعة قوية وجديدة للعلاقات الليبية الروسية التي شهدت تطورا ملحوظا في الفترة الماضية، تجاوز مجال التعاون في القطاعات النفطية، إلى التعاون في المجال العسكري.

وشدد المراقبون على أن ليبيا بدأت اليوم تدخل في مرحلة مهمة على مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية سيكون لها كبير الأثر في رسم ملامح الدور المنتظر لليبيا على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك بغض النظر عن الصفقات والإتفاقيات التي وقعتها ليبيا مع أمريكا وعدد من الدول الأوروبية، إلى جانب روسيا.

ويعتقد بعض الخبراء أن ليبيا اليوم إستطاعت بدبلوماسيتها وبوزنها الإقتصادي وبسوقها الواعد تحقيق إختراق كبير في إتجاه الغرب والشرق، ويتعين على المهتمين بتطورات المنطقة متابعته بإستمرار لإعتبارات عديدة ومتنوعة، لاسيما وأن ليبيا مازالت تقدم نفسها على أساس أنها "بوابة أفريقيا".

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China