v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
كان متوقعا ان يكون عام 2008 عاما مثمرا بالنسبة لعملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية، عاما يصنع تاريخ اتفاق سلام شامل للصراع الطويل حسبما تعهد زعماء الجانبين.
ولكن مع مظاريف النقود، واستقالة رئيس الوزراء، والمساومات الحزبية التي انهكت قيادتها ، تعرضت إسرائيل إلى حد كبير لعاصفة سياسية خلال النصف الثاني من العام، مما أخرج الدولة اليهودية عن مسار السلام الذى كان متوقعا بشدة .
بداية دينامية
بدأت الجارتان في الشرق الأوسط العام بخطوات واسعة يدفعها مؤتمر دولي تاريخي عقد في 27 نوفمبر 2007 بمدينة أنابوليس الأمريكية، حيث استأنف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس مفاوضاتهما الثنائية التي توقفت منذ الانتفاضة الثانية عام 2000.
وبدفع من مضيفهما الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش، وهو أول رئيس أمريكي فى السلطة يدعو الفلسطينيين إلى اقامة دولتهم المستقلة، تعهد كل من أولمرت وعباس بتفاؤل بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل قبل ان يترك بوش منصبه في يناير 2009.
وسرعان ما بدأ الجانبان، واضعين هذه الرؤية الرائعة فى ذهنهما، مدهشة في الاعتبار، بدأ الجانبان سريعا في ارتياد طريقهما عبر أشواك خلفتها عقود ، باجتماعات دورية لأولمرت وعباس على مسار واحد، واجتماعات لفريقى التفاوض الإسرائيلي والفلسطيني، برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الاسبق أحمد قريع على التوالي.
ورغم التوقف القصير في اعقاب عملية عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق في قطاع غزة الذي تحكمه حماس في مارس، ازدادت حيوية عملية السلام التي تم احياؤها، وتم اطلاق سراح سجناء فلسطينيين، وازالة حواجز المرور فى الضفة الغربية، وغيرها من تحركات بناء الثقة على الأرض.
وأضافت الى قوة الدفع الجهود التى قامت بها الولايات المتحدة، ووطأ بوش بقدمه لأول مرة الاراضي المضطربة في يناير، وقام بزيارة اخرى في مايو. وقامت وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس بزيارات متكررة للبقعة الساخنة لاجراء اجتماعات منفصلة وثلاثية مع الزعماء والمفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين ، ما أعطى دفعات للإرتقاء الصعب الى قمة أنابوليس.
عاصفة قاتلة
ورغم ضآلة التقدم الملموس الذى تحقق فى كل من القضايا الجوهرية ، بما في ذلك المستوطنات واللاجئين والوضع النهائي للقدس، ومواصلة إسرائيل البناء فى المستوطنات اليهودية الذى أثار انتقادا لاذعا، ومخاوف عميقة من جانب الفلسطينيين والمجتمع الدولي، ظل الزعماء الاسرائيليون والفلسطينيون والأمريكيون متفائلين في منتصف العام.
وواصلت عملية السلام تقدمها حتى بعد الاعلان عن تحقيق جديد للشرطة ضد أولمرت، الذي حاصرته عدة تحقيقات منذ توليه منصبه عام 2006، في أوائل مايو، والذى اتهم أولمرت بالحصول على مبالغ كبيرة من الاموال غير المشروعة، كان معظمها داخل مظاريف، من رجل أعمال من نيويورك.
ومع الكشف عن هذه الفضيحة، وفضيحة اخرى تكشفت بعد ذلك بخصوص رئيس الوزراء ورئيس حزب كاديما الحاكم، بدأت عاصفة سياسية كاسحة تظهر ملامحها تدريجيا، مع تصاعد الدعوة الى استقالته، وتراجعت قوة الدفع على جبهة السلام.
وفي سبتمبر، هزمت ليفني منافسها الرئيسي، وزير النقل شاؤول موفاز، في الإنتخابات على زعامة كاديما، التي وافق أولمرت على اجرائها مترددا، وخلفته ليفنى كرئيسة لحزب الوسط . وبعد ذلك بقليل، استقال أولمرت رسميا من رئاسة الوزراء، واصبح زعيم حكومة تسيير أعمال، وشرعت ليفني في تشكيل حكومة جديدة بموجب تفويض رئاسي.
وقد تم النظر إلى فوز ليفني على نطاق واسع بأنه نبأ جيد لعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث ان وزيرة الخارجية كانت ترأس الفرق الاسرائيلية في المحادثات مع الفلسطينيين، وأظهرت موقفا براجماتيا، يمثل خيارا أفضل عن موفاز.
بيد ان عميلة المخابرات الاسرائيلية (الموساد) السابقة، التي توقعت مرة ان تكون أمامها فرص جيدة في النجاح مهمة تشكيل حكومة، فشلت في تشكيل ائتلاف حاكم في غضون 42 يوما، مما القى ببلادها في عدة اشهر انتقالية اخرى، لحين تشكيل حكومة جديدة فى اعقاب الانتخابات العامة المقرر لها العاشر من فبراير.
ورغم القاء الاضطراب السياسي في اسرائيل بظلاله، تعهد رئيس حكومة تسيير الأعمال بدفع عملية السلام قدما طالما ظل في منصبه ، الأمر الذى لم ينصت اليه احد ، لان الساحة السياسية بأسرها اصبحت منهمكة فى الإستعداد للانتخابات، وسرعان ما غامت صورة أنابوليس التي كانت حية يوما ما.
وداع لائق
وحتى مع ضياع آمال تحقيق الهدف الطموح، كما اصبح المسئولون الفلسطينيون متشائمين بشكل واضح، مازال الزعماء الأمريكيون والاسرائيليون يعلقون آمالا على أنابوليس، والذي سيصبح تراثا لأولمرت الذى حاصرته الفضائح ، وبوش المكبل بالحرب.
بيد انه مع سرعة قرب انتهاء ايامهما في منصبيهما، وحاجة محادثات السلام إلى انعاش، اصبح من المؤكد ان عملية أنابوليس لن تأتى بالثمرة المتوقعة أثناء ولاية البطتين العرجاوين. وعندما زارت رايس الشرق الأوسط في أوائل نوفمبر للمرة الثامنة هذا العام، أعترفت لأول مرة بان اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني غير محتمل قبل تسليم بوش مفاتيح البيت الأبيض للرئيس المنتخب باراك أوباما.
ومع ترديد مسئولين فلسطينيين، تلقي ادارة بوش، متفقة مع المسئولين الفلسطينيين فى الرأى ، باللوم على الوضع السياسي الاسرائيلي المضطرب في هذا الفشل، رغم ان العديد من المحللين حذروا من البداية من أن بوش، الذي ركزت فترتا ولايته بشكل كبير على الحرب في العراق وافغانستان، أطلق مبادرته متأخرا للغاية على الجبهة الإسرائيلية - الفلسطينية. وفي دفاعهم عن ذلك ، اصر المسئولون الإسرائيليون على ان الشقاق الحالي بين فتح وحماس فى الجانب الفلسطيني له دور ايضا في هذا الجمود.
ولكن في نبرات متماثلة، ذكرت الاطراف الثلاثة ان عملية أنابوليس وضعت الأساس للجهود المقبلة. وخلال جولته فى واشنطن قبل ايام من الذكرى السنوية للقمة الهامة، التقى أولمرت مع بوش فيما يحتمل ان تكون آخر اجتماع لهما كزعيمين وطنيين، وأمطره بالاشادة لدعمه لعملية السلام، وأكد مجددا على ايمانه بحل الدولتين، الرؤية التي قال عنها بوش انها مازالت حية.
وبعد قليل من عودته إلى اسرائيل، أكد رئيس الوزراء المنصرف، الذي أحدث ضجيجا مؤخرا عندما قال ان اسرائيل عليها ان تنسحب من كل الضفة الغربية تقريبا واجزاء من القدس الشرقية لصنع السلام مع الفلسطينيين، على ان الجانبين اقتربا جدا من حيث القضايا المركزية، وحان وقت اتخاذ القرارات.
ولكن من المحتمل ان القرارات على الجانب الاسرائيلي سيتخذها رئيس الوزراء المقبل، الذي اظهرت استطلاعات الرأي الاخيرة انها ستكون إما ليفني أو رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتنياهو، الرئيس الحالي لحزب المعارضة الرئيسي الليكود. وقد تجعل ادارة نتنياهو الأمل في السلام أكثر ظلاما، لانه يعارض تقريبا كل التنازلات التي قدمها أولمرت وليفني، ويعارض الفلسطينيون بشدة اقتراحه بتخفيض محادثات السلام السياسية إلى مناقشات حول التنمية الاقتصادية الفلسطينية.
وفى ضوء خلفية وقوع اسرائيل في حالة عدم اليقين هذه ، وكفاح الولايات المتحدة لإنقاذ نفسها من الأزمة المالية المدمرة، ونضال القيادة الفلسطينية لاخماد النيران الخلفية، وتمديد فترة ولاية عباس، فإن آفاق ما بعد أنابوليس ابعد ما تكون عن الوضوح.
وما قد يرفع الروح المعنوية هو أن أوباما، خليفة مضيف مؤتمر أنابوليس، الذي زار اسرائيل والاراضي الفلسطينية اثناء حملته الانتخابية في وقت سابق هذا العام، تعهد بالعمل المبكر والاكثر حماسا لمساعدة الجارتين على انجاز المهمة التى لم تتم.