v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
بعد استعراض تقلبات أسعار النفط خلال العام الحالي وهى الأسعار التي كانت في ارتفاع صاروخي في النصف الاول، ثم انخفضت انخفاضا شديدا في النصف الثاني، وكأنها تركب لعبة الكراسي على قضبان حديدية متعرجة في ملاهى الحديقة، يتساءل الكثير: ما التأثيرات الناجمة عن هذه التقلبات على العالم، وخاصة على الاقتصاد العالمي؟ تفضلوا الان بالاستماع الى التقرير التالي بعنوان: أسعار النفط تهز أعصاب العالم.
في الثاني من يناير هذا العام تجاوز سعر النفط الخام للعقود الآجلة في سوق نيويورك تجاوز لاول مرة مائة دولار أمريكي، ويتبع ذلك ارتفاع صاروخي حتى وصل في الحادي عشر من يوليو الماضي الى 147.27 دولار أمريكي، مسجلا أعلى رقم تاريخي، الأمر اذهل العالم كله، وعلق مواطن هولندي على هذا الارتفاع قائلا:
" الوضع الآن سيىء جدا حيث ارتفعت كل الأسعار كالوقود والأغذية باستثناء رواتبنا ..... "
مع الارتفاع السريع لسعر النفط توترت وتعقدت العلاقات بين الدول المستهلكة للنفط بزعامة مجموعة من الدول المتطورة وبين الدول المنتجة حيث قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إن هذا الارتفاع يرجع الى وضع الدول المنتجة للنفط حدودا للانتاج:
" يجب على مجموعة الثمانية أن تفرض ضغوطا على الدول المنتجة للنفط وتطلب منها زيادة الانتاج وزيادة الاستثمارات في الانتاج من أجل تحسين الوضع في المستقبل .... "
إلا أن منظمة الدول المصدرة للبترول ( أوبك ) لم تبد استجابة لهذا الطلب، وقال وزير النفط الايراني غلام حسين نوزاري ردا على طلب براون: إن المشكلة ليست غلاء سعر النفط بل انخفاض قيمة الدولار الأمريكي ... ومن كلامه هذا يشمّ الناس ببعض رائحة الديناميت السياسي.
ما زالت الدول الغربية تشتكي من أن الاستهلاك المتزايد للنفط في الدول النامية هو السبب الرئيسي لارتفاع السعر، وبخصوص ذللاك قال نائب الهيئة الوطنية الصينية للطاقة السيد سون تشين أثناء حضوره الاجتماع الحادي عشر للمنتدى العالمي للطاقة والذي عقد في إبريل الماضي قال:
" إن الارتفاع السريع في أسعار النفط يرجع الى عوامل عديدة أهمها السياسة الجغرافية والتضارب وعدم التوازن بين الطلب والعرض وغيرها. أما التضارب فهو السبب الرئيسي الذي أدى الى هذا الارتفاع السريع، ومعنى ذلك أن السبب لا يعود الى الطلب المتزايد من قبل الدول النامية بما فيها الصين.... "
وعندما كانت أسعار النفط في ارتفاع مستمر بينما كان العالم كله في دهشة شديدة حيث لم يكتشف أي طريق فعال لمواجهة هذا الغلاء الشديد بدأت أسعار النفط تنخفض بشكل درامي، واستمر الانخفاض على مدى خمسة شهور متتالية حتى اقترب السعر الآن من 40 دولارا أمريكيا مسجلا أدنى سعر خلال السنوات الأربعة الماضية. إلا أن هذا الانخفاض لم يرخ الأعصاب المتوترة للدول المستوردة للنفط، لأن سعر النفط دائما ما يمثل مؤشرا لتغيرات النمو الاقتصادي العالمي :
" خلال الأشهر الأخيرة شهدنا تقلبات شديدة في أسعار النفط التي وصلت الآن بسرعة شديدة الى أدنى سعر منذ السنوات الأخيرة، إن دل ذلك على شئ فإنما يدل على أن أسوء أزمة اقتصادية خلال ثلاثينات القرن الماضي، واجتاحت العالم كله ...."
قال ذلك باسكال لامي / مدير عام منظمة التجارة العالمية مؤكدا أن الانخفاض السريع لأسعار النفط حاليا ليس أمرا سارا بالنسبة للعالم بل يعتبر " أزمة البترول الرابعة " التي بدأت تجتاح العالم. وحول هذا الموضوع قال السيد دونغ شيو تشينغ / الخبير الصيني إن الارتفاع والانخفاض الشديدين في أسعار النفط كلاهما ليس أمرا ايجابيا، لأن الارتفاع الكبير سيكبح النمو الاقتصادي العالمي، أما الانخفاض السريع فسيؤدي الى وقوع مشاكل داخل الدول المنتجة. ولكنه يرى هنا أن سعر النفط سيكون في المستقبل في اتجاه الارتفاع مشيرا الى أن العامل الاقتصادي هو أهم العوامل التي تؤثر على سعر النفظ أولا، ثم يأتي بعد ذلك التوازن بين الطلب والعرض في الأسواق.