الثقة أهم من الذهب لمواجهة الازمة المالية العالمية

نشرت "صحيفة الشعب اليومية" مؤخرا مقالا لمعلقها بعنوان "الثقة أهم من الذهب" . وفيما يلى أهم ما ورد فيه :

اجتاز الاقتصاد الصينى فى سياقات متعددة الاختبار القاسى منذ هذا العام ، مما أدى الى إنكماش الطلب الخارجى وتباطؤ نمو التصدير بوضوح . واما اذا ما نظرنا الى سير الاعمال الاقتصادية داخل البلاد ، فوجدنا أن سرعة نمو اجمالى الناتج المحلى فى حالة الهبوط ، فانخفض نمو كل من عوائد المؤسسات والايرادات المالية المحلية بقدرما والاسواق الرأسمالية والعقارية فى حالة الانكماش والتراجع . وكل هذه العوامل سببت تحديات للتنمية الاقتصادية المستقرة فى الصين .

تجدر الاشارة الى أن التنمية الاقتصادية لا تبتعد عن ركيزة الثقة . وإن الحالة النفسية الايجابية والثقة الاكيدة هما قوة مهمة لقهر المصاعب . وفى وجه الاوضاع الاقتصادية المعقدة والمتغيرة فى الوقت الحاضر، يجب علينا أن نتحلى بالثقة التامة ، اذ ان الثقة هى الشجاعة والقوة وهى أهم من الذهب والنقود .

ويمكن القول إن التنمية الاقتصادية الصينية لهى اساس متين لثبوت الثقة . وقد حقق الاقتصاد الصينى خلال الفصول الثلاثة الاولى من العام الحالى نمو سريعا نسبيا بنسبة زيادته 9.9% ، وهو أعلى من معدل النمو فى المجموعات الاقتصادية الرئيسية فى العالم . واضافة الى ذلك ، قد هبطت الاسعار الاستهلاكية للسكان فى شهر سبتمبر الماضى على مدار 5 أشهر متواصلة ، مما أظهر ان سياسة السيطرة الكلية حققت فاعلية ملحوظة على تحكم التضخم . واما فى مجال التصدير، فانها ما زالت تحقق نموا نسبته 22.3% خلال الفصول الثلاثة الاولى.

وان اجراءات السيطرة الكلية المناسبة والمرنة تتحلى بقوة دافعة جيارة لثبوت الثقة وقد قرر مجلس الدولة الصينى فى اجتماعه الدائم الاخير بتطبيق السياسة المالية المرنة والسياسة النقدية السهلة وطرح 10 اجراءات أخرى من أجل توسيع حجم الطلب المحلى .

وإن الامكانيات الهائلة فى التنمية الاقتصاية بالصين هى الضمان القوى للثقة دائما. وحث رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو الشركات على المحافظة على الثقة في الازمة المالية العالمية خلال زيارته التفقدية التى قام بها مؤخرا لمؤسسات في بلدية شانغهاي -اكبر مدينة صناعية وتجارية ومقاطعة تشجيانغ المزدهرة اقتصاديا بشرق الصين ، قال ون إن المحافظة على الثقة " هى سلاح قوي لمعالجة التأثيرات السلبية نتيجة للتذبذبات الاقتصادية العالمية والازمة المالية " .

واضاف أنه ينبغى على المؤسسات ان تكون لديهم ثقة بتثبيت التوقعات السوقية ، وأن الثقة هى ما يحتاجون اليه لاجتياز الوقت الصعب " .

واشار ون جيا باو وهو ايضا عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الى ان القطاع الخاص لعب دورا مهما في المحافظة على النمو الاقتصادي المطرد والسريع وفي خلق المزيد من فرص العمل والمحافظة على الاستقرار الاجتماعي .

واكد ون جيا باو انه " يجب علينا ايلاء الاهتمام الكبير بالصعوبات والتحديات التي تواجهها شركات القطاع الخاص ويجب تقديم المزيد من سياسات الدعم لها لخلق البيئة الملائمة لتطورها " .

هذا وقد اعلنت مقاطعة شاندونغ وهى مركز اقتصادي رائد بشرق الصين أنها تشهد تضاؤلا في عدد مؤسساتها وعدد العاملين فعليا على حد سواء .

قال مصدر من اتحاد العمال لمقاطعة شاندونغ إن عدد العاملين في الشركات والهيئات بالمدن قد بلغ 9.14 مليون مع اواخر سبتمبر الماضى , بانخفاض 38 الف عامل على أساس سنوي .

ومن هذا الاجمالي , 8.87 مليون عامل هم الذين يعملون بانخفاض 29 الفا قياسا الى نفس الفترة من العام الماضي .

يذكر ان شاندونغ هى ثاني أكبر مقاطعة اقتصادية من حيث اجمالي الناتج المحلي في الصين , وهى تأتي بعد مقاطعة قوانغدونغ .

وقال ناطق باسم اتحاد العمال المحلي إن التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الازمة المالية العالمية له تأثيرات سلبية أخرى على الحقوق المشروعة للعمال " مشيرا الى التباطؤ في زيادة معدلات الرواتب وتنامي أعداد نزاعات العمل .