روابط

محلل هولندي يقول ان الصين تقدم اسهامات ايجابية فى السلام والازدهار في العالم

   2008-12-09 09:52:06    xinhuanet.com

قال الباحث الهولندي المتخصص في الشأن الصيني لوكالة الانباء الصينية شينخوا فى مقابلة أجريت مؤخرا انه انجاز كبير للصين ان تحافظ على الاستقرار الشامل في هذا البلد الواسع وفي الوقت نفسه تسجل نموا اقتصاديا سريعا خلال الثلاثة عقود الماضية.

وقال ويليم فان كيمينادي الاستاذ الزائر في معهد كلينجيندايل الهولندي للعلاقات الدولية ان الصين تقدم مساهمات بارزة في الازدهار والسلام العالميين مع نمو قوتها الاقتصادية.

وقال الخبير الهولندي، الذى الف ثلاثة كتب عن الصين ونشر كثيرا من المقالات حول العلاقات الصينية مع العالم، ان الصين التى يحتل ناتجها المحلي الإجمالي الآن المرتبة الرابعة عالميا قد اصبحت لاعبا رئيسيا فى العالم".

-- نقطة تحول

عمل فان كيمينادي كمراسل صحفى فى الفترة ما بين عام 1977 و1997 فى هونغ كونغ وتايبي وبكين.

وعندما بدأت الصين عملية الاصلاح والانفتاح فى عام 1978 شعر فان كيمينادي ان هذه ستكون بداية صفحة جديدة للصين ويقطع البلد الاكثر سكانا فى العالم طريقه ليكون لاعب ا رئيسيا فى العالم.

وقال فان كيمينادي ان عملية الاصلاح الاقتصادي كانت ما يطلق عليه الصينيون "طريقا متعرجا" تصادفه العوائق هنا وهناك، لكن الصين تمكنت من البقاء على المسار وحققت معجزات اقتصادية .

وقال انه حتى مدينة داخلية مثل تشنغدو التى لم تكن ترى فيها اي مبانى مرتفعة قبل عشرين سنة، باتت الآن "مدينة كبيرة فائقة الحداثة" تنتشر فيها ابراج المكاتب فى كل مكان.

واضاف "اذا رأيت صور تشونغتشينغ (مدينة قريبة من تشنغدو) ، فانها تبدو مثل نيويورك ولكنها نسخة اكثر حداثة".

وتابع الخبير الهولندي "مقارنة بالدول النامية الكبيرة الاخرى ، مثل الهند، فان اداء الصين جيد جدا".

وقال كيمينادي ان السبب المهم لذلك يرجع الى ان الحكومة الصينية نجحت فى تنشيط المواطنين، مشيرا الى ان غالبية المواطنين الصينيين مؤمنون بان التقدم الاقتصادي هو مفتاح تحقيق الهدف الوطنى للنهوض كدولة عظمى مرة اخرى.

واضاف ان العامل الذي له الاهمية نفسها هو قدرة الصين على الحفاظ على استقرار البلاد، مؤكدا "انه انجاز كبير للصين أن تحافظ على الوحدة الوطنية وتبقي على استقرار الوضع العام فى انحاء البلاد".

-- السير على الطريقة الصينية

وقال فان كيمينادى ان حقيقة ان الصين قد حققت نجاحا اقتصاديا بدون اتباع نماذج التنمية الغربية قد جعلت الصين محل احترام لدى كثير من الدول النامية.

وقال ان ما يعرف بتوافق واشنطن وهو البرامج السياسية التي طرحها صندوق النقد والبنك الدوليان للدول النامية يدعو الى تحرير التجارة والاستثمار وخصخصة الشركات المملوكة للدولة ورفع القيود . لكن الصين رفضتها ووجدت طريقتها الخاصة للتنمية الاقتصادية .

واضاف ان الصين اتخذت مدخلا حذرا للاصلاحات الاقتصادية المتمثلة في فتح اسواقها خطوة خطوة واستخدام الموارد المحلية في المقام الاول والتمسك بنظامها الحكومي، بينما اثبت توافق واشنطن انه ليس دواء شافيا لجميع امراض الدول النامية ، وفي المقابل اثار توافق بكين اهتماما كبيرا في العالم الثالث .

وقال المحلل الهولندي ان الحذر الصيني قد اثبت فعاليته عندما عانت الصين من خسائر اقل نسبيا خلال الازمة المالية الآسيوية عام 1997 ومرة اخرى خلال الازمة المالية الحالية , مشيرا الى ان تلك الدول التي فتحت اسواقها الرأسمالية بشكل كامل عانت ضربة اكبر .

--ليس مثاليا بعد

ومع ذلك مازالت التنمية الاقتصادية غير كافية في بعض المجالات، فالصين تحتاج الى تقليل اعتمادها على الصادرات بوصفها القوة الدافعة لاقتصادها , حسبما قال فان كيمينادى .

كانت خطوة ذكية من الصين في اواخر الثمانينيات وخلال التسعينات ان تتبع نموذج بعض اقتصادات شرق آسيا بجعل زيادة الصادرات اولوية لها . ولكن , بالنسبة لدولة في حجم الصين فان النمو بقيادة الصادرات يعد حلا مؤقتا فقط .

ويرى الباحث الهولندي انه كان من الممكن ان نرتفع مستويات المعيشة بشكل اكبر في الصين اذا كانت قد استخدمت مزيدا من احتياطيها من العملة الصعبة للتنمية المحلية وخاصة في المناطق الداخلية غربي البلاد.

واشار الى ان الصين تحتاج الى تحويل تركيزها من الصادرات الى الاستهلاك المحلي لان الاقتصاد العالمي لم يستطع الاستمرار في امتصاص الصادرات الصينية بهذا القدر الكبير.

وقال ان الصين والولايات المتحدة بدأتا الحوار الاقتصادي الاستراتيجي في عام 2006 وذلك جزئيا من اجل التعامل مع الخلل الضخم في الميزان التجاري بين البلدين، مضيفا انه قد تم انشاء آلية مشابهة مع الاتحاد الاوروبي في العام الحالي .

-- الاسهام في السلام والاستقرار العالميين

ولقد ادى تصاعد الصين الى الحديث عن "التهديد الصيني" في الغرب , لكن فان كيمينادى يرى ان الصين قدمت بالفعل اسهامات للازدهار والسلام العالميين .

وقال ان الصين قد افادت الاقتصاد العالمي من خلال تطورها الاقتصادي , مضيفا " ان الصين تعد مركزا كبيرا للتصنيع وقد وفرت منتجات كثيرة بجودة معقولة لكثير من انحاء العالم . "

وقال ان المنتجات الصينية الرخيصة ساعدت ايضا في تخفيف حدة التضخم وتحسين مستوى المعيشة في اجزاء كثيرة بالعالم, مشيرا الى " ان الصين تساهم ايجابيا في الحفاظ على الرخاء حتى في الدول الغربية ."

وفيما يتعلق بتصاعد الحمائية في اوروبا والولايات المتحدة , قال فان كيمينادى انه من غير المنصف اتهام الصين بسلب وظائف الغرب , مضيفا " ان الشركات الكبرى هى التي أتت بالوظائف للصين . "

وبشأن تأثير تصاعد الصين على السلام العالمي , قال فان كيمينادى انه لا يرى ان الصين لديها طموح حقيقي لان تصبح قوة عسكرية عالمية عظمى، بل على العكس تلعب الصين " دورا بناء " في الحفاظ على السلام العالمي .

وقال ان استضافة الصين للمحادثات السداسية بشأن القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية مثلا , تمثل مساهمة كبيرة للامن الآسيوي الاقليمي وللسلام العالمي .

واشاد بمشاركة الصين النشطة في مهمات حفظ السلام للامم المتحدة بارسالها لقوات الى كثير من مناطق الازمات في العالم .

وقال انه في الازمات التى شهدتها منطقة البلقان والشرق الاوسط وجورجيا مؤخرا ، تدعو الصين الى ايجاد حلول من خلال اساليب سلمية لحلها .

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China