روابط

الدبلوماسية السورية تشهد آفاقا جديدة فى عام 2008

   2008-12-09 09:54:02    xinhuanet.com

شهدت الدبلوماسية السورية على مدار عام 2008 آفاقا جديدة تجلت فى تحسين علاقاتها مع أوروبا وإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وبدء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برغم استمرار تعثر العلاقات بين دمشق وإدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش، والانفتاح بصفة عامة على الدول العربية.

وفى هذا الإطار، قال مراقبون إن بداية الطريق الذي قطعته سوريا للخروج من العزلة الغربية ضدها ليس سهلا، مشيرين إلى أن انعقاد القمة العربية العشرين بدمشق في شهر مارس الماضي، والتي تستضيفها سوريا للمرة الأولى، تعرض لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية في محاولة لمقاطعة هذه القمة.

وأضافوا إنه بالفعل غيم علي القمة العربية الأخيرة غياب لبنان وتخفيص مستوى التمثيل لمصر والسعودية فيها بسبب اتهام بعض القوى لدمشق بعرقلة حلول الأزمة السياسية اللبنانية التى استمرت أكثر من عام.

ولفت المراقبون إلى أن سوريا أدركت أن العقدة الرئيسية أمامها للتقارب مع الغرب هي الملف اللبناني، فبذلت جهودا أكثر للمساهمة في التوصل إلى اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية لحل الأزمة السياسية وانتخاب الرئيس الجديد العماد ميشال سليمان في شهر مايو الماضى، تزامنا مع بدء المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركيا.

وحظى الموقف السورى تجاه الأزمة السياسية فى لبنان بترحيب الدول الأوروبية، وفى مقدمتهم فرنسا التى أعرب رئيسها نيكولا ساركوزى عن رضاه من الدور الايجابى الذى لعبته دمشق فى الملف اللبنانى، فدعا الرئيس السورى بشار الأسد لزيارة باريس فى شهر يوليو الماضى للمشاركة فى قمة من أجل المتوسط.

وتعد هذه الزيارة هى أول زيارة للأسد إلى أوروبا منذ توتر العلاقات السورية الفرنسية عام 2005، الأمر الذى رمز إلى عودة العلاقات السورية الأوروبية إلى الدفء.

على صعيد متصل، التقى الأسد بالرئيس اللبنانى ميشال سليمان خلال فعاليات القمة بوساطة ساركوزى مما فتح صفحة جديدة بين سوريا ولبنان وأرسى أيضا قاعدة لتحسين العلاقات السورية الأوروبية.

وبعد لقاء باريس زار الرئيس اللبنانى ميشال سليمان دمشق في شهر أغسطس الماضى، وهى الزيارة الأولى منذ عام 2005 بعد توتر العلاقات بين البلدين بسبب اغتيال رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الأسبق.

واتفق الرئيسان الأسد وسليمان على إقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء بين بلديهما وهى المرة الأولى في تاريخ البلدين.

وأعطى قرار تطبيع العلاقات السورية اللبنانية قوة دافعة في تدفئة العلاقات بين سوريا وأوروبا، وزار رئيس البرلمان الأوروبي هانس غيرت بوترينغ دمشق فى نفس الشهر سعيا لاستكمال توقيع على اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبى وسوريا فى أسرع وقت ممكن.

وكانت سوريا وقعت بالأحرف الأولى على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي في عام 2004، لكن هذا الاتفاق جمد بعد اغتيال رفيق الحريري بسبب مطالبة أوروبية لسوريا بالتعاون الكامل مع جهات التحقيق الدولية، إضافة إلى مطالبات تتعلق بحقوق الإنسان في سوريا، وأن سوريا هى الدولة الوحيدة من دول "إعلان برشلونة" التي لم توقع على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي حتى الان.

وبعد زيارة بوترينغ وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى دمشق تمهيدا لزيارة ساركوزى إلى سوريا وهو أول وزير فرنسي يزور دمشق منذ ثلاث سنوات، وتزامنا مع زيارة كوشنير عينت سوريا سفيرتها الجديدة لدى باريس منذ سنتين من خلو المنصب.

وفى شهر سبتمبر الماضى، قام الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى بزيارة رسمية إلى دمشق، وهو أول زعيم غربى يزور سوريا منذ عام 2005، وعقد خلال زيارته القمة الرباعية التى جمعت زعماء سوريا وفرنسا وقطر وتركيا لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذى رفع دور سوريا في المنطقة.

وبعد زيارة ساركوزى وصل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن فى الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى دمشق، واعتبرت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية أن زيارة سولانا هي إعلان رسمي وحقيقي عن الانفتاح الأوروبي على سوريا.

وفي شهر أكتوبر، استمر تطور ملحوظ في الساحة الدبلوماسية السورية، فقد زار وزير الخارجية السورى وليد المعلم لندن للقاء مع بعض القيادات البريطانية لكسر المزيد من العزلة ضد دمشق.

ولكن في ذلك الوقت، قامت أربع مروحيات من القوات الأمريكية المتواجدة في العراق بهجوم على مزرعة السكرية في منطقة البوكمال السورية القريبة من الحدود مع العراق مستهدفة مبنى قيد الإنشاء أسفر عن مقتل 8 مواطنين وجرح آخرين، مما أدى إلى احتجاجات شديدة من الحكومة السورية التى قررت إغلاق المدرسة والمركز الثقافي الأمريكيين فى دمشق.

من ناحية أخرى، بعث الرئيس السورى بشار الأسد برقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكى المنتخب باراك أوباما، مما يعد تعبيرا قويا عن النية فى تحسين العلاقات السورية الأمريكية، ولم تؤثر الغارة الأمريكية ألأخيرة على الراضى السورية على استمرار التقارب بين دمشق وأوروبا.

وفى شهر نوفمبر، قام وزير الخارجية البريطانى ديفيد ميليباند بزيارة إلى دمشق هى الأولى لمسئول بريطانى رفيع منذ عام 2001.

واتفق الرئيس الأسد وميليباند على ضرورة استمرار التشاور والتعاون بين البلدين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقد استفادت سوريا من جهودها لتحسين علاقاتها مع الغرب وتتطلع إلى المزيد من الثمرات خلال الأعوام القادمة، وفى هذا السياق أكد وزير الخارجية السورى وليد المعلم فى مؤتمر صحفى مشترك مع ميليباند مؤخرا أن عام 2009 سيكون فرصة حقيقية ومهمة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China