الولايات المتحدة الدولة العظمى تغوص في مستنقع المشاكل حاليا

باراك أوباما هو أول رئيس امريكي منتخب من أصل أفريقي وهى المرة الأولى التى يحدث فيها في تاريخ الولايات المتحدة حيث سيتولى في ال20 من يناير العام المقبل مهام منصبه. أمامه مشكلتان صعبتان خلفتهما حكومة بوش إحداهما الأزمة المالية التى لم تحدث منذ مائة سنة والأخرى هى التأثيرات السلبية التي ما زالت تتولي تبعاتها بعد شن الحرب على العراق ومكافحة الإرهاب في أفغانستان:

الولايات المتحدة هكذا في حاجة ملحة إلى الإصلاح والتعديل. فاقتصادها في تراجع متزايد ونسبة البطالة فيها ترتفع يوما بعد يوم.

آهات الاستياء المكتوم والمعلن يمكننا أن نستمع إليها في كل شوارع أمريكان. لقد عبر كثير من الأمريكيين عن استيائهم وعدم رضائهم للأحوال التى يعيشون فيها حاليا. وجاء في استطلاعات عامة أجرتها عدة أجهزة إعلام ومراكز بحوث أمريكية أن 80% من المواطنين هناك يرون أن بلادهم تواجه حاليا صعوبات ومشاكل كبيرة. وهذه الصعوبات والمشاكل جعلت الرئيس الأمريكي المنتخب أوباما في حالة عدم رضا اثناء الاحتفال بفوزه في الانتخابات العامة حيث قال مرارة ممزوجة بالسعادة:

رغم أننا نحتفل بانتصارنا في الانتخابات هذه الليلة إلا أننا ندرك تماما أن بلادنا تواجه خطرين من أكبر التحديات في تاريخنا وهما التداعيات التى تواجهنا الآن من جراء شن حربين في العراق وأفغانستان والتحدى الآخر هو الأزمة المالية.

لقد زاد ضرام نار أزمة الرهن العقاري هناك واستشرى في الاقتصاد الواقعي. فبدأ الاقتصاد الأمريكي ينكمش وبدأت نسبة البطالة فيها في الارتفاع بشكل كبير. أمام ذلك أضطر الرئيس الأمريكي بوش إلى الاعتراف بأن الولايات المتحدة تواجه ضغوطا اقتصادية شديدة وقال:

إن أسعار البورصات تنخفض بدرجة كبيرة والأجهزة المالية بدأت في الترنح بل بعضها قد أفلس أما أسواق الائتمان فقد بدأت تنكمش أو تتجمد. وهذا يدل على أن اقتصادنا الكلي في حالة خطيرة.

إلى جانب الانكماش الاقتصادي على الصعيد الداخلي فإن حكومة بوش كانت وما زالت في الأيام المتبقية تواجه أيضا المشاكل على الصعيد الدولي ومنها مستنقع الحرب في العراق ومكافحة الإرهاب في أفغانستان والملف النووي في كوريا الشمالية والملف النووي الإيراني وعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وتوتر العلاقات الأمريكية الروسية.

لهذا ولكل هذا بدأ العلماء الأمريكيون يراجعون من جديد المكانة الدولية للولايات المتحدة. فيرى الأستاذ آلان ميلزير الذى كان يعمل في لجنة مستشاري السياسة الاقتصادية بحكومة رونالد ريجان في السابق أن القرن الأمريكي الذى كان يفخر به الأمريكيون قد مضى ها هو يقول:

إن الأوساط السياسية في الولايات المتحدة مثل ماء راكد والعجز المالي في ازدياد بدون توقف والديون الخارجية ترتفع ونسبة الجرائم ترتفع أيضا. أمام هذه المشاكل إن الكونغرس لم يجد أى حل. إن نفوذ الولايات المتحدة وتأثيراتها قد انخفضت بشكل كبير.

بالنسبة للمشاكل التى تواجهها الولايات المتحدة عام 2008 يرى يوان بونغ مدير مركز البحوث الصيني للشؤون الأمريكية أنه إلى جانب الأخطاء في سياسة واستراتيجية حكومة بوش فإن عدم إجراء التعديلات بعد الحرب الباردة هو السبب الرئيسي في ذلك. قال يوان بونغ:

بعد الحرب الباردة لم تجر الولايات المتحدة تعديلات في استراتيجياتها رغم أنها تواجه مجموعة من المشاكل ورغم أن روسيا قد أجرت تعديلات.