v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
شهدت القضية النووية الايرانية المثيرة للجدل وذات الحساسية البالغة والتى دخلت الى دائرة الضوء قبل اكثر من 5 سنوات مضت، عاما خطيرا ومضطربا خلال 2008 وتوقفت عن نقطة اخرى من الجمود.
وكان بعض المحللين والمراقبين يعتقدون ان عام 2008 سيكون الفرصة الاخيرة لادارة جورج دبليو بوش ولاسرائيل لشن هجوم على اهداف ايرانية بسبب برنامج طهران النووي المشبوه وذلك قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية .
--استمرار التوتر العسكري
قالت ادارة بوش انها تركز على الدبلوماسية في محاولة حل القضية النووية الايرانية ، ولكنها ايضا اعلنت مرارا انها لن "تستبعد اي خيار ".
ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) الامريكية اليومية في يونيو ان الجيش الامريكى يعتقد ان المناورة العسكرية التى قامت بها اسرائيل فى مطلع ذلك الشهر هى "بروفة" لقصف محتمل على المواقع النووية الايرانية .
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين قولهم ان اكثر من مائة طائرة مقاتلة اسرائيلية من طرازى اف - 16 واف - 15 شاركت فى المناورات التى اجريت فوق البحر المتوسط واليونان خلال الاسبوع الاول من يونيو.
وقال قائد الحرس الثورى الاسلامى الميجور جنرال محمد على جعفرى بعد وقت قصير ان قواته ستواجه اى هجوم ضد البلاد.
وحذر وزير الدفاع الايرانى مصطفى محمد نجار فى وقت لاحق من رد "بدون حدود" على اى اعتداء عسكرى ، واعتبر ان الانباء حول المناروات الجوية الاسرائيلية شرقي البحر المتوسط واليونان هي "عمليات نفسية".
وردا على تهديدات الولايات المتحدة واسرائيل قام الحرس الثورى الاسلامي الايرانى فى يوليو باختبار ناجح لصواريخ جديدة طويلة ومتوسطة المدى من بينها صاروخ شهاب 3 الذى يستطيع ان يضرب اى هدف فى نطاق 2000 كم فى مناورات عسكرية باسم الرسول العظيم 3 .
وفى الوقت نفسه حذرت ايران من اغلاق مضيق هرمز، الممر المائى الضيق فى الخليج الذي يتم عبره نقل نحو 40 فى المائة من النفط في العالم، اذا واجهت اى نوع من التهديد العسكرى.
--الغرب : المفاوضات والعقوبات جنبا الى جنب
على الرغم من عدم توقف الدعاية حول احتمال حدوث مواجهات عسكرية بشأن المسألة الإيرانية النووية ، الا ان الولايات المتحدة وحلفاءها ما زالوا يحاولون وقف العملية النووية الايرانية من خلا ل المفاوضات والعقوبات.
وقدم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبى خافيير سولانا الى ايران فى منتصف يونيو حزمة جديدة من الحوافز المقدمة من القوى الست الكبرى، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة زائد المانيا، والتى تقترح ان تحصل ايران على تاجيل مؤقت للعقوبات الاقتصادية والمالية عليها مقابل تجميد انشطتها لتخصيب اليورانيوم.
لكن ايران لم ترد على هذه الحزمة الجديدة بما كان يتوقعه الغرب، بالقول ان رد ايران سيستند الى ردود منطقية وبناءة على الحزمة الايرانية التى تهدف الى المساعدة على حل المشاكل الاقليمية والدولية، بما فيها القضية النووية الايرانية.
فى 19 يوليو اجرى سولانا وكبير المفاوضين النوويين الايرانيين سعيد جليلي محادثات نووية فى جنيف،، بحضور مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ويليام بيرنز .
وبعد المهلة التى انتهت فى 2 اغسطس والتى رفضتها طهران، حذرت الولايات المتحدة وحلفاءها من مطالبة الامم المتحدة بفرض مزيد العقوبات عليها.
وبعد وقت قصير من اصدار التحذير، اعلنت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات على خمس هيئات ايرانية لعلاقاتها بالبرامج النووية والصاروخية الايرانية .
وفى 27 سبتمبر تبنى مجلس الامن الدولى بالاجماع القرار رقم1835 والذى اكد مجددا قراراته السابقة بشأن ايران منذ يوليو عام 2006 بدون اصدار اية عقوبات جديدة، داعيا ايران الى "الالتزام بشكل كامل وبدون اى تأخير بواجباتها" بموجب القرارات ، والى تنفيذ المطالبات من مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
--ايران: تكتيكات مزدوجة دائما
ظلت ايران تستخدم تكتيكاتها المزدوجة الاصطلاحية للتعامل مع ضغط الغرب بشأن قضيتها النووية المثيرة للجدل. فمن جهة ترفض ايران بثبات ايقاف تخصيب اليورانيوم ومن جهة اخرى تظل تتفاوض مع القوى الست الكبرى والوكالة الدولية للطاقة لاظهار رغبتها فى تسوية القضية النووية من خلال الطريق الدبلوماسى.
وخلال زيارة سولانا لايران فى منتصف يونيو لطرح الحزمة الجديدة من الحوافز، قال المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان بلاده سترفض اى اتفاق نووى مع القوى الكبرى في العالم يتطلب تعليقها لتخصيب اليورانيوم، واعتبر هذا رفضا ايرانيا لحزمة الحوافز وهو الامر الذي اصاب الغرب بخيبة امل.
في وقت لاحق من شهر يوليو , قال الزعيم الاعلى لايران آية الله علي خامنئي ان طهران لديها "خط احمر" واضحا في محادثاتها مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي المثير للجدل , بالاشارة الى رفض ايران المتكرر للاخذ في الاعتبار مطالب الامم المتحدة بتعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم.
وقال الرئيس الايراني محمود احمدى نجاد ايضا ان ايران لن تقدم اي تنازلات في حقوقها النووية، بل واعلن في وقت لاحق ان ايران تمتلك حاليا 6000 جهاز طرد مركزي.
وعقب تبني القرار رقم 1835 أعلن جليلي ان هذا القرار ليس بناء و"لن يساعد في الحفاظ على السلام والامن العالميين ." وحتى الآن , لم تعلق ايران نشاطاتها النووية .
وفي الوقت نفسه فانه الى جانب المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي فقد أعلنت ايران العديد من المرات انها ستستمر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير صادر في مايو الماضي ان ما يقال عن قيام إيران بابحاث حول الرؤوس النووية "مسألة خطيرة" . واجرى نائب رئيس الوكالة اولي هينونين جولتين من المحادثات مع مسؤولين ايرانيين في اغسطس الماضي بعد اتفاق ست دول كبرى على بحث فرض عقوبات جديدة على ايران .
وفي تقرير صدر في سبتمبر قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران ينقصها التعاون المخلص مع المجتمع الدولي في حل قضاياها النووية داعية البلاد الى التعاون بهذه الصدد .
واعلنت الحكومة الايرانية مرارا انها مستعدة لاجراء مفاوضات بناءة مع الوكالة الدولية للطاقة حول قضاياها النووية , لكن يتعين على الوكالة ان تتبنى موقفا "واقعيا" بدلا من فرض ضغوط مع الحكومات الغربية .
الا ان الوكالة اكدت ايضا انه مازال امام ايران طريق طويل قبل ان تكون قادرة فعليا على تطوير القنابل الذرية .
--في انتظار تغيير
ولا زال من الصعب كسر الجمود الحالي في ظل الخلاف الكبير بين ايران والغرب بشأن النقطة الاساسية للمحادثات النووية، وهي تعليق تخصيب اليورانيوم، ورأى محللون ان الطرفين بحاجة الى تغيير مواقفهما ازاء القضية .
ويعتبر المجتمع الدولي ان فوز باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الامريكية "فرصة" لاحداث تغيير في القضية النووية الايرانية طويلة الامد .
وخلال حملته في اغسطس دعا اوباما الى زيادة الضغوط الدبلوماسية على ايران قبل ان تشعر اسرائيل انها "محاصرة" , قائلا انه يلتزم ب"زيادة الضغط دبلوماسيا على ايران" في حال انتخابه رئيسا , قبل ان تشعر اسرائيل "بان ظهرها الى الحائط ."
وفي اول مناظرة له مع المرشح الرئاسي الجمهوري جون ماكين , قال اوباما انه يتعين على الولايات المتحدة ان تبدأ مفاوضات مباشرة صعبة مع الايرانيين اذ ان محاولات عزل طهران لا تؤدي الا للاسراع من تقدمها نحو السلاح النووي.
وهنأ احمدى نجاد اوباما بفوزه بالانتخابات , الامر الذي يعتبر على نطاق واسع اشارة لاستعداد ايران لقبول تغيير محتمل . وقال بعض كبار المسؤولين الايرانيين ايضا ان فوز اوباما يعد علامة لفشل السياسة الخارجية لجورج دبليو بوش .
ولكن المراقبين يقولون ان الادارة الامريكية الجديدة لن تغير السياسة الاساسية بشأن القضية النووية الايرانية , وانما ستدخل فقط بعض التغييرات على الاساليب ازاء ايران .
وقال اوباما في اول مؤتمر صحفي له منذ انتخابه في 4 نوفمبر الماضي ان تطوير ايران للاسلحة النووية غير مقبولة ويجب على ايران وقف دعم "المنظمات الارهابية" ، في تصريحات مشابهة لتصريحات ادارة بوش.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسان قاشقافي في وقت لاحق ان ايران لا تتوقع "تغيرات اساسية في السياسة الامريكية " , ولكن ايران مازالت تنتظر رؤية اسلوب اوباما ازاء ايران . وقال وزير الخارجية الايراني مانوشهر متقي مؤخرا انه من الضروري منح اوباما الوقت لاجراء محادثات مباشرة مع ايران .
ولا زالت آفاق القضية النووية الايرانية مسألة تحتاج الى حل بعد 21 يناير عام 2009 حين يدخل اوباما رسميا الى البيت الابيض .