روابط

الساسة الافارقة ينجحون فى اختبار السلام والتنمية فى 2008

   2008-12-12 10:18:45    xinhuanet.com

شهد الساسة الافارقة سنة مضطربة لكن تقدمية على قارتهم، وعلى مدار عام 2008 مروا بسلسلة من القضايا من نزاعات انتخابية الى مصالحة، ومن روح معنوية عالية في السلطة الى تنح شجاع عن السلطة ومن الفوضى الى السلام.

فى هذا العام، بذل الزعماء الافارقة جهودا جادة لدفع السلام والاستقرار والامن والتنمية فى القارة، والبحث عن سبل الاصلاح والابتكار بهدف دفع العملية الديمقراطية الى الامام فى افريقيا وتعزيز مستوى معيشة الشعوب الافريقية .

--النزاعات والمصالحة

فى عام 2008، شهدت الخارطة السياسية فى افريقيا اضطرابات ومصالحة وتعديلا للقوى السياسية وتقاعد زعماء سياسيون.

وشهدت كينيا اضطرابا سياسيا نتيجة اعمال العنف التي اعقبت الانتخابات ، وهي البلد التي تعد واحة سياسية في افريقيا لسنوات.

واعلن الرئيس الكينى الحالي مواى كيباكى فوزه فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى اواخر ديسمبر عام 2007، وهي النتيجة التي رفضت الحركة الديمقراطية اورانج قبولها ، معلنة ان الانتخابات تم تزويرها من قبل كيباكى.

اجتاح عنف واسع النطاق في اعقاب النزاع البلاد كلها، واسفر عن مقتل اكثر من الف شخص وشرد اكثر من 300 الف شخص من منازلهم.

وبوساطة من قبل مجلس الشخصيات الافريقية البارزة بزعامة امين عام الامم المتحدة السابق كوفى انان، وافق حزب الوحدة الوطنية بقيادة كيباكى والحركة الديمقراطية اورانج على تشاطر السلطة فى فبراير وشكلا مجلس وزراء فى ابريل، حيث تولى كيباكى الرئاسة بينما تولى زعيم المعارضة رايلا اودينجا منصب رئيس الوزراء. وقسمت الحقائب الوزارية الاخرى على الحزبين بشكل متساو.

فى حين شهد الكينيون امل السلام ، شهدت زيمبابوى الواقعة فى جنوب افريقيا فى مارس الانتخابات الرئاسية الرابعة منذ استقلالها . وهذه هى المرة الاولى ايضا التي يقوم فيها مواطنو زيمبابوي باجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية في اليوم نفسه.

فى الانتخابات البرلمانية، فازت الحركة المعارضة من اجل التغيير الديمقراطى بقيادة مورغان تسفانجيراى بمعظم المقاعد فى مجلس النواب، بينما فى الانتخابات الرئاسية، تعادل تسفانجيراى والرئيس الشاغل للمنصب روبرت موجابى فى الاصوات وكان من المفترض ان يتنافسا فى جولة ثانية للانتخابات .

لكن، قبل عدة الايام من اجراء الجولة الثانية، اعلن مرشح الحركة المعارضة للتغير الديمقراطى تسفانجيراى انسحابه من السباق، بسبب تصاعد العنف والتهديدات ضد حزبه. واصبحت الجولة الثانية سباقا لرجل واحد وفاز موجابى ب85.5 فى المائة من الاصوات .

اشتبك مؤيدو المعارضة الغاضبون مع نظرائهم لحزب زانو-بف الحاكم، احتجاجا على الانتخابات "غير العادلة". وبعد اشهر من المفاوضات ، وافق الحزبان على تشاطر السلطة فى مجلس الوزراء فى سبتمبر بوساطة من رئيس جنوب افريقيا حينئذ تابو مبيكى، فيما وضع حدا للازمات الاقتصادية والسياسية المستمرة لاشهر فى البلاد.

ومن المفارقات ان الحياة السياسية لمبيكى نفسه انتهت بعد 5 ايام فقط ، حيث اعلنت اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب الحاكم فى جنوب افريقيا--المؤتمر الوطنى الافريقى -- قرارها بتنحية مبيكى عن منصبه فى 20 سبتمبر، قائلة ان هذا من اجل "علاج وتوحيد الحزب".

ومما اثار الدهشة ان مبيكى قام على الفور بتقديم استقالته وغادر مكتبه بدون اى تأخير، من اجل تمهيد السبيل لخليفته نائب زعيم المؤتمر الوطنى الافريقى كجاليما موتلانتشى الذى ادى اليمين الدستورية كرئيس مؤقت فى 25 سبتمبر.

وحازت مغادرة مبيكى السريعة للسلطة على اشادة واسعة وتقديرات فى افريقيا والعالم. اشادت وسائل الاعلام بتصرفه قائلة انه يعكس نكران الذات وعزمه كرجل دولة حقيقى. وقال محللون ان تركه السريع للسلطة ساعد على تجنب ازمة سياسية محتملة اخرى فى افريقيا ومثل الروح الحقيقية للمصالحة.

-- الاستقرار والتنمية

ويعتقد محللون ان مفتاح الاستقرار السياسي والتنمية الوطنية ورفع مستوى المعيشة يعتمد على الارادة السياسية للتخلى عن الحزبية , سواء كان انتماؤها الى الحكومة الائتلافية الكينية او لحكومة الوحدة الزيمبابوية .

وقال الرئيس الكيني كيباكي مؤخرا " علينا ان نتعلم من اخطاء الماضي بدلا من ادارة ظهورنا للمستقبل . "

ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن الرئيس قوله "علينا الحفاظ على تركيزنا على المستقبل اذ ان جيل الشباب ينتظر منا حلولا للتحديات التي يواجهونها باستمرار ."

وقال كيباكي ان الكينيين لا يستطيعون تحقيق المصالحة والسلام الدائمين في البلاد الا من خلال التسامح اذ انه يجب ان يقام العدل من اجل منع الفرار من العقوبات في المستقبل .

واضاف الرئيس ان حكومته تتطلع الى التعامل مع قضايا لا تقود فقط الى العلاج والمصالحة على المدى القصيرة وانما ايضا تضع اساسا قويا للتناغم والوحدة والاستقرار الدائمة في كينيا .

ودعا اول رئيس زامبي كينيث كاوندا ايضا الى روح المصالحة .

وقبل الانتخابات الرئاسية الزامبية في نهاية اكتوبر الماضي , صرح مؤسس زامبيا البالغ من العمر 84 عاما لوكالة انباء ((شينخوا)) بانه على افريقيا الارتقاء بالادارة النزيهة التي تشمل اجراء الانتخابات بطريق نزيهة وسلمية. ويجب على المرشحين الرئاسيين ان يقبلوا نتائج الانتخابات طالما كانت الانتخابات نزيهة وشفافة .

وقال مراقب الاتحاد الافريقي انيل كيه جايان في مقابلة اجرتها وكالة انباء ((شينخوا)) معه ان دول افريقية مختلفة تتمتع بظروف مختلفة وخواص وطنية مختلفة وعمليات انتخابية مختلفة . ويمكن تحقيق الديمقراطية من خلال اجراء انتخابات عامة نزيهة وقبول الشعب للنتائج . واذا ظهرت نزاعات ناجمة عن نتائج الانتخابات , على المرشحين ان يتخذوا اجراءات قانونية لتسوية الجدل وتذليل الخلافات .

وبعد الاختبار القاسي من الاضطرابات السياسية وحتى الحروب في بعض الاحيان في العام الماضي , نضج القادة الافارقة بسرعة . ووسط الدعوات الملحة الى السلام والتنمية, من المتوقع ان يصبح القادة اكثر تسامحا سياسيا والسماح للاطراف المختلفة، وحتى الخصوم في بعض الاحيان ، والمواطنين الافارقة بالاعراب عن افكارهم واختياراتهم من اجل هدف نهائي متمثل في مساعدة قارتهم على النمو والتقدم.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China