روابط

أزمة الغذاء تشكل تحديا لأهداف الالفية الإنمائية للأمم المتحدة.

   2008-12-12 20:23:38    cri

يصادف عام 2008 عام التقييم المتوسط لتنفيذ للأمم المتحدة، وفى عام 2000، كانت تحدد الأمم المتحدة أهداف الالفية الإنمائية الثمانية، وان احدى أولوياتها هى تخفيض عدد الجياع والفقراء في عام 2015 إلى نصف عددهم فى عام 1990، وقد مضى أكثر من نصف مهلتها حتى الآن، ولكن الوضع الحالى المتمثل فى تزايد عدد الجياع في العالم بدلا من تقليلهم يشكل تحديا لتحقيق هذا الهدف. فكيف يمكن للمجتمع الدولي تحقيق الوعود السابقة لازالة الجوع فى الموعد المحدد؟ لنستمع الآن إلى تقرير بمناسبة نهاية السنة من مراسل مكتب اذاعتنا فى الأمم المتحدة شين تينغ ومراسل مكتب اذاعتنا فى ايطاليا وانغ باو تشيوان.

في النصف الاول من هذا العام، ارتفعت أسعار الحبوب الدولية باستمرار حتى أن أسعار الأرز بسيراليون ارتفعت ب300 %، في هايتي بأمريكا الوسطى وموزامبيق، الكاميرون، كوت ديفوار بافريقيا، والفلبين، اندونيسيا، بنجلاديش بآسيا، خرجوا الجياع الى الشوارع لاقامة مظاهرات احتجاج مما ادى الى وقوع الاشتباكات الدموية، إلى حد أن يثير الصراع الدموي والأزمة السياسية فى بعض البلدان.

وفقا لإحصاء من الأمم المتحدة، فان عدد الجياع فى العالم بلغ 923مليون نسمة بمناسبة تنفيذ أهداف الالفية الإنمائية بمرور أكثر من نصف المهلة حيث اعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد قائلا:

"زادت أسعار الحبوب ب50% فى سنة مضت فقد يزيد عدد من يعانون من الجوع والفقر فى العالم ب100مليون نسمة ومن الواضح أن يكون له تأثير خطير على تنفيذ خطة الالفية الإنمائية للأمم المتحدة."

بالإضافة إلى الوضع المتفاقم الحالى، ومن المتوقع أن إنتاج الحبوب العالمي بحلول عام 2050 لا بد أن يتضاعف ليكون قادرا على إطعام أكثر من 9 مليارات نسمة من السكان. عقد المؤتمر الطارئ الرفيع المستوى في بيرن العاصمة السويسرية فى أبريل هذا العام لمواجهة هذه التحديات بمشاركة المسؤولين من27 وكالة تابعة للأمم المتحدة حيث أعلن بان كي مون حزمة اجراءات الأمم المتحدة لمواجهة أزمة الحبوب الحالية قائلا:

"لقد اتخذنا قرارا جديا بما فيه التدابير القصيرة- المتوسطة - الطويلة الأجل وان الأولوية هى حل مشكلة الجياع، فدعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي، ولا سيما البلدان المتقدمة إلى توفير 755مليون دولار امريكى من المساعدات الطارئة للامم المتحدة."

وعقد المؤتمر الرفيع المستوى بشأن الأمن الغذائي العالمي فى اوائل يونيو الماضى بروما مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ، وتعهد المؤتمر بالتبرع بما يقرب من 20مليار دولار امريكى لمساعدة الدول الفقيرة، ولكن الأزمة المالية في منتصف السنة جعلت مشكلة الأمن الغذائي تتفاقم، وأشار عبد الرضا عباسيان رئيس ادارة التعاون بين الحكومات التابعة لFAO قائلا:

"ان الأزمة المالية (الدولية) قد يكون لها تأثير على الأمن الغذائي الدولى في كل من الانتاج والاستهلاك، وقد ظهرت حاليا أزمة الائتمان في البلدان (والمناطق) الرئيسية المنتجة للحبوب مثل الولايات المتحدة وأوروبا، واشتدت صعوبات أكثر لحصول منتجي الحبوب على الاعتمادات المالية والقروض، وسوف تؤثر الأزمة الاقتصادية فى الطلب وتخفض استهلاك الشعب للحوم والحليب، وتزيد استهلاك الحبوب."

كما يعتقد أن الوعود التي أعلنت في المؤتمر اوائل يونيو بالتبرع ب20مليار دولار امريكى لا يمكن تنفيذها بشكل كاملة ومن المحتمل وقوع ازمة حبوب اشد فى العالم.

ان الصين بصفتها دولة نامية كبرى، قد اتخذت تدابير فعالة لمساعدة الدول الفقيرة على رفع مستوى الإنتاج الزراعي على قدر استطاعتها، وأعلن رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو سلسلة مبادرات من الحكومة الصينية خلال حضوره المؤتمر الرفيع المستوى للأهداف الالفية الإنمائية للأمم المتحدة، حيث قال:

"ان عدد المراكز النموذجية للتكنولوجيا الزراعية في البلدان النامية تحت مساعدة الصين سيتضاعف خلال مدى السنوات الخمس المقبلة وعدد الخبراء الزراعيين والفنيين الذين ترسلهم الصين الى الخارج سوف يتضاعف أيضا اضافة الى تقديم فرص التدريبات الزراعية فى الصين ل3آلاف شخص من البلدان النامية والتبرع إلى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ب30مليون دولار امريكى لانشاء الصندوق الائتمانى من أجل رفع قدرة البلدان النامية على الإنتاج الزراعي وزيادة الصادرات والمساعدات للدول التى تنقصها الحبوب."

وعبر عباسيان مسؤول منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عن تقديره لمساعدات الصين، متعقدا ان نجاح الصين فى حل مشكلة الاكل للسكان البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة هو أكبر مساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للعالم:

"ان الصين دولة كبيرة ووضعها معقد، ولكن سياستها مستقرة وقدرة الحكم لحكومتها قوية، وتشمل السياسات الزراعية فى الصين عددا من التدابير الوقائية حتى ان التأثيرات الناجمة عن ارتفاع أسعار الحبوب فى العام الماضي ليست كبيرة، يمكن لها تحقيق الاكتفاء الذاتي للحبوب كما تستطيع تصدير كمية صغيرة للحبوب فلم تزد الصين حتى الآن العبء العالمي لسوق الغذاء العالمية."

ان تعزيز التنمية الزراعية العالمية يعتبر المخرج الأساسي لضمان الأمن الغذائي العالمي، هذا وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن ضمان الأمن الغذائي العالمي "معركة لن تسمح أبدا للفشل"، آملا في أن المجتمع الدولي يفوز بالنصر النهائي في هذه المعركة التى لا يوجد فيها دخان.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China