روابط

السياسيون الافارقة يصمدون امام اختبارات السلام والتنمية فى عام 2008

   2008-12-15 09:55:10    xinhuanet.com

شهد السياسون الافارقة عاما مضطربا ولكنه تقدمى هذا العام على قارتهم. ففى العام الماضى مروا بسلسلة من الاحداث ، بدءا من نزاعات حول الانتخابات حتى التصالح، ومن معنويات مرتفعة فى السلطة الى التنحى الشجاع ومن الفوضى الى السلام.

ففى هذا العام، قاتل القادة الافارقة بشدة لتعزيز السلام والاستقرار والامن والتنمية على القارة واستكشاف سبل الاصلاح والتحديث من اجل هدف دفع العملية الديمقراطية فى افريقيا وتحسين معيشة الشعوب الافريقية.

الصراعات والتصالح


وتأتى الاضطرابات السياسية من العنف بعد الانتخابات فى وقت مبكر هذا العام فى كينيا

فى عام 2008، اتسم المشهد السياسى الافريقى باضطرابات وتصالح وتعديل فى القوى السياسية واستقالة قادة سياسيين.

وتأتى الاضطرابات السياسية من العنف بعد الانتخابات فى وقت مبكر هذا العام فى كينيا، التى كان ينظر اليها على انها واحه سياسية فى افريقيا لاعوام. فقد اعلن فوز الرئيس الكينى الحالى مواى كيباكى فى انتخابات الرئاسة فى البلاد فى اواخر ديسمبر 2007، وهى نتيجة لم تقبلها حركة الديمقراطية البرتقالية المعارضة، واعلنت ان كيباكى تلاعب فى الانتخابات.

هزت اعمال العنف واسعة النطاق بعد الانتخابات البلاد واودت بحياة اكثر من 1000 شخص واجبرت اكثر من 300 الف شخص على الفرار من منازلهم.

وفى ظل وساطة لجنة من الشخصيات الافريقية البارزة بقيادة امين عام الامم المتحدة كوفى انان ، وافق حزب الوحدة الوطنية برئاسة كيباكى وحزب الديمقراطية البرتقالية على اقتسام السلطة فى فبراير، وشكلا حكومة فى ابريل، رئيسها كيباكى ورئيس وزرائها رايلا اودينجا . وتم تقسيم المناصب الوزارية الاخرى بين الحزبين بالتساوى.

وبينما رأى الكينيون الامل فى احلال السلام ، اجرت زيمبابوى الواقعة فى الجنوب الافريقى اربعة انتخابات رئاسة منذ استقلالها. وهى المرة الاولى ايضا الى تجرى فيها زيمبابوى انتخابات الرئاسة والبرلمان والمجالس المحلية فى نفس اليوم.

فى الانتخابات البرلمانية، فازت الحركة من اجل التغيير الديمقراطى المعارضة برئاسة مورجان تسفانجيراى باغلبية مقاعد مجلس النواب، بينما فى انتخابات الرئاسة تساوى تسفانجيراى والرئيس الحالى روبرت موجابى فى الاصوات، وكان من المفترض ان يخوضا جولة ثانية من الانتخابات.

غير انه قبل ايام من جولة الاعادة ، اعلن مرشح الحركة من اجل التغيير الديمقراطى انسحابه من جولة الاعادة ، متعللا بتصاعد العنف والتهديدات ضد حزبه. واصبح موجابى المرشح الوحيد فى جولة الاعادة وحصل على 85.5 فى المائة من الاصوات.

دخل انصار المعارضة الغاضبون فى مصادمات مع انصار حزب زانو- الجبهة الوطنية الحاكم، واحتجوا على الانتخابات " غير العادلة". وبعد شهور من المفاوضات، وافق الحزبان على اقتسام السلطة فى الحكومة فى سبتمبر تحت وساطة رئيس جنوب افريقيا انذاك تابو مبيكى، وانهوا ازمة سياسية واقتصادية استمرت لشهور فى البلاد.

وللسخرية، فانه بعد خمسة ايام، انتهت الحياة السياسية لمبيكى نفسه،حيث اعلنت اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى جنوب افريقيا، قرارها باقالة مبيكى من منصبه فى 20 سبتمبر "كمحاولة لتوحيد الحزب ومداواته".

غير ان مبيكى فاجأ المواطنين ، وقدم استقالته على الفور وترك منصبه بدون تأخير، ممهدا الطريق امام خليفته، نائب رئيس الحزب كجاليما موتلانثى ، ليؤدى اليمين كرئيس مؤقت فى 25 ديسمبر.

قوبلت مغادرة مبيكى السريعة للسلطة باشادة وتقديرعلى نطاق واسع فى افريقيا والعالم. واشاد الاعلام بسلوكه الذى يعكس الإيثار والعزم باعتباره رجل دولة حقيقيا. فقد ساعد تخليه السريع عن السلطة فى تجنب ازمة سياسية اخرى محتملة فى افريقيا ومثلت الروح الحقيقية للتصالح، حسبما ذكر المحللون.

الاستقرار والتنمية


مفتاح الاستقرار السياسى والتنمية الوطنية ومستويات المعيشة الاعلى يكمن فى استعداد السياسيين للتخلى عن النزعة الحزبية

يعتقد المحللون ان مفتاح الاستقرار السياسى والتنمية الوطنية ومستويات المعيشة الاعلى يكمن فى استعداد السياسيين للتخلى عن النزعة الحزبية ، سواء كان الامر يتعلق بالحكومة الائتلافية الكينية او حكومة الوحدة الوطنية القادمة فى زيبمباوى.

وكان الرئيس الكينى كيباكى قد قال مؤخرا " ينبغى ان نتعلم من اخطاء الماضى، ولكن ليس لدرجة ان نعطى ظهورنا للمستقبل".

ونقل عن الرئيس قوله للاعلام المحلى " ينبغى ان نركز على المستقبل لان الجيل الاصغر يعتمد علينا فى حل التحديات التى مازالوا يواجهونها".

واضاف انه بينما هناك حاجة لتحقيق العدالة من اجل منع الافلات من العقاب فى المستقبل، الا انه فقط من خلال التسامح يمكن للكينيين تحقيق تصالح دائم وسلام فى البلاد.

واضاف الرئيس ان حكومته حريصة على معالجة القضايا التى لن تؤدى فقط الى تضميد الجراح والتصالح على المدى القصير ولكنها تضع ايضا اساسا صلبا لتناغم ووحدة واستقرار دائمين فى كينيا.

وقد جذبت ايضا روح التصالح كينيث كواندا اول رئيس زامبى.

فقبل انتخابات الرئاسة المبكرة فى زامبيا فى نهاية اكتوبر ، قال الاب المؤسس لزامبيا البالغ من العمر 84 عاما لشينخوا ان افريقيا ينبغى عليها ان تعزز اولا حوكمة نزيهة بما فى ذلك اقامة انتخابات نزيهة وسلمية. وينبغى على مرشحى الرئاسة قبول نتائج الانتخابات طالما ان الانتخابات نزيهة وشفافة.

وقد ذكر مراقب الاتحاد الافريقى انيل جايان فى حديث خاص لشينخوا ان الدول الافريقية المختلفة لديها اوضاع وخصائص وطنية مختلفة مع عمليات انتخابية مختلفة. ويمكن تحقيق الديمقراطية باقامة انتخابات عامة نزيهة يقبل المواطنون نتيجتها بشكل سلمى. وفى حالة ظهور نزاعات بسبب نتيجة الانتخابات ، يتعين على المرشحين اتخاذ اجراءات قانونية لتسوية النزاعات وتضييق الخلافات.

وبعد الاختبار الصعب للاضطرابات السياسية واحيانا الحروب فى العام الماضى، نضج القادة الافارقة سريعا. ووسط نداءات قوية من اجل السلام والتنمية، من المتوقع ان يكون القادة اكثر تسامحا سياسيا بان يسمحوا للاحزاب المختلفة واحيانا المعارضين والافارقة بالتعبير عن افكارهم واختياراتهم من اجل هدف نهائى هو مساعدة قارتهم فى النمو والتقدم.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China