روابط

اليمن تشهد هجمات ارهابية مؤسفة على مدار عام 2008 ومواجهات ضارية بين الحكومة والارهابيين

   2008-12-15 10:00:20    xinhuanet.com

بقلم : لى تنغ

شهدت اليمن هجمات ارهابية مؤسفة على مدار العام 2008، أدت إلى جذب أنظار العالم إلى ما يحدث من تفجيرات دموية ومواجهات ضارية بين الحكومة اليمنية والارهابيين وخاصة أعضاء تنظيم القاعدة.

وفى هذا الإطار، وقع هجوم على فوج سياحى بلجيكى فى شهر يونيو الماضى وهو فى طريقه بوادى الدوعن، مسقط رأس والد مؤسس تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، فى محافظة حضرموت شرقى اليمن.

وحسب طه الهاجرى محافظ حضرموت فى حينه فان الفوج المكون من 15 سائحا بلجيكا وعدد من المرافقين اليمنيين تعرضوا لهجمة مفاجئة وشرسة من قبل عدة المسلحين المجهولين الذين وصفهم بالارهابيين، الامر الذى اودى بحياة سائحتين بلجيكيتين ومرافقين اثنين.

وفى هذا السياق، أعلن جهاز تنظيم القاعدة فى اليمن لاحقا فى بيان بثه على شبكة الانترنت المسئولية عن هذا الهجوم، قائلا إن هدفهم هو الانتقام مما يعانى زملاؤهم فى السجن من معاملات لاانسانية وخاصة التعذيب، ولم تؤكد مصادر رسمية صحة البيان، ولكنها لم تستبعد وقوف القاعدة وراء الهجوم.

وبعد هجوم حضرموت بشهرين كاملين فقط، شهدت أمانة العاصمة (صنعاء) اعتداء دمويا ضد مدرسة ثانوية للبنات تطلق عليها (7 يوليو)، حيث القى مجموعة من المسلحين المجهولين متفجرات عن بعد إلى داخل حرم المدرسة، مما أدى الى اصابة 18 من الطالبات والحراس بجراح متباينة، منهم ثلاث فى حالة خطيرة، وذلك وفقا لتصريح صادر عن وزارة الداخلية اليمنية.

وعلى الرغم من أن وسائل الاعلام الرسمية، عزت سبب الاعتداء إلى خلاف شخصى بين رئيسة المدرسة واحد المهاجمين، بيد ان المراقبين اعتقدوا انه كان فى نيه المهاجمين القيام بمهاجمة السفارة الامريكية المجاورة، ولكنهم اخطأوا فى الهدف.

وعزز المراقبون تحليلاتهم بدليل أن المهاجمين اطلقوا صواريخ من طراز (آر بى جى) عن بعد، ثم هربوا بسرعة، ولم تتمكن أجهزة الامن اليمنية من القاء القبض على أى منهم حتى الان، ولم يتركوا اية دليل قد يؤدى إلى تعقبهم، وأن دل ذلك على شيء فأنه يدل على أن هذا الاعتداء تم تدبيره بشكل جيد من قبل عصابة منتظمة تحمل طوابع تنظيم القاعدة.

وفى هجمة تالية تتعلق بتنظيم القاعدة، تعرض مجمع عسكرى فى محافظة حضرموت فى 25 يوليو الماضى لتفجير بسيارة مفخخة، حيث قتل وجرح 20 شخصا على الاقل، واعتبر محافظ حضرموت أحمد سالم الخنبشى أن تنظيم القاعدة وراء الهجوم.

وبعد من ذلك فترة تتسم بالهدوء، ثم فاجأ تنظيم القاعدة العالم بالهجوم الضروس على سفارة الولايات المتحدة بصنعاء فى 17 سبتمبر الماضى، وأسفر هذا الهجوم، الذى يعتبر أشرس الهجمات ضد السفارة الامريكية، عن مقتل ما مجموعة 18 شخصا، بينهم عدد من المدنيين الذين كانوا يمرون بجوار السفارة.

وبعدها لم تتردد منظمة تسمى (جهاد الاسلام) وتزعم انتمائهم الى تنظيم القاعدة فى الاعلان عن مسئوليتها عن الهجوم.

على صعيد متصل، شهدت اليمن عددا لايحصى من الاعتداءات باشكالها من قبل الارهابيين الذين زعموا الانتماء إلى القاعدة أو المتطرفين الدينيين، ولكن من حيث الخسارة والتأثيرات، لا يمكنها التباهى بالهجمات الاربعة المذكورة سابقا.

ومنذ مطلع العام الحالى، شددت الحكومة اليمنية اجراءات امنية مشددة ونفذت عددا من العمليات الفاعلة فى التمشيط والمطاردة والاعتقال ضد الارهابيين، مثمرة بقتل والقاء القبض على ما لا يقل عن العشرات من اعضاء تنظيم القاعدة فى اليمن، مما نال تقديرا من قبل وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس، وفاز بثقة واشنطن لاعادة ادراج اليمن ضمن الدول التى تتأهل لقبول منحة صندوق الالفية الامريكى.

واثار كل ذلك انزعاجا ومقتا لدى اجهزة تنظيم القاعدة فى اليمن وبعض المتطرفين، فهددوا فى بيانات على شبكة الانترنت بالانتقام عن طريق مهاجمة الحكومة اليمنية والمصالح الاجنبية لاسيما الغربية، معتبرين أن التعاون القائم بين صنعاء وواشنطن هو بمثابة تصالح مع الشيطان الأكبر فى العالم.

وعلى الرغم من جهود الحكومة اليمنية فى مكافحة الارهاب، فأن اليمن شهدت عدة هجمات ارهابية دامية خلال عام 2008، ولكن ليس صحيحا ان يقال ان الحكومة اليمنية تهمل وتتغاضى عن مكافحة الارهاب، وبالعكس، لم ولا تدخر اليمن قيادة وحكومة وشعبا شيئا من الجهود والمساعى لاستئصال الارهاب الذى يعد ورمة خبيثة للمجتمع الانسانى.

وكلما وقع اى اعمال ارهابية ضد المدنيين، بادرت القيادات اليمنية، وفى مقدمتها رئيس الجمهورية على عبدالله صالح، فى ادانتها، والتعهد بمطاردة المجرمين لاحالتهم للعدالة وتلقى الجزاء.

وعلى سبيل المثال، بعد الهجوم على السفارة الامريكية ندد به الرئيس صالح بأشد لهجة، مشيرا إلى أن أعمال المهاجمين الارهابية تعود الى الجهل والتخلف وهى نتاج الثقافة الخاطئة والتعليم السيء، ولاتضر تصرفاتهم بسلامة الشعب وأمن الوطن، وانما تهدد التنمية القومية واستقرار الحكم.

ومن أجل معاقبة الارهابيين وتفادى اى هجمات ارهابية محتملة، نفذت الحكومة اليمنية سلسلة من الاجراءات الامنية الفاعلة، ومنها عمليات المطاردة والاعتقال واسعة النطاق، وحسب الاحصاءات غير الرسمية، اعتقلت اجهزة الامن اليمنية نحو 100 مشتبه بهم للتورط فى الهجمات الارهابية التى شهدت اليمن خلال عام 2008.

وفى الوقت نفسه، عززت أجهزة الامن من حماية السفارات الاجنبية ومكاتب المنظمات الدولية والمرافق الوطنية الحيوية، وعقد مسئولو وزارتى الداخلية والخارجية اجتماعات عدة مع سفراء الدول العربية والاجنبية فى منتصف أغسطس الماضى لاطلاعهم على الاجراءات الامنية التى اتخذتها أجهزة الامن والاستماع لنصائح ومقترحات السفراء بشأنها.

وبفضل هذه الجهود، حققت الحكومة اليمنية انجازات بارزة فى مكافحة الارهاب، ففى 11 أغسطس الماضى، تمكنت أجهزة الامن اليمنية خلال عملية مطاردة ومداهمة من قتل واعتقال 7 أعضاء فى تنظيم القاعدة، ومصادرة كمية كبيرة من الذخائر والمتفجرات والوثائق المهمة التى كشفت عن خطط تنظيم القاعدة لشن جولة جديدة من الهجمات ضد اليمن والسعودية.

وأحبطت اجهزة الامن اليمنية عدة هجمات على المؤسسات الحكومية والعامة وبما فيها المبانى الحكومية وانابيب النفط خلال عام 2008.

وبانتهاء عام 2008، الذى دويت فيه أصوات انفجارات وشوهدت مناظر اراقة دماء بشكل متقطع، ينتظر معظم اليمنيين المسالمين صامتين حلول سنة جديدة تتمتع بالأمن والنماء.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China