روابط

بعد ان بدأت في أمريكا ، الازمة المالية العالمية لم تسبب ضررا اقل لافريقيا

   2008-12-16 10:01:31    xinhuanet.com

كيف يشعر الافارقة بالازمة المالية العالمية التي تجتاح العالم؟ في ظل الصلات الضعيفة مع الاقتصادات الغربية والتعرض البسيط للازمات المالية فان بعض الناس يقولون ان افريقيا لن تعاني الا من آثار محدودة فقط.

وقد يكون لدى المتفائلين الاسباب التي تدعوهم لذلك ولكن المستهلكين والمستثمرين العاديين هنا شعروا بالفعل بتلك الازمة وقام بنك التنمية الافريقي بتعديل معدل نمو الاقتصاد الافريقي من 6.5% إلى ما اقل من 5% للعام 2008.

تقلص تدفق رأس المال

تعتمد العديد من الدول الافريقية بشدة على المساعدة والاستثمار الاجنبي وفي ظل الاضطرابات الداخلية فان الدول الغنية اصبحت اكثر عزوفا عن تقديم المنح أو الاقراض.

وعلى الرغم من ان كينيا التي تقع في شرق افريقيا وقعت اتفاقية ميزانية مع اكبر ممول خارجي لها وهو الاتحاد الاوروبي تبلغ قيمتها 400 مليون يورو في ديسمبر الماضي الا ان رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لدى كينيا اريك فان دير ليندن قال مؤخرا ان هناك مجموعة من الشروط لابد من تلبيتها قبل الحصول على هذا المبلغ.

وأي تأخير أو خفض للمساعدة المالية سيتسبب في تباطؤ البنية التحتية للبلد الافريقي وهو ما قد يؤدي في المقابل لتباطؤ التنمية الاقتصادية.

من جانب آخر فان تشديد الحرص على اموالهم دفع العديد من الغربيين لالغاء رحلات السفاري التي خططوا لها لافريقيا وهذا سيؤدي لتضرر صناعة السياحة التي تعد مصدر العملة الاجنبية الرئيسي في العديد من البلدان الافريقية.

وفي جزر كاب فيردى التي تقع قبالة الساحل الغربي لافريقيا نما الاقتصاد بنسبة 10.8% خلال عام 2006 بفضل صناعة السياحة المزدهرة وعلى الرغم من ان سكان الجزر انفسهم علاقتهم طفيفة بالاضطرابات المالية في العالم الخارجي فان غياب حشود السائحين المعتادين من المتوقع ان يخفض النمو الاقتصادي ليصل إلى نحو 7% خلال العام الحالي.

ونظرا لانه اصبح من الاصعب الحصول على وظيفة في الدول المتقدمة فان الافارقة العاملين بالخارج يرسلون حوالات اقل للوطن وهو ما يجعل اسرهم تواجه الفقر مجددا.

وبالنسبة لبعض الافارقة فان الازمة المالية لا تتعلق فقط بالمال وانما بأملهم في الحصول على مستقبل افضل من خلال التعليم.

وحذرت منظمة التعليم والعلوم والثقافة (اليونيسكو) التابعة للامم المتحدة مؤخرا من ان ملايين الاطفال حول العالم قد يتسربون من المدارس لان الجهات المانحة تأخرت عن الوفاء بالتزاماتها ومن بين هؤلاء الملايين جزء كبير يعيش في افريقيا.

تزايد المشكلات الداخلية

يعد الفقر احدى الآفات المزمنة في العديد من البلدان الافريقية وادى الاضطراب المالي العالمي الذي تسبب في انخفاض قيمة بعض العملات المحلية مقابل الدولار الامريكي إلى زيادة صعوبة الحياة للفقراء في افريقيا.

ويبدو انخفاض قيمة العملة المحلية واضحا في دول مثل كينيا وكوت ديفوار ونيجيريا وموريشيوس ففي كينيا وعلى الرغم من ان قيمة الدولار كانت 62 شلنا في بداية العام الحالي فانها بلغت الآن نحو 80 شلنا.

وجعل انخفاض قيمة الشلن المصحوب بزيادة أسعار الغذاء الحياة غير محتملة للفقراء وفي معظم متاجر البقالة بنيروبي يبلغ سعر عبوة دقيق الذرة زنة 2 كجم 120 شلنا وهو نفس المبلغ الذي يكسبه نحو 40% من تعداد سكان البلاد يوميا.

وحتى في ظل تلك الاوضاع فان الناس في اوغندا المجاورة اختاروا شراء دقيق الذرة من كينيا نظرا لان الاسعار اعلى في بلدهم.

كما تضررت أيضا اسواق الاسهم والعقارات حيث قام المزيد من المستثمرين الاجانب بسحب اموالهم وانخفضت المؤشرات الرئيسية في بورصة نيروبي بنسبة تجاوزت 30% خلال الفترة من يونيو إلى نهاية اكتوبر من العام الحالي.

واذا كان الفقراء يجدون ان الحياة بتلك الصعوبة فماذا عن الدول الغنية في القارة؟

شهدت جنوب افريقيا التي تعد اكبر اقتصاد في المنطقة انخفاضا في النمو الذي بلغ 0.2% خلال الربع الثالث من العام مقارنة بنمو 5.1% في الربع السابق.

وبعد ان استشعرت تأثير الازمة المالية العالمية قامت جنوب افريقيا بتعديل توقعات النمو خلال العام الحالي من 4% إلى 3.7% في اعقاب 4 اعوام من التوسع الاقتصادي بلغ 5% سنويا.

مخاوف تجاوزت الحدود المالية

في عصر العولمة الاقتصادية فانه حتى المحيطات الشاسعة لا يمكنها حماية القارة الافريقية من موجات المد التي احدثها الزلزال المالي في الولايات المتحدة وعانى الافارقة بدرجة لا تقل عن الذين يعيشون في الدول المتقدمة والفارق الوحيد هو ان مخاوفهم تجاوزت الحدود المالية.

وكما قال مدير بنك التنمية الافريقي دونالد كابيروكا فان الازمة المالية العالمية لم تكن لتضرب افريقيا "في وقت أسوأ من ذلك حيث تكافح القارة ضد نقص الغذاء والازمات الانسانية".

وقال خلال منتدى التنمية الافريقي السنوي السادس الذي عقد في اديس ابابا في مطلع الشهر الماضي"على مدار الاربعة والعشرين شهرا الماضية عانت افريقيا من ازمة تلو الاخرى وخلال الاثنا عشرا شهرا الماضية تضرر العالم من الازمة المالية"

وفي الوقت الذي تسعى فيه الدول المتقدمة لاصلاح اقتصادها فان افريقيا لديها المزيد من المشكلات التي تحتاج لاهتمام مثل النزاعات المسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية والقراصنة في الصومال بالاضافة لعشرات الملايين من الاشخاص الذين يواجهون المجاعة وخطر الاوبئة المميتة.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China