v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
لم يكن أهلي أقل مني سعادة بهذه الرحلة ولا الأصدقاء في مصر والعالم العربي .. فجميعهم شاركني سعادتي وأذكر أن الأصدقاء جميعا في مصر واليمن خاصة، والعالم العربي عامة حملوني سلامات وقبلات سأحتاج حيالها لشهور حتي أوصلها لمستحقيها بالقسم العربي لإذاعة الصين الدولية، ولكن المفاجأة الصدمة كانت في مطار القاهرة حيث فاجأني رجال الاستعلامات بالمطار أن رحلة الصين ليوم 27 نوفمبر لعام 2008 ألغيت حيث كان يتوجب أن نقوم بعمل (( ترانزيت )) بمطار بانكوك بتايلاند .. ولكن بسبب الاقتتال الذي وقع هناك والذي تم حياله إغلاق المطارات منعت رحلتي من أن تقوم في موعدها .
لا أكذبكم القول راودني الإحباط لساعات من الانتظار بالمطار حتي جاء من يخبرني أني والمجموعة المسافرة علي نفس الرحلة سنذهب إلي فندق حجزته لنا شركة مصر للطيران وسنمكث به يوما كاملا، وأخذ مني الموظف المختص تذكرني بموجب أنها ستستبدل بتذكرة جديدة في اليوم التالي .. كنت قلقا جدا وأشد مني قلقا كانت ريحانة التي اتصلت بي كثيرا جدا، وكذلك هارون ليطمئنا علي الجديد، وفي يوم 28 من نوفمبر والذي كان من المفترض أن أكون فيه بالصين، عدنا ليلا في تمام الساعة السابعة إلي مطار القاهرة، وأخبرنا أننا سنركب الطائرة المتجهة إلي دبي ..!!
كل هذه الإرباكات لم يكن أحد علي علم بها إلا بعض الأصدقاء مع زوجتي .. هم هارون وريحانة وحنان عثمان وسمر السيد وناصف سعد .
.. حيث كان ناصف سعد في وداعي ورفض أن يغادر قبل أن يطمئن علي أن الرحلة ستقلع وبات معي في الفندق في هذه الليلة، ثم حنان عثمان التي أخذت تتصل لي بشركة الطيران كثيرا للوقوف عند آخر المستجدات ..
أحبائي .. كيف هو شعوركم الآن ؟ حاولوا أن تضعوا أنفسكم مكاني ثم أخبروني ما هو تعليقكم ؟ وماذا يمكن أن ينتابكم إذا وقع لأحدكم هذا الأمر في رحلة هي رحلة العمر ؟!
نعم .. أعرف أنكم تقولون مثلي (( ما أسوأ طالعك ..؟! )) خاصة وأن رحلة الصين تحتاج يوما من السفر وهذا يعني أني سأتأخر عن موعد وصولي إلي الصين يوما .. تري ماذا يمكن أن يحدث وجميعكم يعرف أن هناك برنامجا محددا لا يمكن أن تحيد عنه إدارة القسم العربي؟
أحبائي .. إن لكم عندي مغامرة صدمة جديدة حدثت لي بدبي أيضا .. فلا تظنوا أني بمجرد أن ركبت الطائرة من مصر إلي دبي انتهي الأمر، كلا أصدقائي لم ينته حتي أني ظننت في وقت من الأوقات أنه لن ينته، ومرت علي لحظات شعرت فيها أني أتعس من في هذا الكون ..!!
في مطار دبي كان من المفترض أن أركب الرحلة المتجهة إلي بجين في يوم 29 نوفمبر الساعة الحادية عشر والنصف صباحا، ولكن فشلت في الحصول علي استمارة خروج من المطار وذلك لأني كنت مسجلا مع المجموعة المسافرة معي إلي الصين في استمارة خروج واحدة وأخذت هذه الاستمارة إحدي الفتيات الصينيات وتدعي شان سي، وحين ذهبت لصلاة الفجر فقدت مجموعتي التي كانت متوجهة معي من القاهرة إلي بجين، وحين وجدتهم وأردت إنهاء إجراءاتي لم يسعفن ذكاء الإخوة بمطار دبي، ففقدت الرحلة، وصرت مجبرا علي أن انتظر الرحلة القادمة والتي من المفترض أن تغادر إلي بجين يوم 30 نوفمبر الساعة الثالثة صباحا ..!!
إخواني .. اسألوا أنفسكم الآن مجددا ما هو شعوركم لو كنتم مكاني ؟!
إن انتظاري للرحلة الثانية في الثالثة صباحا يعني أني سأتأخر يومين عن موعدي المحدد، هذا إن انتهيت إجراءاتي أصلا ..!!
منذ أن نزلت مطار دبي وأنا لم أذق طعم النوم أو الأكل، وكان الأسوأ أني فقدت الاتصال بالجميع في القسم العربي ومصر .. المهم حاولت إنهاء إجراءاتي فالآن صار لدي وقت للجدل والنقاش مع الإخوة الذين لا أعرف ما هي أصولهم ..!!
عرب علي هنود علي أندوسيين، وأخيرا أكرمني الله بشاب مصري اسمه علي من الأسكندرية يعمل ضمن موظفي مكتب إجراءات مصر للطيران، والذي من عنده بدأت الانفراجة وتم تحديد موعد حجز لي علي الطائرة رقم 306 التي ستقلع في الثالثة صباحا من دبي إلي بجين والتي ستصل في الساعة الثالثة إلا الربع ظهرا بتوقيت بجين .. إذن كيف سأخبر ريحانة وأنا الذي تغير موعد وصولي مرات كثيرة ؟! وكيف هو شعورها ..؟! وماذا سيفعل القسم العربي معي ..؟!
برسالة الكترونية أخبرت ريحانة بآخر موعد لوصولي وحمدت الله أني انتهيت أخيرا وتأكدت أني سأذهب إلي بجين ..
إخواني .. كيف حالكم الآن مع مأسأتي ؟!
سأنقل لكم أحبائي سرا .. إن كل ما حدث لي هذا لم أشعر حياله إلا بسعاة غامرة إذا استثنينا بعض اللحظات طبعا التي كنت أصدم فيها بما يحول بيني وبين التحليق إلي بجين .. ربما لن تصدقوا، ولكن دعوا الصور تتحدث .. فلم أترك فرصة لالتقاط أجمل الذكريات سواء بالفندق الذي حجزته لي مصر للطيران أو بمطار دبي
إلا واقتنصتها، وستجدوا أن كل هذه الصور لا يمكن أن يهتم بالتقاطها إلا انسان سعيد، بل هو في أعلي معدلات السعادة .
تعدون ذلك أمرا غريبا أحبائي ..!!
لكم كل الحق، ولكن سأخبركم السبب الذي إن عرف بطل العجب .. كنت سعيدا لأن في كل هذه المواقف كان الله معي وجعل لي فيها صاحبا، ففي القاهرة كان ناصف سعد الذي لو لم يكن معي لما تمكنت من التقاط هذه الصور الجميلة ولا الترفيه عن نفسي، ثم في دبي كان أيضا لي صاحبا، في اليوم الأول مصري من الشرقية اسمه طارق وعمره 35 عاما ويعمل تاجرا بجنوب افريقيا وكان في طريقه إلي سيدني، وهو من التقط لي صورا بمطار دبي، وفي اليوم التالي كان صديقا صينيا يدعي خوان شه وهو طالب جامعي من شنغهاي، أما أعظم مؤنس فقد كان المسجد وذكر الله والصلاة ..
سألتكم كثيرا عن شعوركم لو كنتم مكاني لكن هل علمتم الآن ماذا كان شعوري ؟! هناك حكمة أيضا لله تجلت بعد ذلك فيما حدث لي سأخبركم عنها في وقتها