روابط

ريحانة في استقبالي بالمطار

   2008-12-16 15:18:03    cri

كنت أخبرتكم أحبائي بقولي لو لم تأت ريحانة لعذرتها وذلك يرجع إلي أني حظي العاثر بعض الشئ كان سببا في أن تغير موعد وصولي بدلا من المرة أربعا منذ خروجي من القاهرة غير أن الفتاة الرقيقة التي صرت أحسد زوجها عليها كانت أكثر كرما وحرصا علي استقبال فقير مثلي .. نعم أحسد زوجها لأن ريحانة فاجأتني بأنها تملك ابتسامة تعبر كثيرا عن طبيعة الشعب الصيني من حيث حبه وتقديره للآخر وإن آلمه . فضلا عن حسن ضيافته وشديد كرمه . لقد وجدت نفسي أمام إنسانة راقية الحس مرهفة المشاعر ولن تخطئ هذه الصفات أبدا حين تلقي ريحانة مثلما لقيتها .

انتقلت بي مرحبة إلي السيارة التي أعدت لنقل حاجاتي حيث كنا مضطران أن نسافر في نفس يوم وصولي إلي منطقة (( قوانغشي )) غير أنها لم ترغب في إخباري ذلك فور وصولي لشدة شعورها بتعبي ، وفضلت أن تخبرني النبأ شيئا فشيئا ، ثم أخذت ترشدني لأمور تتعلق بي ، وكيف أني يجب أن أترك بعض حاجاتي في السيارة التي ستصل إلي القسم العربي لحين عودتي وذلك من أجل الوزن في المطار .. وحين سألتها هل آخذ الزي الرسمي فأجابت بحرج شديد (( لا )) فقد تم إلغاء الحفل الرسمي ..!!

سألتها لما تم إلغاء الحفل ؟! فأجابت بحياء أشد سأخبرك فيما بعد ، المهم الآن هل انتهيت ؟ فأجبتها بنعم ، فقالت إذن هيا بنا .

عدنا إلي المطار ثانية، وكلي سعادة فسألتني أراك لست متعبا، بل فرحا أيضا فأجبتها وكيف لا وقد وطأت قدماي الآن بلاد الأحلام الجميلة ؟!

تبسمت ثم قالت أنت جائع هيا لنأكل ، فقلت لها لا أشعر بالجوع فأجابتني ولكني أشعر به فأنت أتعبتني كثيرا ثم تبسمت كشمس صحوك .

مضينا في طريقنا لإنهاء إجراءات السفر إلي (( قوانغشي )) وكان هناك حوالي ساعتين ونصف علي انطلاق الطائرة فمضينا نبحث كيف نقضي الوقت ؟وما أجمل أن تصحبك هذه الانسانة الرقيقة في أول وجود لك علي أرض الصين وبمطار بجين لساعتين ونصف !

خلال ما ربا علي الساعتين أخذنا نحكي ويسأل أحدنا الآخر عن كل شئ حتي أني شعرت كأن ريحانة أختي منذ سنين ..!!

أخذت تلتقط لي صورا وترشدني إلي أفضل المواقع بالمطار ثم دعتني لتناول وجبة في أحد مطاعم kfc الأمريكية الشهيرة ، وطوال فترة تناول طعامنا والذي امتد لأكثر من ساعة ونصف ونحن نتكلم عن القسم العربي والمذيعين به والأستاذ أبوزيد وحكاية المستمعة التي لا تتركه ينام أو يدخل الحمام ..!!

وكذلك عن كبار المستمعين وخاصة العم بن شهرة والأستاذ رضا الصامت، كما حدثتني ريحانة عن حماد الطرابلسي الذي صاحبته كذلك في رحلته بالصين، وكم كان حريصا علي أن يتصل بزوجته كل يوم وعن الكمبيوتر المحمول الذي اشتراه ..!!

تفاصيل كثيرة لو أخذت أحكيها لما انتهيت ولانفجر موقع إذاعتنا المجيدة .

ثم ركبنا الطائرة وكنت قد لاحظت أن مسئولا واحدا لا يستوقفك ولا يسألك إلا إذا سألت وحين تسأل فهو لا يرشدك وحسب وإنما أحيانا يصحبك إلي ما تشترشد عنه بنفسه ..!!

أظن أن في ظل هذا الاستقبال الحافل والانطباعات الخاصة المتميزة لا يمكن أن يمضي الانسان بخياله إلا في عالم من الروعة والجمال ، ولذا فقد كنت علي يقين أن الأيام القادمة لي بالصين ستكون أكثر بهاء وروعة وانجازا ..

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China