الهبوط بمطار قوانغشي

والآن ها هي طائرتي تهبط بمقرها قبل الأخير بمطار قوانغشي لكي نبدأ الرحلة في عالم الواقع الصيني الأكثر جمالا وبهاء من الخيال ..

انهينا اجراءاتنا بالمطار بكل سهولة ويسر وفور خروجنا وجدنا باستقبالنا مندوبة عن إذاعة الصين وهي مراسلة الإذاعة في قوانغشي ومعها سيارة فارهة سوداء، الابتسامة لم تفارق السيدة منذ وقت استقبالنا كما لم تفارق قائد السيارة، أخذت ريحانة تقلب الأحاديث والحكايات مع صديقتها بالصينية عني تارة وعن الرحلة تارة أخري وكان هذا بالصينية طبعا ولكن كان من السهل جدا معرفة أن بداية الحديث كان عني لأن ريحانة كانت تترجم لي وحين تتوقف عن الترجمة أدرك أن الحوار لا يعنيني، أخذت أمتع عيني بروعة وبهاء الطرق ليلا في نينان عاصمة قوانغشي التي جئت إليها وهي تكتسي أبهي حللها احتفالا بعيد تأسيسها الخمسين .

الزهور ملأت كل مكان فضلا عن الأشجار والأنوار، أخذت أبحث في الطرق عن هذه المطبات اللعينة بشوارع مصرنا الحبيبة التي ما أن تمر من أحدهم حتي تجد آخر يرحب بك فلم أجد ..!!

استغرقت رحلتنا إلي الفندق حوالي ساعتين ونيف، وكانت ريحانة كلما مر بعض الوقت تقول لي تستطيع أن تستريح وتنام قليلا، فأجيبها كما أجبتها من قبل في الطائرة .. لن أدع دقيقة تمر علي دون أن أبصر جمال الصين ..

عند دخولنا الفندق وجدت كل شئ معد .. الحجز، ومفتاح الغرفة، فأعطتني إياه ريحانة وقالت لي نلتقي غدا في الإفطار في السابعة يجب أن تكون علي الموعد برغم علمي أنك متعب .

حين دخلت إلي غرفتي وبعد يومين من التعب الشديد أحبائي أقسم لكم أني لم أستطع النوم قبل أن أفتح التلفاز وأتنقل بين قنواته وأبدأ في تجميع خيالاتي ورؤاي مع محاولة إدراك حقيقة ما أنا فيه الآن .

هيه أصدقائي .. ليس من السهل علي أن أستوعب بعد كل هذه الصداقة التي امتدت لما يزيد عن ثمان سنوات مع إذاعة الصين الدولية وحلم الوصول إلي أرض الأحلام الذي راودني كثيرا أنني قد صرت بالفعل الآن أعيش في أحضانها، ويضمني أهلها وترابها وهواؤها وجبالها وأنهارها وبناياتها وحدائقها ..!!ليس لما كنت أشعر به وصفا يمكنني نقله إليكم، فقد رأيت السعادة تسير علي قدمين .. لمستها وحاكيتها طويلا .. طويلا حتي أني لم أنم إلا بعد الرابعة صباحا، والغريب أني استيقظت في الموعد كأني نمت عشر ساعات ..!!

اتصلت ريحانة بي لتؤكد علي موعد الإفطار وتجهيز حقيبتي، وحملت الحقيبة ونزلت لتناول الإفطار حيث أننا لم نكن نمكث في الفندق إلا يوما واحدا وذلك رغبة من مصلحة السياحة بالصين ومسئولي إذاعة الصين الدولية في تقديم وجبة دسمة من المناظر الطبيعية الساحرة بقوانغشي ..

أصدقائي .. تعلمون أني أتيت متأخرا يومين عن موعدي، ولقد فاتني الحفل الرسمي لتسلم الجوائز، وقد قلت لكم إن لله حكمة عليا أرادها من تأخري، وها أنا أكشفها لكم الآن بعد أن أعلمني الله إياها .. فلقد كان الإفطار الجماعي أول لقاء لي بالإخوة الفائزين ومترجميهم ولم أكن قد تعرفت عليهم بعد، وبعد تناولي الإفطار وحمل حقيبتي متوجها إلي الأتوبيس لنتوجه إلي حديقة شون سوا وعند الأتوبيس وجدت مظاهرة بانتظاري، أبطالها هم جميع من في رحلتنا ويأتي علي رأسهم السيد نائب مدير عام إاذعة الصين الدولية مين خوا والسيدة شنغ بو مديرة مكتبه وكل الإخوة الفائزين ومترجميهم، الجميع كان يريد التعرف علي والحديث إلي، وجميعهم أخذ يسأل حتي صرت أشهر من في هذه الرحلة وأحمد الله كنت موضع اهتمامهم جميعا طوال مكوثنا في قوانغشي وحتي بعد عودتنا إلي بجين .