v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
شهدت العلاقات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى من جهة اخرى تقدما وتراجعا خلال هذا العام، بينما تعززت الروابط بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى خلال تلك الفترة بفضل المصالح الاستراتيجية المشتركة بين الطرفين.
وعلى الرغم من عدم حدوث تغير اساسى فى العلاقات ، الا ان النزاعات والتسويات بين القوى الثلاث ستؤثر بلا شك بشكل كبير على لغز الوضع السياسى الدولى المستقبلى.
-- الولايات المتحدة وروسيا تتصارعان دون قطع الروابط
يمثل عام 2008 السنة الاخيرة فى فترة ولاية الرئيس الامريكى جورج ووكر بوش ، بينما نقل الرئيس الروسى السابق فلاديمير بوتين بشكل سلس مهام الرئاسة الى دميترى ميدفيديف هذا العام .
وخلال العام الجارى، قللت الولايا ت المتحدة وروسيا حوارهما وعمقتا مواجهتهما، مع تبنى روسيا موقفا متشددا.
ففى اغسطس ، بعد ان احتل الجنود الجورجيون فجأة منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية ، ارسلت روسيا فورا قواتها الى هناك لطرد الجيش الجورجى كما ارسلت قوات الى منطقة ابخازيا الانفصالية فى جورجيا.
وقال محللون ان النزاع ليس نتيجة صراع روسى -جورجى حول القضية فحسب، بل هو انعكاس للصراع بين روسيا والولايات المتحدة على الحكومة الجورجية الحالية.
وعلى صعيد عالمى اوسع ، اتخذت روسيا ايضا اجراءات نشطة لممارسة نفوذها السياسى والعسكرى.
فعلى سبيل المثال، فى امريكا اللاتينية ، القريبة من الولايات المتحدة جغرافيا، قامت روسيا بسلسلة من التحركات العدائية هذا العام.
وطارت قاذفات استراتيجية روسية الى فنزويلا للقيام بتدريبات عسكرية، بينما اجرت اساطيل روسية وفنزويلية مناورات مشتركة فى البحر الكاريبى.
وقام الرئيس الروسى ميدفيديف بزيارة كل من بيرو والبرازيل وفنزويلا وكوبا ووقع على رزمة من الاتفاقيات معهم فى مجالات الاقتصاد والشؤون العسكرية والطاقة.
لكن، كلا من روسيا والولايات المتحدة لا ترغب فى قطع تام لعلاقاتهما الثنائية، لان هذه العلاقات ذات اهمية بالغة بالنسبة لكليهما ، كما ان البلدين اعربا عن رغبتهما فى تحسين العلاقات بينهما.
وبعد وقت قصير من انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة فى نوفمبر، قال ميدفيديف ان العلاقات الروسية - الامريكية عامل مهم للحفاظ على استقرار العالم، بينما قال اوباما ان نشر نظام الدفاع الصاروخى الامريكى فى شرق اوروبا ، والذى تعارضه روسيا بشدة، يحتاج الى اعادة تقييم.
واشار تيد جالين كاربينتير، نائب رئيس معهد كاتو الامريكى للابحاث ، الى انه من الضرورى ان تعيد الولايا ت المتحدة تقييم سياساتها ازاء روسيا بعد الحرب الباردة، مضيفا ان عداء روسيا جاء ردا على السياسات المتغطرسة التى تبنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها .
واكد انه على صناع القرار الامريكيين ان يقبلوا بواقع ان روسيا قد عادت الى نادى القوى العالمية.
-- الولايات المتحدة واوروبا تعززان التعاون
وعلى عكس العلاقات الامريكية-الروسية، تحسنت العلاقات الامريكية-الاوروبية خلال العام الماضى بسبب المصالح الاستراتيجية المشتركة.
وبعد تولى الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل منصبيهما، بذلا جهودا لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والتى كانت قد توترت بسبب مواقف مختلفة تجاه حرب العراق.
تجدر الاشارة الى ان فرنسا والمانيا تعدان محركين للتكامل الاوروبى ولهما تأثير كبير فى الاتحاد الاوروبى.
كما تتولى فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبى فى النصف الثانى من عام 2008 الجارى.
وتبادلت الولايات المتحدة واوروبا وجهات النظر حول القضية النووية الايرانية ومسألتى افغانستان وكوسوفو والخلاف الروسى-الجورجى والازمة المالية العالمية الجارية. وتحسنت العلاقات الثنائية بين الجانبين بصورة ملحوظة.
وعلى الرغم من ذلك، يحاول الاتحاد الاوروبى لعب دور اكبر فى هذا العالم المتعدد الاقطاب بدلا من ان يقف دائما فى ظل الولايات المتحدة.
واكدت فرنسا، بعد توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبى، مجددا انه على الاتحاد الاوروبى ان يتمتع بمكانة متكافئة مع الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
واعرب رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو، فى رسالة تهنئة ارسلها الى الرئيس الامريكى المنتخب باراك اوباما، عن امله فى ان يحول اوباما العلاقات الامريكية-الاوروبية الحالية الى شراكة جديدة ومتكافئة.
ورغم ان الاتحاد الاوروبى المكون من 27 عضوا حقق تقدما كبيرا فى تكامله الاقتصادى، الا ان اعضاء الاتحاد الاوروبى يواجهون صعوبة التحدث بصوت متحد ومنسق حول قضايا هامة كثيرة اخرى تتعلق بمصالحهم القومية الجوهرية.
وادى هذا بدوره الى فشل الاتحاد الاوروبى فى ممارسة نفوذه فى المجالات السياسية والعسكرية والامنية الدولية. ولا يزال الاتحاد الاوروبى فى موقع متدنى فى العلاقات مع الولايات المتحدة ويعتمد على الناتو بقيادة الولايات المتحدة فى الشؤون الامنية والدفاعية.
-- اوروبا وروسيا تتوصلان الى تسويات رغم النزاعات
تأثرت العلاقات بين اوروبا - روسيا ووصلت الى ادنى مستويات ما بعد الحرب الباردة, بسبب النزاع الجورجي - الروسي فى اغسطس الماضى.
ونظرا لان العلاقات الجيدة فى مصلحة الطرفين, فقد تمكن كل من الاتحاد الاوروبي وروسيا من التغلب علي الاعمال العدائية ودفعتا العلاقات بينهما فى اتجاه اكثر ايجابية عن طريق استئناف المفاوضات المعلقة حول اتفاق الشراكة والتعاون الجديد.
ويعتقد محللون انه نظرا لان الخلافات حول مسائل أساسية لا تزال قائمة بين اوروبا وروسيا, فإنه من غير المرجح ان تمضى العلاقات الثنائية بسلاسة.
وقال الاتحاد الاوروبي ان عودة التجارة الى طبيعتها لن تكون ممكنة على خلفية اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين فى جورجيا, ورفضها اعادة قواتها الى مواقع ما قبل النزاع..
هذا وقد شكل توسع الناتو شرقا, مع النشر المخطط لنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي فى بولندا وجمهورية التشيك, مصدرا دائما للشكاوى الروسية.
وقد اقترحت المفوضية الاوروبية , الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي , اطلاق "شراكة شرقية" مع اوكرانيا وجورجيا واذربيجان وبيلاروسيا ومولدوفا وارمينيا, لمساعدة جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق على الاقتراب من الاتحاد الاوروبي وضمان امن الطاقة.
وقالت مفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية, بنيتا فيريرو - فالدنر, ان استئناف المفاوضات مع روسيا يقع فى اطار الحفاظ على مصالح الطاقة اضافة الى المصالح الاقتصادية والسياسية للاتحاد الاوروبي .
وذكرت فالدنر لاعضاء البرلمان الاوروبي , ان الاتحاد الاوروبي له نصيب فى النمو المستدام للاقتصاد الروسي, واصفة الشراكة بين الاتحاد الاوروبي - روسيا بأنها " واحدة من أشد التحديات, ولكنها ايضا واحدة من اهم (شراكات) عصرنا."
واوضحت ان روسيا التى تعد ثالث اهم شريك تجاري بالنسبة للاتحاد الاوروبي , هى "سوق ناشئ مهم علي اعتابنا يتيح فرصا لشركات الاتحاد الاوروبي , رغم آثار الازمة المالية الحالية".
ويسيطر الاتحاد الاوروبي الذى يعد مستثمرا رئيسيا فى روسيا, على نسبة 80 بالمائة من اجمالي الاستثمارات الاجنبية , مما يجعل روسيا احد اكبر حائزى الأصول المقومة باليورو فى العالم.
واكدت المفوضة, ان المشاركة فى المفاوضات حول اتفاق الشراكة والتعاون مع روسيا هى افضل طريقة "لتحقيق مصالحنا, وضمان الاستماع الى شواغلنا ."
وتابعت قولها, "فى كل هذه المجالات , لن يكون التعاون سهلا على الدوام, ولكننا بحاجة الى مواصلة بذل جهودنا."