v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
تمت المصادقة بشكل كامل ورسمي على ميثاق رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) الذي طال انتظاره، وهو ميثاق يشير الى عزم رابطة الآسيان على تحويل التكتل الجغرافي المكون من 10 دول بتعداد سكان يبلغ نصف مليار نسمة الى تكتل اقليمي اكثر قوة وتوحدا وفعالية.
وقال الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو عقب نفاذ الميثاق يوم الاثنين الماضي "ان هذا تطور بالغ الاهمية يشهد اندماج وتوحد الآسيان وتحول كيانها الى مجموعة " مضيفا ان تطبيق الميثاق "تم انجازه في الوقت الذي تسعى فيه الآسيان الى القيام بدور اكثر فعالية في الشئون الآسيوية والعالمية".
واضاف يودويونو ان ذلك يعد بداية انتقال منطقة جنوبي شرق اسيا من منطقة تتسم بالانقسام والحروب الى "اعلى مراتب الديناميكا السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
ومن المتوقع أن يوفر ميثاق الآسيان للرابطة إطارا قانونيا عقب 40 عاما من المؤسسية التدريجية، وهو اطار يضع قواعد وهياكل تعمل على تدعيم التكتل ويؤسس ادوارا رسمية لجماعات الآسيان، ومن بينها المجموعة الامنية والمجموعة الاقتصادية والمجموعة الاجتماعية الثقافية.
تهدف الآسيان، التي انشئت في عام 1967 وضمت خمسة أعضاء أصليين، الى تسريع النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والتنمية الثقافية في المنطقة وتعزيز السلام والاستقرار الاقليميين من خلال الالتزام باحترام العدالة وسيادة القانون في العلاقات بين دول المنطقة والتمسك بمبادئ ميثاق الامم المتحدة.
وتبذل رابطة الآسيان قصارى الجهود لقيادة التعاون في منطقة شرق اسيا، لكنها تعرضت دوما الى عقبات بسبب ضعفها وبسبب مصاعب خارجية اخرى. ومن ثم فإن المنظمة توقعت تحسين قدراتها وتعزيز طاقاتها الرئيسية من خلال اضفاء طابع رسمي على ميثاق الآسيان الذي سيصبح المظلة القانونية للاسيان كما سيعمل على تجسيد منطقة تجارة حرة واحدة بحلول 2015 للمنطقة التي يبلغ تعداد سكانها 500 مليون نسمة.
ويمكن للآسيان، بوصفها وحدة قانونية، ان تعمل على توسيع برنامج مجموعة الآسيان وتعزيز هيكلها حتى تتمكن من أن تصبح منظمة كالاتحاد الاوربي.
انشاء مجموعة الآسيان
عقب القرارات التي اتخذها القادة في قمة الآسيان ال13، قام أعضاء الآسيان بسلسلة من الانشطة في عام 2008 للوصول الى هدف انشاء آسيان موجهة للناس وتتسم بالرعاية والمشاركة بحلول 2015.
يذكر انه تم تبني خطة المجموعة الاقتصادية للاسيان في قمة العام الماضي. وكان وزراء اقتصاد الآسيان قد اجتمعوا في بالي في مايو 2008 وناقشوا تطبيق الخطة.
وأكد سورين بيتسوان امين عام الآسيان في الاجتماع ان "الاندماج التجاري مازال مفتاح النمو الاقتصادي للاسيان، حيث يمكنه ان يلعب دور التمكين والتسريع للاندماج الاقتصادي"، وقال "ان الاندماج التجاري مهيأ لتحقيق مكاسب مبكرة للمجموعة الاقتصادية، حيث توصلت الآسيان الى اتفاقيتين رئيسيتين في السلع والاستثمار فى العام الحالي كما تسعى للحفاظ على قوتها الدافعة في تحرير الخدمات بحلول 2015".
ومازال اعضاء الآسيان يعملون على وضع مشروعات المجموعة السياسية الامنية للاسيان والمجموعة الاجتماعية الثقافية فضلا عن المبادرة الثانية لخطة عمل اندماج الآسيان في عام 2008. وبموجب خطط هذه المجموعات سيتم اصدار هذه الوثائق كجزء من اعلان قمة الآسيان ال14 المقررة في فبراير المقبل في تايلاند.
وقال تيرمساك شاليرمبالانوباب المساعد الخاص لامين عام الآسيان قبل نفاذ ميثاق الآسيان "نحن نتغير حاليا الى شكل جديد، الى بناء مجموعة".
واضاف ان الآسيان ستتخذ تدابير ملموسة بموجب الميثاق، من بينها بناء سوق مشترك واحدة، وانشاء قاعدة انتاجية اقليمية وتضيق فجوة التنمية بين الدول الاعضاء.
تحسين هيكل الآسيان
بيد ان اتخاذ تدابير ملموسة يقتضي قيام الآسيان بتحسين هيكلها. وقد أدرك اعضاء الآسيان اهمية تدعيم مؤسسات الآسيان فى ضوء زيادة أنشطتها عقب نفاذ ميثاق الآسيان.
ومن ثم اتفقوا على امداد التكتل بموارد اضافية من خلال انشاء مجلس تنسيق الآسيان المؤلف من وزراء خارجية الآسيان وبناء ثلاثة مجالس للمجموعة واطلاق جهاز حقوق الانسان للاسيان وعقد مزيد من الاجتماعات وتعزيز دور السكرتارية وتعزيز نطاق الصلاحية للجنة الممثلين الدائمين لتعيين ممثليهم الدائمين لدى الآسيان على مستوى السفراء في جاكرتا اعتبارا من اول يناير 2009.
وقال شاليرمبالانوباب "سترسل كل دولة ممثلا دائما، وسنرسل بالطريقة نفسها ممثلين دائمين الى الامم المتحدة في نيويورك او الامم المتحدة في جنيف".
وعلاوة على ذلك وافق اعضاء الآسيان على تعيين اثنين من نواب الامين العام. احدهما للمجموعة الاقتصادية للاسيان، والاخر لشئون الشركات.
كما كلفوا مسئولي الدول الاعضاء في الآسيان ببحث فكرة وثيقة مرور فريق سكرتارية الآسيان كوثيقة صالحة للسفر بين الدول الاعضاء.
وقال شاليرمبالانوباب انه بفضل الميثاق سيكون بإمكان جميع اصحاب المصالح والمجتمع المدنى ومجموعات الاعمال في الآسيان المشاركة بطريقة تنظيمية، في حين يتم تحسين طرق تسوية الصراعات بين الدول الاعضاء. وفي هذه الحالة يجب على الآسيان حشد موارد اضافية في ظل السكرتارية، للعمل بموجب مبدأ الالتزام المشترك والمسئولية الجماعية لتعزيز السلام والامن والرخاء الاقليمي.
العلاقات الوثيقة مع الدول الاخرى
كما نجحت الآسيان في توسيع نطاق تعاونها مع دول المنطقة في عام 2008، وهو خطوة اخرى مساعدة للمنظمة لتقوية نفوذها. وخلال العام الحالي أرسلت أربع دول سفراء لها لدى الآسيان. كانت اولى الدول التي ارسلت سفيرا في الآسيان هى الولايات المتحدة التي ادركت اهمية الآسيان كمنظمة اقليمية رئيسية في جنوبي شرق اسيا. وبعدها في سبتمبر أرسلت استراليا أول سفير لها لدى الآسيان. وتبعتها نيوزيلندا واليابان في اكتوبر.
كما قالت الصين انها تعتزم تعيين اول سفير لها لدى الآسيان لتدعيم الروابط الاستراتيجية الثنائية
ومن ناحية اخرى برهنت الآسيان على قدرتها القيادية وقامت بدور كبير في اطلاق التعاون مع الامم المتحدة والبنك الدولي والمؤسسات الدولية الاخرى اثناء مساعدة ضحايا اعصار نارجيس في ميانمار. وهذا اضفى على التكتل سمعة جيدة. واعرب البروفسور ابراهيم اجبولا جمبري المبعوث الخاص لامين عام الامم المتحدة لدى ميانمار عن امتنانه نيابة عن الامين العام وقيادة الامم المتحدة بجميع مستوياتها لما وفرته قيادة الآسيان فى المهمة الانسانية في ميانمار.
كما يمكن ملاحظة توسيع نطاق تأثير الآسيان في الاجتماع ال15 لمنتدى الآسيان الاقليمي الذي انعقد في سنغافورة في يوليو 2008. حضر الاجتماع وزراء خارجية وممثلو جميع الدول المشاركة في منتدى الآسيان الاقليمين التي لم يتضمن فقط الدول ال10 الاعضاء في التكتل بل تضمن ايضا الصين وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والهند ومنغوليا وروسيا وكندا ونيوزيلاندا وبابوا نيو غينيا والاتحاد الاوربي. كما اكد الوزراء من جديد على اهمية منتدى الآسيان الاقليمي كمنتدى سياسي وامني رئيسي متعدد الاطراف في المنطقة، واكدوا ايضا على دعمهم الآسيان كقوة دافعة رئيسية لمنتدى الآسيان الاقليمي.
ومن حيث التعاون مع دول آسيا- الباسيفيك، قامت المنظمة الاقليمية من خلال سلسلة اجتماعات وزراء الآسيان زائد ثلاثة (الصين واليابان وكوريا الجنوبية) بتوسيع التعاون مع البلدان الثلاثة من خلال توقيع اتفاقيات بشأن تجارة السلع وتجارة الخدمات والاستثمار والتعاون الاقتصادي والمال والسلام والرخاء وتبادل الاعلام والنقل.
كما قام التكتل بتدعيم علاقاته مع استراليا. ففي يونيو الماضي تعهدت الآسيان بدفع التعاون مع استراليا في التكامل الاقتصادي بإطلاق المرحلة الثانية لبرنامج التعاون التنموي بين الآسيان واستراليا، الذي يعمل على توفير 57 مليون دولار للاسيان على مدى السنوات السبع المقبلة لدعم تكامل اقتصادي أقوى في المنطقة.
كما اتفقت الآسيان ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، المعروف بمجلس التعاون الخليجي، في العام الحالي على اضفاء طابع تأسيسي على تعاونهما وتعزيز علاقاتهما على مستوى الوزراء، وهو ما يعد تقدما آخر مثيرا للاعجاب احرزته المنظمة الاقليمية.
وفيما يتعلق بالتعاون مع الدول الغربية والمنظمات الدولية، حصل التكتل على دعم كبير من الدول المتقدمة في امريكا واوربا والامم المتحدة والبنك الدولي، التى من المتوقع ان تسرع خطواتها لتحقيق هدف مجموعة الآسيان ومساعدة الدول الاعضاء على مكافحة الجريمة عابرة الحدود ومن بينها الاتجار في البشر والاتجار في المخدرات وغسل الاموال ومكافحة الارهاب وتدعيم حضورها الانسانى في الكوارث الطبيعية في المنطقة.
ويتوقع الخبراء تنمية المنظمة العلاقات الودية والحوار متبادل المنفعة والتعاون والشراكة مع الدول والمناطق الاقليمية الفرعية والمنظمات الاقليمية والدولية وهو ما سيعمل على تعزيز دورها ليس في السياسة العالمية فحسب، بل على الساحة الاقتصادية ايضا.