روابط

قصة المدرس يان لينغ جيون

   2008-12-22 16:47:33    cri

السيد يان لينغ جيون هو مدرس اللغة الصينية بمدرسة يوه تساي في مدينة شنتشن، وما نستمع إليه الآن هو درس القراءة الذي أبدعه يان لينغ جيون باستخدام الكتاب من تأليفه شخصيا، وعلاوة عن ذلك، أنشأ هذا المدرس موقعا أدبيا على شبكة الانترنت أطلق عليه اسم "تشون يون" بمعنى "أجمل ما في الربيع" أو "ألحان الربيع".

وصل يان لينغ جيون الذي يهوي القراءة إلى مدينة شنتشن المزدهرة عام 1990 من مقاطعة جيانغشي شرق الصين، وكان هدفه من ذلك بسيطا جدا.

"كسب المزيد من الأموال لشراء الكتب! وثانيا أعمل شيئا في ظروف أفضل."

ولم يواجه مشكلة في كسب الأموال لشراء الكتب، لكن هدفه الثاني- تعليم الأطفال والشباب ليكونوا أشخاصا محترمين من خلال نشر الآداب، قد واجه بعض الصعوبات.

" لم تمض مسيرة الإصلاح والانفتاح إلا فترة قصيرة فقط في ذلك الوقت، وكان الكثير من الأطفال يتمنون أن يصبحوا رؤساء شركات في المستقبل، وقدم المدرسون الممتازون بعض الكتب غير الدراسية للأطفال، ولم تكن هناك توجد منظمة أو جمعية أدبية في ذلك الوقت، كما كان الناس لا يهتمون بالأدب والثقافة."

السطور التالية مقتطفة من كتاب "أمراض المدينة في شنتشن" الذي صدر في التسعينات من القرن الماضي:

"دخل وانغ آر إلى حجرة الدرس وهو يلعب كرة السلة، واستقبله زميله تشانغ سان بسرور وقال بصوت منخفض لوانغ أر:"هل أحضرت الواجب المنزلي للرياضيات؟ دعني أرى وأراجع."

ووافق وانغ آر بلا تردد: "طيب، خمسة يوانات."

"المرة السابقة كانت ثلاثة يوانات فقط، لماذا ترفع السعر كما تشاء؟"

"الواجبات هذه المرة كثيرة وصعبة، أطلب المقابل حسب جهودي المبذولة، إذا لا تقبل هذا السعر، اذهب للآخرين."

لا يمكن للإنسان أن يفكر في الأموال فقط، أمام هذه المشاكل التي يواجهها التلاميذ، ظهرت في نفس يان لينغ جيون فكرة لإنشاء جمعية أدبية.

"إن دروس اللغة الصينية تعطي الطلاب معاني الحياة وتتمتع بخلفيات ثقافية عميقة. وطرحت في البداية الاقتراح على إنشاء جمعية أدبية. ولكن بسبب تغيرات مدرستنا، قد ذهب المسؤولون إلى أماكن مختلفة."

تعتبر شنتشن مدينة للمهاجرين، وتماشيا مع نمو الاقتصاد السريع، ازداد عدد سكانها بسرعة، حيث ارتفع هذا العدد من 310 آلاف نسمة عام 1979 إلى 8 ملايين و460 ألف نسمة عام 2006. وتكيفا مع التضخم السكاني، ازداد عدد المدارس في شنتشن بسرعة، حيث يبلغ 1400 مدرسة حاليا مقابل أقل من 600 مدرسة عام 1979.

كانت أنظار الناس تتركز على إنشاء مدارس جديدة لمواكبة ازدياد عدد سكان المدينة، واستهانوا بالتعليم الأدبي. رغم توقف فكرة إنشاء جمعية أدبية، إلا أن المدرس يان ما زال على يقين تام بأن المقالات الجميلة تصفي القلوب، لذلك، بدأ في طريق آخر للوصول إلى هدفه، حيث قام بتأليف كتاب "دروس القراءة للشباب".

"يجب أن يحس الأطفال في سن المراهقة بسرور وسعادة خلال فترة نموهم، إلا أن تلاميذنا يواجهون ضغوطا كبيرة من الواجبات المنزلية، نسعى إلى مساعدتهم في تنفس الهواء المنعش."

وبعد ذلك بدأ الأدب المدرسي يتطور في مدرسة يوه تساي وغيرها من المدارس الأخرى بمدينة شنتشن. وأنشأت مدرسة يوه تساي جمعية أدبية يطلق عليها اسم "تشون يون" بمعنى "أجمل ما في الربيع" أو "ألحان الربيع"، ونشأ منها العديد من الكتاب الطلاب. وفي وقت يسعد فيه الناس بهذا الوضع، اقتربت شبكة الانترنت من الأطفال تدريجيا.

احتلت الألعاب الالكترونية على الانترنت معظم أوقات فراغ التلاميذ بعد الدروس، أما دراستهم، فقد تُركت جانبا.

كان المدرس يان لينغ جيون قلقا جدا من ذلك، لكنه بدأ يفكر في استغلال الكومبيوتر أيضا.

"أحاول جعل الكومبيوتر والانترنت وسيلة دراسية. وفي ذلك الوقت عملنا على جذب مجموعة من هواة الانترنت وهواة الكتابة. وكانت أكبر مزايا ذلك هى أنه يمكن لطالب أن يتبادل مع مدرسه وزملائه بدلا من التبادل مع المدرس فقط، بهذا يتنافسون في الكتابة وارتفعت مستوياتهم الأدبية.

هل الأمر سهل هكذا؟ طبعا لتعليم الطلاب لا بد أن يقنع مدير المدرسة أولا.

"رفعت خمسة تقارير إلى مدير المدرسة، وبذلت الجهود لسنتين من أجل ذلك ، كنت أسعى إلى إنجاز أمرين: الأول، إنشاء أفضل جمعية أدبية باستغلال الانترنت، الثاني تأليف دروس القراءة للطلاب كمادة دراسية."

وفي عام 1999، بدأت رسميا دروس القراءة للطلاب والموقع الالكتروني الأدبي "تشون يوه"، وقال ليو قين بينغ مدير مدرسة يوه تساي الثانوية:

"لا يمكننا الاعتماد على المحاضرات فقط خاصة الدروس مثل الأدب الذي يتعلق بشكل وثيق مع تطور العصر. ونعمل على بحث سبل تعليمية جديدة. وإذا لا يوجد موقع ألكتروني أدبي لنا ولا دروس للقراءة، فمن الصعب ظهور كتاب طلاب."

وأعرب مدير المدرسة عن تأييده لذلك، ولكن، ما آراء الطلاب؟

"أحب الأدب أصلا، وجربت الاستماع له، وجدت أن دروس القراءة تُقدم حسب الموضوعات. مثل الصديق، وتختار ستة أو سبعة مقالات تتحدث عن الصديق لتعطينا معنى الصداقة. أنا أحبها فعلا، وقد وفرت لي فرصا كثيرة للتفكير في الأدب والحياة."

بهذا أيها الأصدقاء تنتهى حلقة اليوم من برنامج "كشكول المعارف"، كانت معكم في الإعداد والتقديم حنان لي جيوان، شكرا لحسن متابعتكم، وللمزيد من المعلومات، يمكنكم زيارة موقعنا على شبكة الأنترنت:

ولكم معنا أحلى التحيات وأجمل التمنيات وإلى القاء!

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China