روابط

تقرير سنوى: الازمة المالية تضع وحدة الاتحاد الاوروبى امام اختبار

   2008-12-23 10:09:00    xinhuanet.com

تواجه وحدة الاتحاد الاوروبى التى يفخر بها كثيرا الآن اختبارا حقيقيا، اذ تجتاح القارة كلها هذا العام ازمة مالية متفشية لم يسبق لها مثيل منذ الركود الكبير.

ورغم الجهود المبذولة من اجل ايجاد استجابة منسقة من جانب الاتحاد الاوروبى لمواجهة الازمة المالية، بزغ الانشقاق بين الدول الاعضاء التى تضع مصالحها الوطنية فوق كل شىء.

-- رفض اقامة صندوق انقاذ اوروبى

بعد انهيار بنك ((ليمان براذرز)) الامريكى ، تفاقمت الازمة المالية لتصبح ازمة شاملة فى سبتمبر.

ونظرا لارتباط نظامه المالى الوثيق بنظام الولايات المتحدة، سقط الاتحاد الاوروبى سريعا فريسة الازمة ، حيث اكتشفت مؤسساته المالية خسائر فادحة فى الاسواق المالية الامريكية او عانت من نقص خطير من السيولة.

فاصبح بنك ((برادفورد-برينلى)) البريطانى للاقراض ومؤسسة ((فورتيس)) المصرفية الدنماركية -البلجيكية وبنك ((ديكسيا)) الفرنسى -البلجيكى اولى الضحايا الاوروبيين للازمة المالية، مما اجبر حكومات الاتحاد الاوروبى على ضخ مليارات اليورو لانقاذها.

وقد اتخذت الاجراءات الاولية من قبل افراد او عدد من الدول على اساس كل حالة بعينها. غير ان الشقوق ظهرت فى وحدة الاتحاد الاوروبى عندما قامت ايرلندا من طرف واحد بضمان كل الايداعات فى مصارفها الخاصة لتهدئة توتر المدخرين، وهى الخطوة التى جذبت الاموال الباحثة عن ملاذ آمن، بعيدا عن بنوك الاتحاد الاوروبى الاخرى.

وترك هذا النهج المجزأ انطباعا بالفوضى وارسل اشارات مربكة الى الاسواق المالية، مما اثار قلقا من شأنه زيادة تقويض الثقة.

وعندما اعلنت الحكومة الامريكية خطة تبلغ قيمتها 700 مليار دولار امريكى لانقاذ البنوك المتعثرة، ظهرت خطة مماثلة لاقامة صندوق مشترك للاتحاد الاوروبى.

غير ان هذه الخطة قوبلت برفض قوى من قبل المانيا، التى لا ترغب فى تقديم اموال دافعى الضرائب الى صندوق يديره الاتحاد الاوروبى .

-- اطلاق تحرك منسق

وعلى رغم رفض اعتماد الانقاذ الاوروبي فقد ارتفعت دعوات للقيام بتحرك منسق في ظل تعمق الازمة المالية فى الاتحاد الاوروبي .

وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو فى اوائل اكتوبر "اننا نطالب ونحث الدول الاعضاء الى تعزيز التعاون. وانه من المهم جدا للثقة فى الاسواق"، مضيفا انها ليست فقط مشكلة ضخ سيولة ، اننا ايضا في حاجة الى ضخ ثقة في الرد الاوروبي ".

وفى محاولة عاجلة لاعادة الاستقرار المالي ، قام زعماء الـ 15 دولة الاعضاء في منطقة اليورو بصياغة خطة عمل مشتركة للقيام برد منسق فى اول قمة لهم والتي عقدت في بارس في 12 اكتوبر .

وخطة العمل التي اشتملت على شراء الحكومات الأوروبية حصصا كبيرة في بنوك لتعزيز مالياتها ولضمان بشكل مؤقت اعادة تمويلهم لتخفيف الأزمة الائتمانية ، قد تمت المصادقة عليها لاحقا من قبل زعماء الاتحاد الأوروبي في القمة الأوسع بعد ثلاثة أيام.

وكما قال باروسو فان خطة العمل المشترك تمثل "صندوقا للعدة" يمكن الدول الاعضاء فى الاتحاد الاوروبي من اختيار اجراءاتها القومية الخاصة بكل منها.

ووفقا للخطة ، فقد شنت الحكومات الاوروبية أخيرا هجوما موحدا ضد الازمة المالية ، متعهدين بتقديم اكثر من تريليوني يورو (2.78 تريليون دولار ) حتى الآن في حزم انقاذ وطنية .

-- اختلاف حول الحفز الاقتصادي

الا ان التنسيق الذي جاء متأخرا قد فشل في منع الأزمة المالية المتفاقمة من مزيد من الانتشار الى الاقتصاد الحقيقي.

وقد تأثرت منطقة اليورو بشكل شديد بالأزمة ودخلت في مرحلة ركود للمرة الاولى على الاطلاق فى الربع الثالث من العام الحالي ومن المتوقع ان يتبعها الاتحاد الأوروبي في الربع الأخير .

وفي مواجهة الازمة الاقتصادية ، فقد استهلت دول الاتحاد الاوروبي مرة اخرى مسيرتها على طريقها الخاص لحفز اقتصادياتها .

وفى محاولة تنسيق الجهود الوطنية لوقف الانخفاض ، اقترحت المفوضية الاوروبية فى شهر نوفمبر حزمة حفز اقتصادي على مستوى الاتحاد الأوروبي بقيمة 200 مليار يورو (278 مليار دولار) .

وتمثل تلك القيمة 1.5 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي للاتحاد الأوروبي ، وتأتي 1.2 فى المائة منها من حكومات الاتحاد الاوروبي والبقية من تمويل الاتحاد الاوروبي.

وعلى الرغم من ان زعما ء الاتحاد الاوروبي تبنوا الخطة فى قمتهم المنعقدة فى 12 ديسمبر، لكن الخلافات حول التفاصيل لا زالت قائمة .

وتعارض ألمانيا وهى اكبر اقتصاد داخل الاتحاد الاوروبي ، دعوة موجهة لها بأن توسع خطتها للحفز المالي الوطني من اجل صالح اقتصاد الاتحاد الاوروبي ككل، وقالت ان خطتها الحالية البالغة قيمتها 32 مليار يورو (44 مليار دولار) كافية .

وحول إجراءات بعينها فشل زعماء الاتحاد الاوروبي ايضا فى الاتفاق حول مقترح المفوضية بخفض ضريبة القيمة المضافة على البضائع الصديقة للبيئة والخدمات المكثفة العمالة مثل المطاعم ، علقوا المناقشات حتى اجتماع وزراء مالية الاتحاد الاوروبي في الربيع القادم.

ووصف رئيس المفوضية الاوروبية باروسو القمة بأنها الأهم منذ ان تولى المنصب الاعلى فى الاتحاد الاوروبي ، وقال ان الاتحاد الاوروبي نجح فى "اختبار الثقة " من خلال تبني خطة الحفز .

ولكن تبقى هناك علامة استفهام كبيرة حول ثبات الاتحاد الاوروبي ، ويحذر المحللون من انه لازالت امام دول الاتحاد الأوروبي مهاما هائلة من اجل التعامل مع الازمة المالية المنتشرة.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China