فاكهة الشوتزا تفتح شهيتي علي الطعام الصيني

بصراحة أصدقائي إن لي معدة خاصة جدا وشاذة جدا ليس من السهل عليها تقبل أي طعام لا تعرفه، وأقول لكم سرا أرجوكم لا تفشوه لأحد .. لقد تمنيت لو أني أجد فولا وفلافل هنا ولكن للأسف فشلت حتي جاء موعد زيارتنا إلي كهوف زين سي وهناك استقبلنا بالغناء الجميل ، ثم تحركنا إلي باطن هذه الكهوف لنري من عجائب صنع الله الكثير والكثير .. نباتات برية وشلالات مائية ورسوما طبيعية وتابوتا لغزا لا يعرف أحد سره حتي الآن، فالتابوت تجدونه أحبائي في قمة كهوف زين سي ولا يعرف أحد حتي الآن كيف وضع هناك ..!!

وفي كهوف زين سي دعاني السيد مين خوا نائب مدير عام الإاذعة إلي فاكهة لم أعرف اسمها، ولم أستطع رفض دعوة الزعيم بطبيعة الحال ( السيد/ مين خوا ) فهو كبير هذه الرحلة، والحق أقول لكم إخواني .. حين تذوقت هذه الفاكهة التي أخبرتني السيدة شينغ بو أن اسمها هو ( شوتزا ) تمنيت لو أني آكل منها عشرات، ولكن وللأسف اضطررت أن أتحمل آلام الشهوة والرغبة في المزيد من باب الأدب، وما أريد إخباركم به حول ( الشوتزا ) أن مذاقها كان أكثر من رائع، حتي أني فكرت في أن أفتح محلا لبيع الشوتزا في مصر وأنا علي ثقة أنه سيربح كثيرا جدا .. لكن رجاء أحبائي لا يسبقني أحدكم لهذا المشروع .

بعد هذه الرحلة الرائعة في كهوف زين سي تناولنا غذاء سخيا كريما جدا، وكانت شهيتي مفتوحة له جدا جدا ليس كأي مرة سبقت والفضل بعد الله للشوتزا طبعا، ثم انطلق بنا الباص لرحلة هي الأروع في الحياة، في عمق جبل قولون شاه ..!! والله أحبائي إنني لا أعرف كيف أصف لكم هذه العلاقة الحميمة بين الصينيين وطبيعتهم، وكيف أنهم يحاكونها ويحكون لها ؟!

تخيلوا أحبائي جبلا عملاقا يوجد بأسفله نهرا، بكل ما تحمل الكلمة من معني، فقد قامت الحكومة الصينية ومصلحة السياحة بتزويد الجبل بإضاءات تحفظ أسراره وتزيد بهاءه وروعته، تدخل من مدخل وتخرج من آخر بواسطة مركب يقوده شاب صيني بارع حتي أنك تندهش كيف يحفظ الطريق ؟! وكيف يقود المركب بهذه المهارة بين الصخور والمرتفعات أسفل الجبل ؟!

إنه جبل قولون شاه، أحد أبرز المعالم السياحية التي تأثرت بها كثيرا في رحلتنا بقوانغشي، وأبدا لن أنساه خاصة وأن جميلة الجميلات ريحانة جيا يان كانت قد أهدتني صورتنا سويا علي ظهر المركب والتي حملت إحدي أجمل اللحظات في حياتي .. وأعني بإهداء ريحانة الصورة لي أنها هي التي دفعت ثمنها مكبرة ومغلفة في ثوب أنيق ..!

كما أني لا أخفيكم سرا أحبائي أن المغامرة والرحلة في أعماق جبل قولون شاه ستجذبك وتجعلك تأتي إلي المكان مرات ومرات ومرات ومرات و..............

وسريعا انطلقنا إلي قرية الكرة أو قرية ( تزيو جو )، وهي قرية صغيرة تشتهر بصناعة الكرة الصينية الغريبة والبديعة، وهناك وجدت نفسي اقترب أكثر وأكثر من هذه الوجوه الصينية الجادة في عملها المحبة لضيفها الرقيقة في مشاعرها .. كنت حريصا علي أن أحدث الجميع هناك وأحاكيهم، ولذا التقطت صورا مع النجارين والحدادين وصانعات الكرة والأطفال وحتي الدجاج والنهر هناك .. كل شئ كان يحكي جمالا انسانيا غاية في العذوبة ويضفي عليك مزيدا من الحب لهذا الشعب العظيم، وهذه الوجوه الطيبة بتزيوجو .

وزرنا متحف الكرة الشهير الذي التقطت فيه العديد من الصور الخاصة جدا بين الأدوات الغزلية القديمة وكذا المنزلية والأزياء التقليدية .

أصدقائي وأحبائي .. ماذا أقول لكم ؟! وماذا أروي ؟ّّ! لم يزل عندي والله الكثير والكثير وحتي لا تملوا تعالوا اصطحبكم لاستراحة في حديقة إيلين يان .. وأجيبوني علي هذا السؤال هل سبق لكم مداعبة القرود وهي بين يديك ؟

إخواني .. إن من يسعده الحظ ويزور حديقة إيلين يان سوف يحصد نصيبا كبيرا من البهجة والسعادة بلا أدني شك، فبعد تناولك الطعام اللذيذ والفاكهة الحلوة ستصحبك المرشدة إلي داخل حديقة إيلين يان، ولكن قبل ذلك ستدعوك لحمل بعض الفاكهة لمداعبة القرود التي ستجري حولك في كل مكان علي الأرض، وقطعا ستسعد بمنظرها وطريقة حياتها ولعبها وحركاتها الكوميدية المبهجة، ثم تستقبل عند دخولك بالموسيقي ثم تناول وجبة خفيفة مع الشاي اللذيذ وبعدها تدخل متحف الأشغال الخاصة بقومية جونغ، وهناك ستجد مطحنة ( مدشة ) للأرز والقمح، ووجوه منحوتة علي شجر البامبو لأشهر الشخصيات القومية ثم عجيبة العجائب ( كهف ايلين يان ) الذي رسمت الطبيعة بداخله قصصا لقرود ورجال وقري صينية وحتي الأساطير الصينية الشهيرة وحبوبا صينية لحظة حصادها ، وبحيرة مياه مثل مرآة صافية لقمة الكهف، وستلتقط عندها لقطة فوتوغرافية بالألوان غاية في السحر .

وفي هذا الكهف بالذات قامت الحبكة الصينية الرائدة التي تجيد اللعب بالإضاءة بشكل بارع، قامت بدور كبير في إبراز قصصا رائعة ومشاهد جميلة أشعرتني كما ستشعرك بلا شك كأن أبطال القصص التي نسمعها ينظرون إلينا ويتحركون معنا وليسوا مجرد تراكمات جيرية في حضن كهف ..!!