في مدينة ليو جو

إخواني وأصدقائي .. الآن نركب الباص ونتوجه في تمام الساعة الثامنة صباحا إلي مدينة ليوجو ثاني أكبر مدن قوانغشي بعد مدينة نانين .. وطوال الثلاث ساعات التي ارتحلنا فيها لم أشعر إلا بالمتعة ، ففي أثناء الرحلة راح كل متسابق في تقديم أجمل ما لديه من كلمات ارتجالية شعرية وغنائية، ولقد كان الجو العام مفعما بالحيوية والأخوة والمحبة، ولم نشعر بالوقت وهو يمضي حتي وصلنا الفندق ووضعنا حقائبنا قبل أن ننزل بعد ساعة في رحلة إلي متحف الحجر مستمتعين بنهر ليوتزا وجسر وانغ خوي العملاق، وفي متحف الحجر عجائب الإبداع الطبيعي الذي وهبه الله للصين ..!!

فالأحجار هناك رسمت لوحات ونحتت تماثيل حيوانات وآدميين بشكل يأخذ بالعقل والفؤاد، ولكن أكثر ما سيثيرك خاصة إذا كنت جوعانا هي هذه المائدة التي عليها من كل صنوف الطعام الجميل واللذيذ غير أنك ستصدم بعد أن تعرف أنها من الحجر .. تماما كما حدث لي، وقد قام بتجميع هذه المائدة طاهي معتزل أراد أن يخلد ذكراه ويخدم بلاده بهذه المائدة المتميزة ..!!

وبعد الإبهار والانبهار في متحف الحجر ذهبنا لتناول العشاء الفاخر ثم بعده خرجنا لنزهة نيليلة فوق صفحة مياه نهر ليوتزا وتحديدا في بحيرة شاه علي مركب، وليلا تري جسرا زجاجيا غاية في الرقي الهندسي وأبراجا مضيئة تسبح فوق المياه وقد شيدت من الخشب علي الطرز المعمارية الصينية المميزة، كما ستجد منازل وقصورا بنيت منذ مئات السنين تحكي لك بعض الأسرار لأمة التنين .

وما بين متحف الحجر ونهر ليوتزا ورحلته الجميلة ما كان لنا أن ننسي رحلتنا إلي قويلين ونهر لي جيانغ وأشهر معالم مدينة قويلين وهو جبل شيانغ بي ( خرطوم الفيل ) الذي التقطنا أمامه عشرات الصور التذكارية، وحقا الجو كان باردا في ليوجو وأصبت شخصيا بالبرد يومها لكن لم تفقدني إصابتي الإحساس بكل هذا السحر والجمال خاصة في ظل الدفء الذي تمتعنا به ممن رافقونا في هذه الرحلة .. مسئولين ومترجمين وفائزين .