أوساط اقتصادية وإعلامية تصف الميزانية السعودية الجديدة بأنها اتسمت بالواقعية

وصفت أوساط اقتصادية وإعلامية الميزانية السعودية الجديدة لعام 2009، والتى قدرت بنحو 475 مليار ريال (الدولار الأمريكي يساوي 3.75 ريال) والإيرادات بنحو 410 مليارات ريال، بأنها أكبر ميزانية فى تاريخ المملكة العربية السعودية وكذلك اتسمت بالواقعية وعكست التوقعات السلبية بتأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي، وذلك على الرغم من العجز الذى تضمنته والمقدر بحوالى 65 مليار ريال.

وأعربت هذه الأوساط في تقارير نشرتها الصحف السعودية الصادرة يوم الثلاثاء (23 ديسمبر) عن تفاؤلها بصدور الميزانية الجديدة بهذا الحجم الكبير للإنفاق في المشاريع التنموية (225) مليار ريال بعكس التكهنات التي كانت ترجح الحد من المصروفات بسبب الأزمة المالية العالمية وانخفاض أسعار النفط في الفترة الأخيرة.

وأشارت إلى أن الموازنة السعودية للعام المالي 2009، أخذت بالحسبان عوامل عدة أهمها ضرورة دفع عجلة الاقتصاد السعودي إلى الأمام عبر المزيد من الإنفاق في مشاريع التنمية المحلية، وتحسين مستوى السيولة عبر الاستمرار في دفع مستحقات المقاولين.

من جانبهم، قال مراقبون إن الموازنة الجديدة وضعت على تقدير أقل بكثير من المتوقع لسعر النفط بحدود 40 دولارا للبرميل إلى جانب الاعتماد على الإيرادات غير النفطية التي قد تسهم بنحو 20 إلى 30 مليار ريال سنويا، وهذه في معظمها رسوم جمركية، ورسوم المصلحة العامة كالكهرباء والمياه والوقود، ورسوم التأشيرات والهاتف والبريد.

واعتبروا أن أرقام حجم النفقات والإيرادات في موازنة 2009 تعكس أن الوضع سيبقى على ما هو عليه دون اللجوء لفرض رسوم ضريبية أو زيادة رسوم الجمارك أو الخدمات، طالما أن أسعار النفط ستحافظ على مستوياتها العالية، وإنما توسع في تنويع واسع في الإيرادات غير النفطية على الأقل على المدى القريب.

وأكدوا نجاح السياسات الاقتصادية التي انتهجتها السعودية الهادفة لتقليص الدين العام الذي انخفض خلال فترة وجيزة من 120 % من مجمل الإنتاج المحلي إلى 13 % عند نهاية ميزانية عام 2008.

وأشاروا إلى أن الميزانية الجديدة واعدة وتحمل مؤشرات إيجابية مهمة إذ يزيد الإنفاق فيها عن الميزانية للسنة الماضية 65 مليار ريال وهذا المبلغ يشكل أول عجز منذ عام 2002 ، متوقعين اختفاء هذا العجز العام المقبل نتيجة لتوقع تحسن أسعار البترول ولتراجع تكلفة المشاريع الحقيقية مع تراجع أسعار الكثير من المواد المستخدمة في إنشائها.