دار الأوبرا الوطنية الصينية

^{دار الأوبرا الوطنية الصينية}

صادف ال22 ديسمبر الجاري الذكرى السنوية الأولى لتشغيل دار الأوبرا الوطنية الصينية. واُعتبرت هذه الدار أحد الرموز ببكين. وما الدور الذي لعبته هذه الدار في العام الماضي وكيف يراها الناس؟

"السلام عليكم، نصل الى محطة تيان آن مون الغربية، ليتفضّل من يرغب في زيارة دار الأوبرا الوطنية الصينية بالنزول."

عندما يصل الزوار الى غرب بوابة تيان آن مون، ظهر أمامنا السقف الزجاجي المستدير الكبير لهذه الدار. وتُعتبر البحيرة الاصطناعية التي تحيط بهذه الدار لؤلؤة على المياه ببكين. وأصبحت هذه الدار التي تم بناؤها قبل سنة، أحد المتنزهات المشهورة مثل القصر الامبراطوري وسور الصين العظيم. وفي موسم السياحة هذا العام سجّلت هذه الدار رقما قياسيا، حيث استقبلت أكثر من 7000 فرد خلال ساعة واحدة.

زار مراسلنا بعض المشاهدين الذين كانوا يشترون التذاكر لمشاهدة العروض. وأوضح الطالب الجامعي وانغ القادم من جنوب الصين أنه ليس غنيا، لكنه يتمنى أن يشاهد العروض بأم عينيه. اذ قال:

"إن سعر التذكرة 80 يوانا صينيا، وأرى أنه مقبول، وهذه أول مرة أشاهد فيها مسرحية بأم عينيّ، وظللتُ أتطلع الى ذلك منذ زمن."

حقا أن دار الأوبرا الوطنية الصينية وفت بعهدها في الإدارة بأسعار منخفضة. وأوضح السيد وان سي تشوان رئيس لجنة الهندسة التابعة لهذه الدار قائلا:

"إن دار الأوبرا الوطنية مؤسسة خيرية لعامة الناس مثل المكتبة الوطنية والمتحف الوطني ومتحف الفنون الوطني. بنينا هذه الدار لعامة الناس."

ومنذ بدء تشغيلها نظمت هذه الدار أكثر من 900 عرض فني راق وأكثر من 570 نشاطا لتعميم الوعي الفني. وخلال عطلة العيد الوطني الصيني التي استمرّت 7 أيام هذا العام فقط، دخل أكثر من 150 ألف فرد لهذه الدار للاستمتاع بجاذبية الفنون.

وبينما تسعى الدار الى تقديم عروض كثيفة، فإنها بجودة البرامج المقدّمة كثيرا. حيث يستطيع المشاهدون الاستماع الى الأعمال السيمفونية من قيادة سيجي كزاوا والأداء الرائع من عازف البيانو الصيني لانغ لانغ، كما يستطيعون الاستمتاع بجاذبية المسرحيات التقليدية من تقديم دار رنمين الفنية ببكين والأعمال الأخرى من تقديم الهيئات الفنية الكبيرة ومشاهير الفنانين من مختلف دول العالم.

اُختتم مؤخرا الأسبوع الموسيقي الدولي للأغاني الشعبية 2008، حيث احتشد فيه 38 فرقة فنية من 24 دولة بالعالم. وخلال أسبوع قدّم أكثر من 1000 مطرب للأغاني الشعبية 24 حفلة لتعريف المشاهدين الصينيين بخلاصة الأغاني الشعبية من مختلف دول العالم. حيث قام الفنانون بتبادلات مع المشاهدين بلا مسافة، فشارك العديد من المشاهدين في التمتع بلذّة الفنون.

^{السياح يزورون دار الأوبرا الوطنية الصينية}

قدّم الراقصون من فرقة باشيكا الفنية السنغافورية عروضا على المسرح بهذه الدار لتعريف المشاهدين بالرقصات الهندية. وبعد انتهاء العروض قال راقص هندي الأصل من هذه الفرقة بتأثّر:

"السلام عليكم، نحن من فرقة باشيكا الفنية السنغافورية، نحب بكين. إن هذه الدار جميلة جدا، نجلب للمشاهدين الصينيين الرقصات الهندية الأصيلة التي تعلّمناها من معلّمينا، وقدّمنا العروض بسرور وفرح."

يتمنى الفنانون الأجانب نشر ثقافاتهم في الصين، كما يتمنى الفنانون الصينيون تعريف أكبر عدد من المشاهدين الأجانب بالثقافة الصينية. ويتطلّع الفنانون الى أكبر عدد من المشاهدين، كما ترحب دار الأوبرا الوطنية الصينية بدخول أكبر عدد من الناس اليها. وأوضح السيد دنغ يي جيانغ نائب مدير هذه الدار قائلا:

"يجب أن نبرز الصفة الخيرية لدارنا. ستُقدّم فيها عروض بمختلف الأنواع، لأن دارنا قادرة على تقديم منبر لكل نوع من الفنون."

وفي السنة الماضية أقامت دار الأوبرا الوطنية الصينية العديد من العروض الخيرية والنشاطات لتعميم الفنون، الأمر الذي عكس اهتمامها البالغ بصفتها الخيرية وشعبيتها. ومن المؤكد أن هذه الدار ستواصل رفع المستوى الفني وتعزيز تعميم الفنون. وأثناء تقديم المزيد من العروض الخيرية ستصبح بلاطا للفنون الراقية في المستقبل.