روابط

موسم مسرحيات شكسبير ببكين

   2009-01-09 14:26:11    cri

ظلت مسرحيات الأديب الانجليزي شكسبير تلقى إقبالا وترحيبا في العالم. واُعتبرت كنزا في حقل المسرحيات خلال القرون الأربعة الماضية. وحضر فنانون من مختلف مناطق العالم مؤخرا الى بكين لتقديم مسرحيات شكسبير للمشاهدين الصينيين بأشكال متنوعة.

رغم أن شكسبير اسما معروفا لدى الصينيين، لكن نادرا ما يجد المشاهدون فرصة للاستمتاع بجاذبية مسرحياته مباشرة. وفي موسم مسرحيات هذا الكاتب ببكين هذه المرة، أضفى الفنانون عوامل قومية مميزة على المسرحيات وقاموا بتجديدات عديدة.

إن مسرحية "الملك لير" هي احدى المسرحيات التراجيدية من إبداع شكسبير، وتحكي قصة مأساوية حول الملك لير وما حدث أثناء نقل عرشه بين بناته الثلاث من الاضطرابات. وعلى ضوئها ألّفت المخرجة المشهورة تيان تشين شين بدار المسرحيات الوطنية الصينية مسرحية بعنوان "مينغ"، حدثت القصة في عهد أسرة مينغ الملكية في الفترة بين القرن ال14 والقرن ال17 الميلادي. حيث كبر الامبراطور في السنّ، لكنه لا يدري الى من من أولاده الثلاثة يسلّم عرشه؟ وفي لحظة تردّده، قدّم أحد رعاياه له المسرحية المشهورة "الملك لير" من إبداع شكسبير لتعريفه بمأساة الملك لير.

أضفت المخرجة تيان تشين شين عوامل قومية على هذه المسرحية. وتحدّثت عن تجديداتها قائلة:

"أدخلتُ مسرحية "الملك لير" الى الصين والى عهد أسرة مينغ الملكية، الأمر الذي أدّى الى تغيرات كبيرة على هذه المسرحية، حيث بقيت العلاقة بين الأدوار، بل حوّلنا البنات الثلاث الى الأولاد الثلاثة. كما جعلناها مسرحية ظريفة تحمل عوامل كوميدية."

وفي نفس الوقت قُدّمت مسرحية "الملك لير" باللغة الانجليزية. شارك العديد من الفنانين المحترفين البريطانيين والأمريكيين في تقديمها، وكانت لهم خبرات وفيرة في تقديم مسرحيات شكسبير، ومثّل 6 طلاب من معهد بحوث المسرحيات والأفلام الأجنبية التابع لجامعة بكين أدوارا في هذه المسرحية. ورغم تباين الخلفية الثقافية، لكن التعاون بين هؤلاء الممثلين الصينيين والأجانب جيد جدا. ورأى السيد جوزيف قريفس ممثل دور البطل في هذه المسرحية أن معرفتهم لمسرحيات شكسبير زادت التفاهم بينهم. وأخبر مراسلنا قائلا:

"بدأت التعاون مع الصين منذ 7 سنوات، وقدّمنا معا 42 مقطوعة، وأنا مسرور جدا بمشاركة نظرائي الصينيين في تقديم العروض، إن اللغة الانجليزية هي اللغة الثانية بالنسبة لهم، أما أعمال شكسبير فهي اللغة الثالثة لهم، لذلك يبذلون جهودا أكبر منا، الأمر الذي جعلهم يفهمون أعمال شكسبير بصورة أفضل، وتأثّرت بروح عملهم دائما."

وهذه المرة عُرضت المسرحية التراجيدية الأخرى لشكسبير "روميو وجوليت" من تقديم كوريا الجنوبية وليتوانيا كل على حدة.

لقد تم اقتباس مسرحية "روميو وجوليت" من قبل الكاتب المسرحي الكوري أه تاي سوك وتقديمها في كوريا الجنوبية منذ سنوات. حيث دمج المخرج الأوبرات الكورية التقليدية والأساليب التعبيرية الحديثة في هذه المسرحية بصورة جيدة. وأوضح السيد أه تاي سوك أنه حافظ على العوامل الكلاسيكية والتقليدية في تأليف مسرحيات شكسبير، كما أضفى عليها العوامل القومية الكورية مثل ألحان الأوبرات الكورية التقليدية فضلا عن العوامل الحديثة.

أما مسرحية "روميو وجوليت" من تقديم فرقة OKT الليتوانية فمختلفة تماما. يُعتبر السيد أوسكراس كرسونواس مخرج هذه المسرحية الذي يبلغ ال39 من العمر مخرجا عبقريا في حقل الأوبرا بالعالم، ومسرحية "روميو وجوليت" هي من أفضل أعماله. وتحدث السيد أوسكراس كرسونواس عن هذه المسرحية قائلا:

"أتمنى أن يتفرّج المشاهدون على هذه المسرحية وكأنهم يشاهدون فيلما، استخدمت المونتاج فيها، حيث يمكن أن يدور المسرح. إن التناقضات هي الأهم في أعمال شكسبير، فأوليت اهتماما لإبراز هذه التناقضات على المسرح."

وقدّمت دار الشعب الفنية بتيانجين مسرحية كوميدية لشكسبير بعنوان "حلم منتصف ليلة صيف"، حيث عكست أسلوب إبداع شكسبير المتمثل في الرومانسية في المرحلة الأولى.

عُلم أن شكسبير شخص يحب الأشياء النشيطة، وكانت أعماله متعددة الأنواع ولقيت إقبالا كبيرا في عصره. وبعد وفاته ب400 سنة لا تزال أعماله تثير المشاهدين وتُضحكهم وتُبكيهم. ها هو شكسبير دائما.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China