روابط

مستقبل الانتخابات العامة الفلسطينية لا يدعو إلى التفاؤل بسبب نزاعات غزة

   2009-01-09 14:50:54    cri

تنتهى يوم الجمعة ( 9 يناير الحالى) فترة رئاسة محمود عباس للسلطة الوطنية الفلسطينية والتى دامت 4 سنوات. ورغم أن عباس قد عبر عن رغبته في تمديد فترة رئاسته حتى موعد الانتخابات التشريعية القادمة إلا أن حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) التى فازت بالانتخابات التشريعية السابقة قالت يوم الخميس ( 8 يناير ) إنها ابتداءا من يوم الجمعة ( 9 يناير ) لن تعترف بعباس كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية. وعلى ضوء هذا أصبح مستقبل الانتخابات العامة الفلسطينية ملبدا بالغيوم السوداء نتيجة نزاعات غزة المستمرة منذ عدة أيام.

كانت حركة حماس المتشددة في مواقفها قد فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية بعد تغلبها على حركة فتح بزعامة محمود عباس وحصلت على حق تشكيل الحكومة. وبذلك أصبحت الخلافات داخل صفوف الفلسطينين علنية وباتت عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية أكثر تعقيدا. وأمام هذه الحالة دعا عباس في نوفمبر العام الماضي إلى تقديم موعد الانتخابات التشريعية إلى أوائل هذا العام لتتزامن الانتخابات التشريعية مع انتخاب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. لكنه يبدو الآن أن إجراء الانتخابات التشريعية في أوائل هذا العام أمر غير ممكن للأسباب التالية.

إن الاشتباكات المستمرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في غزة لم تهدأ بسبب الخلافات داخل الصفوف الفلسطينية. فحركة حماس ظلت تنتقد سياسة عباس رغم أنها عبرت عن رغبتها في المشاركة في مفاوضات مصر حول وقف إطلاق النار. ومثال ذلك أن ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان قال يوم الخميس في مؤتمر صحفي إن عباس لم يتحمل مسؤوليته أمام مواطني غزة ولم يلعب دوره بتحسين الأوضاع في غزة وإنه ناطق باسم الولايات المتحدة فقط.

ومع دخول العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل ضد حركة حماس في غزة إلى يومها الرابع عشر تلقى حركة حماس تعاطفا متزايدا من الفلسطينيين والعالم العربي. أما إسرائيل فمنيت بالمعارضة المتزايدة الشدة في العالم بسبب أن عمليتها العسكرية قد سببت كارثة إنسانية خطيرة في غزة. وبدأ الكثير والكثير من المواطنين الفلسطينيين يجابهون العملية العسكرية الإسرائيلية ويعارضون السياسة الأمريكية بأساليب متشددة.

أما الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح فإن الفلسطينيين فيها نظموا مظاهرات مؤيدة لحركة حماس مؤكدين أن العملية العسكرية الإسرائيلية ليست ضد رجال حركة حماس وسكان غزة فحسب بل ضد جميع أبناء الأمة الفلسطينية. فازداد التعاطف والدعم لحركة حماس مع مرور الأيام. وتعرض رجال شرطة فتح للمقاومة من بعض المواطنين الفلسطينيين خلال اعتقال مؤيدي حركة حماس.

يرى المحللون أنه إذا لم تشهد الأوضاع بغزة تحسنا خلال فترة قصيرة فإن المزيد من الفلسطينيين سيتحولون من التعاطف إلى تأييد حركة حماس التى تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل منظمة إرهابية. وطبعا أن هذا الأمر لا تريده حركة فتح ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة. ويرى المحللون أن السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط لن تشهد تغيرا جذريا بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما منصبه. وستجرى الانتخابات العامة الإسرائيلية قريبا. وفي ظل هذه الظروف فمن الصعب أن تتفق حركة حماس وحركة فتح في الأراء حول تقديم موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية. مما يجعل مستقبل عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط أكثر غموضا.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China