v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
يعتبر علاج الامراض المزمنة التي تتكرر وتتفاقم دائما أثناء فصل الشتاء خلال أيام الصيف القائظة يعتبر أحد اساليب الطب الصيني التقليدي الفعالة، وعادة ما يستخدم الاطباء الصينيون هذا الاسلوب لعلاج كثير من المرضى داخل البلاد.
هذا وقد يتساءل الناس ما هى المبادئ الاساسية لاسلوب العلاج هذا ؟ وما نتائجه في العلاج السريري؟ الجواب هو أن الطب الصيني التقليدي يرى أن في جسم الانسان طاقة حيوية موجبة وطاقة حيوية سالبة، وإذا تم الحفاظ على التوازن بين هاتين الطاقتين فسيكون الانسان في صحة جيدة. إلا أن الطاقة الموجبة عادة ما تكون قوية ونشيطة في أيام الصيف بينما تصبح الطاقة السالبة قوية في فصل الشتاء، لذلك قد يصاب الانسان ببعض الامراض التي ينتج عنها إرتفاع الطاقة السالبة، وتجاوزها الحد المتوازن مع الطاقة الموجبة. ووفقا لهذه النظرية الطبية يستخدم الاطباء الصينيون بعض أساليب العلاج الصينية التقليدية في أيام الصيف التي تزداد فيها الطاقة الموجبة قوة ونشاطا لعلاج بعض الامراض الشتوية، وذلك لضبط التوازن بين هاتين الطاقتين وإزالة العوارض المرضية أو تخفيفها. وتحدث السيد لي قوه تسين/ مدير قسم أمراض الجهاز التنفّسي بمستشفى قوانغ آن مون للطب التقليدي الصيني ببكين حول أسلوب العلاج هذا قائلا:
" من شأن أسلوب علاج الامراض الشتوية المزمنة في الصيف أن يعمل على رفع فعالية جهاز المناعة في جسم الانسان ومقاومته للامراض، وأن يقلل نسبة تكرار وتفاقم بعض الامراض الشتوية بمعدل ثمانين بالمائة تقريبا .... "
إن أفضل فترة بالنسبة لعلاج الامراض الشتوية المزمنة هى شهرا يوليو وأغسطس باعتبارهما أكثر الاشهر حرارة طوال السنة، وتتكرر عملية العلاج للمرض الواحد خلال هذه الفترة ثلاث مرات على الاقل، وعلى أن تفصل بين المرتين مدة تتراوح بين سبعة أو عشرة أيام. كما يجب أن يتلقى المريض العلاج بهذا الاسلوب لمدة ثلاثة أعوام متواصلة باعتبارها شوطا كاملا أثناء العلاج. أما أساليب العلاج فهى تختلف باختلاف الامراض, ومن أهمها استخدام اللزقات العلاجية والمراهم والوخز بالابرة والكي اضافة الى تناول بعض العقاقير الصينية التقليدية، ومن بين أهم الامراض التي يمكن علاجها بشكل فعال في أيام الصيف: الازمات الصدرية والتهاب المفاصل والتهاب الجيوب الانفية والتقرحات الجلدية بسبب البرد أي الاكزيما، وفيما يلي نعرفكم بعملية علاج الازمات الصدرية في قصل الصيف باعتبارها أكثر الامراض الشتوية الشائعة .
من المعروف أن الازمات الصدرية نوع من الامراض المزمنة التي تصيب القصبات الهوائية، وعند تعرض المريض لبعض التأثيرات الخارجية بما فيها البرد أو الزكام يحدث دائما إلتهاب قصباته الهوائية وتورمها ومن ثم تضيقها الناجم عن الالتهاب مما يزيد من صعوبة التنفس، قال السيد دو كه شنغ البالغ الان أربعين عاما من عمره وأصيب بهذا المرض منذ سنوات:
" كلما أصيبتُ بالزكان إزدادت حالتي سوءا حيث اشعر بصعوبة التنفس وبالانتفاخ في صدري والتورم في حنجرتي، وكلما تفاقم هذا المرض أشعر بانني سأموت حالا ... "
الاسلوب الرئيسي المتبع لعلاج الازمات الصدرية هو لصق اللزقات العلاجية المصنوعة بالعقاقير الصينية التقليدية على ستة أماكن على ظهر المريض، وبعدها سيشعر المريض بنوع من الهرش والوخز في هذه الاماكن، وقد يظهر التورم والاحمرار فيها في بعض الاحيان إلا أن كل هذه العوارض هى من قبيل ردود الفعل الطبيعية بسبب استخدام هذه الادوية. ويجب أن يثابر المريض على ابقاء هذه اللزقات على ظهره لمدة تتراوح بين ثلاث الى عشر ساعات كما يجب أن يمتنع أثناء العلاج عن تناول المأكولات البحرية والاطعمة الحارة واللحوم الدهنية وشرب المشروبات الباردة.
هذا وقد تلقى السيد دو المذكور شوطا كاملا من العلاج إستغرق ثلاثة أعوام، وقد شهدت حالته تحسنا ملحوظا وتحدث عن ذلك قائلا :
" منذ تلقي هذا العلاج باستخدام اللزقات الطبية على مدى ثلاثة أعوام بدأت أشعر بتحسن كبير، ولم يكن باستطاعتي سابقا الجري قبل العلاج حتى لمسافة عشرين مترا، أما الان فأستطيع أن أمارس بعض الاعمال الجسمانية وبعض الالعاب الرياضية حتى أشعر الان بأن صحتي قد أصبحت طبيعية ..... "
الى جانب علاج الازمات الصدرية يمكن استخدام نفس الاسلوب لعلاج التهاب المفاصل والتهاب الجيوب الانفية والتقرحات الجلدية بسبب البرد وبعض الامراض الشتوية المزمنة الاخرى علما بأن نتائج العلاج عادة ما تكون جيدة ومرجوة .
وجدير بالذكر أن كثيرا من الاطباء والخبراء في الطب الصيني التقليدي يعكفون حاليا على بحث وتطوير أسلوب علاج الامراض الشتوية المزمنة في فصل الصيف في سبيل زيادة فعالية هذا الاسلوب وتوسيع نطاق الامراض التي يمكن علاجها به. ونحن على ثقة تامة بأن هذا الاسلوب الطبي التقليدي سيتجدد ويتطور بفضل جهود هؤلاء الاطباء والخبراء، وسيؤمن المزيد من نسبة الشفاء للمرضى.