متى يتحقق وقف إطلاق النار في غزة؟

إن العملية العسكرية الإسرائيلية أدت إلى ازدياد عدد القتلى والجرحى باستمرار في غزة وإن الجهود المصرية في الوساطة من أجل وقف إطلاق النار لم تحقق نتيجة في حين يتساءل الناس متى سيتحقق وقف إطلاق النار في غزة؟

وخلال الأيام الأخيرة ما زالت العملية العسكرية الإسرائيلية مستمرة في غزة. وزعم إيهود أولمرت رئس الوزارء الإسرائيلي أن الهدف من العملية العسكرية قد اقترب من تحقيقه. وفي نفس الوقت أن القوات الاحتياطية الإسرائيلية التى تم استدعاؤها في الفترة الأولى من العملية العسكرية دخلت إلى غزة سرا مساء يوم الأحد. بشأن ذلك قال أحد كبارالضباط الإسرائيليين إن دخول القوات الاحتياطية إلى غزة يهدف إلى تسهيل القوات التقليدية لشن العمليات العسكرية الواسعة النطاق في غزة وفرض ضغوط أشد على رجال حركة المقاومة الإسلامية ( حماس). وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن العملية العسكرية المسماة بالرصاص المصبوب تمر حاليا بالمرحلة ما بين الثانية والثالثة. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الإثنين إنه من الضروري الحفاظ على الردع العسكري ضد حركة حماس حتى المرحلة الأخيرة. ومن جانبه أكد أولمرت من جديد أن الجانب الإسرائيلي سيوقف العملية العسكرية إذا وعدت المنظمات المسلحة في غزة بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل ووقف أعمال تهريب الأسلحة إلى غزة.

وذكر ريجيف في نفس اليوم أن أعمال المرحلة القادمة لحل نزاع غزة هى ربط العملية العسكرية مع الجهود المصرية الدبلوماسية الرامية إلى إجراء المفاوضات لحل المشكلة. وبخصوص العملية العسكرية فقد ذكرت القوات الإسرائيلية في المعلومات التي نشرتها خلال اليومين الأخيرين أن حركة حماس قد تكبدت خلال العملية العسكرية الإسرائيلية لخسائر جسيمة.

ومن الناحية الدبلوماسية فإن إسرائيل ما زالت ترفض الحوار السياسي مع حركة حماس وتوافق على الاتصال بمصر لبحث المبادرة المصرية والفرنسية حول وقف إطلاق النار فى غزة. وقام زعماء ألمانيا وتركيا ودول حلف الناتو وبعض المنظمات الدولية خلال الأيام الأخيرة بزيارة منطقة الشرق الأوسط من أجل تحقيق وقف إطلاق النار ووقف أعمال تهريب الأسلحة التى قامت بها حركة حماس. ومن جانبه أكد الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش في آخر مؤتمر صحفي في فترة ولايته أن الشرط الوحيد لوقف إطلاق النار في غزة هو وقف حركة حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وعبر زعيم حركة حماس إسماعيل هنية مساء يوم الإثنين عن تأييده لأى قرار يساعد على انسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة فتح معابر غزة.

يرى المحللون أن إسرائيل تريد كسب الوقت لدفع تشكيل نظام دولي لمراقبة الأمن في غزة والتجنب من تكبد القوات الإسرائيلية لمزيد من الخسائر في الأرواح. أما حركة حماس فهى تعرف أن استمرار النزاع مع الجانب الإسرائيلي ليس في صالحها لذلك تفكر في كيفية انهاء النزاع مع الجانب الإسرائيلي بصورة شريفة للحفاظ على قواها.

ومن ناحية أخرى فان الجامعة العربية تخطط الآن لعقد أولى قمة اقتصادية في الكويت في الأسبوع القادم لبحث مشكلة إعادة إعمار غزة. يرى المحللون أن الأيام القادمة ستكون فترة حاسمة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة من عدمه.