الدول العربية تبذل جهودها لحل أزمة غزة

الهجمات العسكرية التى تشنها إسرائيل على غزة التى تسيطر عليها حركة المقاومة الإسلامية ( حركة حماس ) قد استمرت أكثر من نصف شهر وتسببت في إصابات كبيرة بين القتيل والجريح. وتبذل المنظمات الإقليمية والدول العربية الجهود للوساطة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل حل أزمة غزة.

في الواقع أنه في بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة في ال27 من ديسمبر الماضي قد بدأت الدول العربية جهودها للوساطة. ففي ال31 من ديسمبر الماضي عقد وزراء خارجية دول الجامعة العربية اجتماعا طارئا لبحث مشكلة غزة. وخلال الاجتماع دعت قطر إلى عقد قمة طارئة عربية بالدوحة لبحث مشكلة غزة. إلا أن هذه الدعوة لم تقبل موافقة معظم الدول العربية فور طرحها لأن بعض الدول ترى أن عقد قمة الدوحة لا معنى له لذلك أيدت مبادرة العربية السعودية حول حل مشكلة غزة من خلال مجلس الأمن الدولي. وفي البداية كانت مبادرة العربية السعودية قد لقيت تأييدا واسعا. فألقى أمير قطر حمد بن الخليفة الثاني كلمة تلفزيونية أكد فيها أن الدول العربية لا يمكن أن تكون مكتوفة الأيدى أمام الهجوم الجوي الإسرائيلي.

في ال19 من الشهر الحالي ستعقد الجامعة العربية قمة عربية اقتصادية بالكويت. وترى الكويت وبعض الدول العربية أنه يمكن بحث مشكلة غزة في هذه القمة الاقتصادية العربية وليس من الضروري عقد قمة أخرى. وعبرت مصر والعربية السعودية وأمين الجامعة العربية عمرو موسى عن تأييد هذا الرأى. إلا أن قطر ولبنان وبعض الدول العربية الأخرى عبرت عن معارضتها لهذا الرأى معتقدة أنه لا يمكن بحث مشاكل كثيرة منها مشكلة غزة وأسعار البترول والأزمة المالية الدولية خلال فترة القمة الاقتصادية القصيرة. لكنه بعد ذلك ظهرت التغيرات في ال14 من الشهر الحالي. إذ إن دعوة قطر إلى عقد قمة طارئة لقيت تأييد دولة الإمارات العربية المتحدة والعراق وبعض الدول الأخرى. فأصبح عدد الدول التى تؤيد عقد قمة عربية طارئة 15 دولة وهذا الرقم هو الرقم الأدني والنصاب القانوني الذى يسمح بعقد القمة. وبعد ساعات من إعلان قطر عقد قمة عربية طارئة في ال16 أعلن الملك السعودي عبد الله فجأة دعوة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي إلى عقد قمة بالرياض في ال15 لبحث الأوضاع في غزة. إن إعلان الملك السعودي هذا أظهر مكانة السعودية الهامة في العالم العربي.

أما مصر وهى دولة مهمة أخرى في العالم العربي فترى أن لها دور لا بديل له في الوساطة لحل أزمة غزة. كما نعلم أن مصر من الدول العربية القليلة التى لها العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. كما أن مصر تتشاطر مع حركة حماس بمعبر رفح بغزة. فيمكن القول إن مصر لها العلاقات المباشرة مع إسرائيل وحركة حماس. ونعلم أن مصر ظلت تتصل مع الجانبين المتنازعين الفلسطيني والإسرائيلي حول وقف إطلاق النار. وبذلك يمكن القول إن مصر لها دور أهم فى حل مشكلة غزة بالمقارنة مع أى قمة طارئة عربية أو قمة اقتصادية عربية أو قمة طارئة خليجية. وإن آخر تطورات الأمر يكون في صالح مصر أيضا. إذ إن حركة حماس قد قبلت مساء يوم الأربعاء ( 14 يناير ) مبادرة مصر لوقف إطلاق النار وطرحت تصورا مفصلا بشأن ذلك. ومن جانبه يتوجه مسؤول من وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الخميس ( 15 يناير ) إلى مصر لبحث مشكلة وقف إطلاق النار.

والناس يتابعون حاليا عن كثب القمة الخليجية والقمة العربية الطارئة والقمة العربية الاقتصادية التى ستعقد عما قريب.